اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، صباح اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، ووسط قيود على دخول الفلسطينيين للمسجد.ورافقت شرطة الاحتلال المستوطنين خلال تجولهم في باحات الأقصى بدءًا من دخولهم من باب المغاربة، وخروجًا من باب السلسلة.وقال مسئول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية فراس الدبس لوكالة "صفا" الفلسطينية إن 76 متطرفًا واثنين من عناصر مخابرات الاحتلال اقتحموا المسجد الأقصى على عدة مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته بحراسة أمنية مشددة.وأوضح أن مرشدين يهود قدموا للمستوطنين خلال الاقتحامات شروحات عن أسطورة وخرافة "الهيكل" المزعوم، فيما حاول بعضهم أداء طقوس تلمودية بالمسجد.وكانت شرطة الاحتلال فتحت الساعة السابعة والنصف صباحًا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين الحماية الكاملة للمستوطنين أثناء الاقتحامات.وواصلت الشرطة فرض قيودها على دخول المصلين للأقصى، واحتجزت بعض هوياتهم الشخصية عند الأبواب، بالإضافة إلى منع العشرات من دخول المسجد بشكل نهائي.ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا (عدا الجمعة والسبت) لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة وعلى فترتين صباحية ومسائية، فيما حين تزداد وتيرة تلك الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية.وتصعد سلطات الاحتلال من إجراءاتها ضد المصلين والمرابطين وموظفي الأوقاف عبر ملاحقتهم واعتقالهم والتحقيق معهم، وكذلك إبعادهم عن الأقصى، فضلًا عن تهديد بعضهم بسحب الإقامات إذا استمروا في دفاعهم عن المسجد وتصديهم لاقتحامات المتطرفين.وكانت قوات الاحتلال احتجزت أمس الاثنين، رئيس قسم الحراسة في الأقصى عبدالله أبو طالب لساعات قبل الإفراج عنه، وسط توتر شديد ساد المسجد.فيما كشف شريط مصور تداوله مستوطنون على شبكات التواصل الاجتماعي عن عملية إتمام عقد قران (زواج) وفق التعاليم التلمودية لمستوطن وعروسه، في باحات الأقصى.وقالت ما تسمى بـ"مجموعة طلاب جامعيين من أجل جبل الهيكل" المتطرفة في بيان لها "إن هذا ليس الزفاف الأول من نوعه في الأقصى، وإنه خلال السنة والنصف السنة الماضية تم عقد قران 4 زيجات كهذه، من بينها لرئيس المجموعة".وحذرت المجموعة "من أن هذه ليست سوى البداية، وستتابع انتهاكاتها في الحرم القدسي، تحت أنظار حكومة الاحتلال".بدورها، قالت هيئات إسلامية في القدس المحتلة إن شرطة الاحتلال تحاول فرض هيمنتها على إدارة شئون المسجد الأقصى بشكل تدريجي، وخطوة بعد خطوة.وشدد مجلس الأوقاف، والهيئة الإسلامية العليا، ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في بيان مشترك الثلاثاء، على أن المسجد الأقصى هو كل ما أحاط السور من المصاطب والممرات واللواوين والأشجار، بالإضافة إلى المباني المسقوفة والمعقودة، وأنه لا تنازل عن أي جزء منه، بل لا تنازل عن ذرة تراب منه.وأكدت تلك المؤسسات رفضها "أي تغيير للواقع الذي كان عليه المسجد الأقصى في حزيران (يونيو) من العام 1967، ورفضها كذلك لأي تدخل من سلطات الاحتلال بإدارة شئونه، مشددة على أنه لا صلاحية لشرطة الاحتلال بإدارة المسجد.
مشاركة :