ارتفعت حدة التوترات السياسية في تركيا قبل 5 أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة فى 24 يونيو/ حزيران الجارى، مع تحالف غير متوقع بين «الإسلاميين والعلمانيين» لتشكيل جبهة موحدة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، للحيلولة دون حصوله على سلطات تعزز من قبضته على الحكم . وداخل المشهد السياسي جاءت المفاجأة بتحالف رئيس حزب السعادة التركي، تامال كارا موللا أوغلو، المرشح للرئاسة، وزعيم «أكبر حزب إسلامى»، مع «علمانيين» فى السباق البرلمانى، وهو ائتلاف لم يكن من الممكن تخيله قبل عقد من الزمان.. وأعرب «أوغلو»عن انزعاجه حيال فشل حكومة أردوغان من حيث ارتفاع معدل البطالة، وتزايد العجز التجارى، وتبنى سياسة خارجية فوضوية، والفشل فى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى، فضلا عن تطبيق حالة طوارئ منذ حركة الجيش عام 2016 والتى ألحقت ضررا بالغا بجميع الحقوق والحريات الأساسية..ويقول أوغلو، الذى تلقى تعليمه فى مانشستر، إنه لهذه الأسباب وأكثر رشح نفسه للرئاسة. بينما دعا المرشح الرئاسي، صلاح الدين دميرتاش ـ 45 عاما ـ والسياسي الكردي البارز المسجون حاليا ـ في خطاب متلفز من داخل زنزانته ـ الناخبين لمنع سقوط تركيا في «حافة الهاوية»، واصفا نظام أردوغان بـ «القمعي».. ويقبع دميرتاش الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي والمرشح للاقتراع الرئاسي التركي في السجن. منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 حيث رفعت بحقه دعاوي قضائية عديدة مجموعها 142 عاما خصوصا اتهامات بالقيام بأنشطة إرهابية.. وصرح دميرتاش خلال كلمته، بأن السبب الوحيد وراء وجوده في السجن هو أن حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة أردوغان يخشاه. ورصدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أجواء المنافسة داخل المشهد السياسي التركي، واعتبرت أن السباق يشتد قبل أيام من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل غير متوقع .. وأوضحت الصحيفة، أن «خصوم أردوغان» كان أداؤهم جيدًا فى استطلاعات الرأى، حيث أشارت مؤخرًا إلى أن هيمنة حزب العدالة والتنمية التشريعية (AKP) يمكن مواجهتها . وأضافت الصحيفة أنه فى بيئة تتراجع فيها حرية التعبير ويلاحق فيها المنشقين، فضلا عن تزايد مظاهر «التقوى العامة» في بلد تفتخر بأن العلمانية من مبادئها التأسيسية، ظهر صوت ثابت للمعارضة من جهة غير متوقعة، وهى الإسلاميون،الذين كانوا فى السابق حلفاء أيديولوجيين لأردوغان، لكنهم الآن انضموا إلى التحالف مع العلمانيين، لإضعاف قبضته على السلطة. وتشير الدوائر السياسية في انقرة، إلى أن السياسات التى يتبعها «أردوغان» أو حكومته لا تساعد تركيا على الوقوف على قدميها فى جميع الجوانب والسياسات، سواء كانت سياسات اقتصادية أو خارجية ، وأن أسلوبه فى المنهج والخطاب يسبب الاستقطاب فى تركيا . وإلى جانب الرئيس رجب طيب أردوغان مرشح تحالف «الشعب» المكون من 3 أحزاب، وهي حزب العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير، يتنافس في هذه الانتخابات 5 مرشحين بينهم امرأة توصف بالحديدية. وفيما يلي أبرز المرشحين الذين سيواجهون أردوغان: «محرم إنجيه» مرشح حزب الشعب الجمهوي، ويعد حزب المعارضة الرئيسي في تركيا.. ومحرم إنجيه، معلم الفيزياء السابق (53 عاما)، يعد بأنه مرشح مناسب لمنافسة أردوغان في التصريحات الحادة، التي يدلي بها كثيرا، كما يحظى بدعم قاعدة ناخبي الحزب والناخبين المحافظين واليمينيين.. والمرشح الثاني: السيدة «ميرال أكشنار» عن حزب الخير،ويراها المراقبون تحديا جديا لأردوغان حيث تستمد شعبيتها من نفس قاعدته الشعبية، وهي فئة الناخبين المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين.واكتسبت «ميرال» شعبية كبيرة من معارضتها للنظام الرئاسي، حتى من داخل حزب العدالة والتنمية الحاكمة، حيث يوجد تيار لا يحبذ هذا النظام الذي يعطي رئيس البلاد صلاحيات شبه مطلقة.. وتولت أكشينار منصب وزيرة الداخلية عام 1996 وشاركت في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إلا أنها تركت الحزب قائلة إنه مجرد امتداد لحزب الرفاه الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان. والمرشح الثالث «صلاح الدين ديميرتاش»، عن حزب الشعوب الديمقراطي، ويذكر أنه ترشح منخلف قضبان السجن، بينما ويمنع القانون التركي المدانين في تهم بالإرهاب من الترشح للانتخابات. وينفي الرجل التهم الموجهة إليه، لكنه لم يدن لذلك أجازت السلطات ترشحه للانتخابات.. والمرشح الرابع «تيميل كرم الله أوغلو» عن حزب السعادة، وأصبح الحزب حليفا غير متوقع للمعارضة العلمانية في الانتخابات المقبلة بعد رفضه دعوات من حزب العدالة والتنمية الحاكم للانضمام إليه، ويشترك حزب السعادة في نفس الأصول الإسلامية مع الحزب الحاكم. ويقول محللون إن دخوله السباق قد يساعد المعارضة في سحب أصوات من القاعدة الانتخابية لحزب العدالة وإجباره على خوض جولة ثانية فاصلة. والمرشح الخامس، «دوغو برينتشيك»، عن حزب الوطن، وعرف «برينتشيك» بمواقفه الجدلية مثل اعتبار إبادة الأرمن «كذبة دولية» ما عرضه إلى محاكمة في سويسرا، كما زار الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق خلال الحرب الدائرة هناك.
مشاركة :