حكاية وقصة أشبه بالخيال ولكنها حقيقة وقصة واقعية عاشتها أسرة سعودية في إحدى قرى جازان أمس الاثنين، بطلتها مسنّة سبعينية تزوجت قبل 60 عامًا، من مواطن وسافرت معه إلى منطقة الرياض واستقرت معه طوال تلك الفترة، وأنجبت أولادًا ولديها أحفاد أيضا، لكنها لم تعد مطلقا إلى موطنها ومسقط رأسها سوى الآن. واستطاعت المسنة أن تعود لزيارة ذويها بإحدى قرى منطقة جازان والتعرف عليهم بعد فراق استمر أكثر من 60 عامًا، ووصلت إليهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي عندما أرسلت رسالة إحدى بنات هذه المسنّة، ثم تولى المشرف على الحساب وبمساندة من بعض المواطنين وأولادها عمليات البحث عن أقاربها رغم أنهم لا يعلمون شيئا عن مسميات الأماكن التي يسكنون بها في منطقة جازان. وكان مشهد اللقاء مؤثرًا للغاية، امتزجت فيه مشاعر البهجة والفرح بدموع ألم الفراق لسنوات طويلة جدًا. وكشف المشرف العام على الحساب الاجتماعي الإلكتروني إبراهيم بن علي البواب حقيقة قصة المسنة السبعينية ولحظات لقائها ببعض ذويها قائلا: تواصلت بنات هذه المرأة مع حسابنا الإلكتروني وطلبوا منا أن نساعدهم في البحث عن أقارب أمهم لأنهم لا يملكون أية معلومات عنهم أو عن القرى التي يسكنون بها، سوى أنهم دائما يسمعون من أمهم تردد كلمة “أبو عريش” ظناً منا بأن أهلنا وأقاربنا يسكنون بالمحافظة أو بإحدى القرى التابعة لها. وأضاف: أخذنا الرسالة على محمل الجد واستعلمنا عن بعض الأسماء التي تتذكرها المرأة المسنة واستعنا بمجموعة من المواطنين وعلى رأسهم خالد بن ناصر الشبيلي، وكذلك عناصر نسائية في عملية بحث مكثفة، ولكن لم نجد أي أثر لأقاربها في محافظة أبو عريش وقراها ورأينا بأن نتوسع في البحث في المحافظات المجاورة وتم التركيز على محافظة أحد المسارحة كونها الأقرب، معتمدين في ذلك على أسماء محدودة نطقت بها المرأة لأولادها. وتابع: شعرنا خلال عمليات البحث بأننا نسير في الطريق السليم وبالفعل استقر بنا المطاف في قرية تسمى “الجعدية” تابعة لمحافظة أحد المسارحة وتوصلنا لخيوط رئيسة قادتنا بشكل سريع إلى أخت المرأة السبعينية وبعض أقاربها، وحرصت الأم وبناتها وحفيد لها على السفر من منطقة الرياض إلى منطقة جازان، واستقبلناهم وتم وضع الترتيبات اللازمة لموعد اللقاء. وذكر “البواب”: كانت لحظات لقاء هذه المرأة بأختها وابنها وبعض أقاربها من اللحظات والمشاهد التي استشعرنا فيها مشاعر الفرحة والتي لم يتمالك معها الجميع أنفسهم لتذرف الدموع في مشهد مؤثر بكل ما تصفه لحظات اللقاء كونها أتت بعد غياب متواصل لأكثر من 60 عاما. وبين أن الصدمة حضرت بهذا الموقف الفريد حينما علمت المسنة بأن العديد من أقاربها قد فارقوا الحياة وأن لها أختاً ثالثة تمر بذات الموقف وبنفس الحالة فقد تزوجت منذ سنوات طويلة ولم تعد حتى هذه اللحظة ولا يعلم أي أحد عنها شيئا بتاتا، وتتمنى العثور عليها لكي تضمها كما ضمت أختها التي التقت بها في مشهد يعد تاريخياً لكافة أفراد الأسرة.
مشاركة :