بداية المقاطعة، حاول تنظيم الحمدين إيهام الجمهور الرياضي بأنه يعمل بمهنية ولا يقحم السياسة بالرياضة ومع أول مباراة للسعودية “انكشف الستار”، في كسر صريح لحظر فيفا (توظيف الرياضة لهدف سياسي)، إذ عمدت قناة “بي إن سبورت”، إلى إقحام التحليل والمواقف السياسية خلال البث المباشر لمباريات كأس العالم الجارية في روسيا الاتحادية، مما يستوجب إجراءً مضادًا من هيئات الـ”فيفا” القانونية والقضائية. ما وراء الحدث باختصار: منذ بداية الأزمة وتنظيم الحمدين يحاول التهرب من تنفيذ اتفاقية الرياض، التي وقعها تميم بكافة الوسائل سياسيًّا، واقتصاديًّا، واجتماعيًّا، ورياضيًّا، وفي النقطة الأخيرة، عن إقحام السياسة في الرياضة، والتي قد تصل عقوبتها إلى وقف الأنشطة الرياضية أو الاعتذار على أقل تقدير، كشف محمد سعدون الكواري عن سبب تغيير اسم قناة الجزيرة الرياضية إلى “بي إن سبورت”، مبيّنًا أنَّه لإبعاد الرياضة عن توجهات قناة الجزيرة، التي تتهمها بعض الدول بدعم الإرهاب والإرهابيين، ولها أبعاد فكرية سياسية”. إلا أنّه بعد تغيير المسمى، لم يتغير توجه تنظيم الحمدين، ولم يلتزم بعدم إقحام الرياضة، وهو ما ترفضه القوانين والأعراف الرياضية. وبعد قرار مقاطعة قطر لعدم تنفيذها لاتفاقية الرياض مباشرة، استغل تنظيم الحمدين شهرة لاعب السد القطري وبرشلونة السابق عالميًّا تشافي وأقحمه في السياسة، وأجبره على التصريح ضد دول المقاطعة. وأيضًا استغل المحلل الرياضي السابق لقناة “بي إن سبورت” نبيل معلول ومدرب منتخب تونس، للتصريح حول المقاطعة ووصفها بحصار ظالم، وهو ينتقل ذهابًا وإيابًا إلى قطر. كما لم يكتفِ تنظيم الحمدين بذلك، بل دفع مبلغًا ماليًّا بسيطًا جدًّا استغل فيه حاجة بعض الجماهير التي لا تفهم في السياسة لرفع لافتة سياسية في ملعب رياضي، والمضحك وجود اسم إسرائيل التي لها علاقات وطيدة مع تنظيم الحمدين. وأخيرًا وعلى قناة “بي إن سبورت” حاليًّا الجزيرة الرياضية الإرهابية سابقًا، يظهر لنا المحللون بكل وقاحة وفي بطولة كأس العالم، يتحدثون عن الأمير محمد بن سلمان والقضية الفلسطينية، ومن يفهم في التحليل يعلم أن هذا الحديث كان معد له مسبقًا وبتوجيهات، وقبل ذلك، ظهر علينا الغرافة في مقاطع فيديو يتهم فيها الإمارات كذبًا وزورًا، في بطولة دوري أبطال آسيا، وتم إيقافه من قبل الاتحاد الآسيوي بسبب تصريحاته الكاذبة المنشورة أيضًا على صحفهم. عريضة ضد بي إن سبورت: وبناء على ما أسلفنا من حوادث تبنى مجموعة من الرموز الرياضية السعودية والعربية، عريضة للاحتجاج ضد التسييس القبيح للرياضة الذي تقوم به قناة “بي إن سبورت” التابعة لـ”تنظيم الحمدين”، لتكشف إمبراطوريات الزيف الإعلامي، وتزيلها من على الخارطة. المبادرة الكبيرة تسعى إلى إيصال رسائل احتجاجية للأمين العام لاتحاد كرة القدم “الفيفا” ضد مجموعة قنوات beIN SPORT القطرية، وذلك بسبب تعمد مذيعها والعاملين عليها بإقحام السياسة في الرياضة خلال تغطية مباريات مونديال كأس العالم 2018، تحت مسمى “رياضة بلا سياسة”، حيث دعوا من خلالها جميع عشاق كرة القدم للمشاركة وتسجيل احتجاجهم على ممارسات القنوات القطرية. وتطالب المبادرة “فيفا” بالتحرك الجاد والفوري تجاه التسييس المفضوح الذي تمارسه المجموعة القطرية، وتحديدًا ما بدر منها مع انطلاقة مونديال كأس العالم المقام حاليًّا في روسيا بصفتها ناقلًا حصريًّا للمسابقة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ إذ ارتكبت بذلك مخالفة نظامية تستوجب المساءلة والعقاب. وشدد القائمون على المبادرة على أن صمت “الفيفا” تجاه تجاوزات القنوات القطرية من شأنه أن يهز الثقة بالمنظمة الدولية ومبادئها، وهو ما قد يفتح الباب واسعًا أمام تسييس الرياضة والتسييس المضاد، وهو ما قد يُخرج المتعة الكروية والرياضية عن نصابها الصحيح والسليم. العرب يتفاعلون: وعبر وسم “رياضة بلا سياسة”، على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، شارك عشاق الساحرة المستديرة، مؤكّدين أنَّ “الرجل البسيط، يرجع بيته بعد عناء العمل ومشقة الحياة، ولا يجد إلا الرياضة، وخصوصًا كرة القدم المتنفس الوحيد له، أرجوكم لا تدمروا متنفسنا الوحيد، وأبعدوا خلافاتكم وسياستكم عنا، لا يذوق مر السياسة إلا الشعوب”. وأضافوا: “الدولة العاجزة سياسيًّا، والمُجنسة رياضيًّا، تدفع الأموال لمرتزقيها المستعربين لكي يغوصوا أكثر في وحلها القذر، ويتطاولوا على المبادئ، ويُهينوا الأعراف، وينحروا القيم، لذلك وجب الرد عليها والتصدي لها بكل حزم من كل رياضي مُحترم أو وطني غيور أو عربي أصيل”. واتّفقوا على أنَّه “نحنُ نثق ثقة عمياء بدولتنا وحكامنا و مع الأيام أثبتت لنا قطر بأفعالها النتنة بأن خليجنا ودولنا العربية تحملتهم حتى طفح الكيل”. تحرّك سعودي رسمي: بدوره، رفع الاتحاد السعودي لكرة القدم شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لاستغلال قنوات bein sports القطرية (الجزيرة سابقًا) امتلاك حقوق نهائيات كأس العالم 2018 في الشرق الأوسط في بث رسائل سياسية تهدف للإساءة للمملكة وقياداتها. وبينت شكوى الاتحاد السعودي التحريض المستمر من bein sports القطرية في إثارة الكراهية بين الجماهير والشعوب في المنطقة، وتوظيف عملها لأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن الرياضة. وكشفت شكوى الاتحاد السعودية التعاطي الإعلامي السياسي المرفوض للقناة القطرية، بعد مباراة المنتخب السعودي ونظيره الروسي، حيث يعد استمرارًا لتجاوزات كثيرة تتنافى مع قوانين الاتحاد الدولي التي تشدّد على وجوب النأي بالرياضة عن السياسة. ودعا الاتحاد السعودي “فيفا” إلى اتخاذ العقوبات المشددة تجاه القناة القطرية؛ تجنيبًا لاستغلال الرياضة في أهداف سياسية مغرضة تشوه اللعبة وتضرب في أخلاقياتها
مشاركة :