القاهرة: «الشرق الأوسط» دعا محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار بمصر، رجال الأعمال والمؤسسات المصرية للإسهام في استكمال مشاريع أثرية متعثرة بسبب قلة التمويل وتراجع إيرادات السياحة بسبب الاحتجاجات المستمرة منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو (تموز) الماضي. ومع استمرار تراجع السياحة ومحاولات المسؤولين تحفيز القطاع مجددا، بدأت محافظة الأقصر في جنوب البلاد بحث عودة الاحتفالات الفرعونية بموسم الحصاد لتنشيط السياحة. وطال التخريب والتدمير كنائس ومتاحف أثرية، منها متحف ملوي في محافظة المنيا (جنوبا)، خلال الاحتجاجات التي بلغت ذروتها منتصف الشهر الماضي عقب فض قوات الأمن اعتصامي أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في ساحتي رابعة العدوية ونهضة مصر بالعاصمة. ونقلت وكالة «رويترز» عن بيانات لشركة «إس تي آر غلوبال» لأبحاث الفنادق، قولها إنه لم يشغل الزائرون في القاهرة سوى 17 في المائة فقط من الأسرّة الفندقية في يوليو وذلك بالمقارنة مع 53 في المائة قبل عام، و70 في المائة قبل عامين. وتراجعت نسبة الإشغال في منتجع شرم الشيخ إلى 49 في المائة من 79 في المائة قبل عامين. وقال إبراهيم في بيان أمس إن إيرادات الوزارة انخفضت بشكل كبير خلال الشهر الماضي، حيث بلغت ثلاثة ملايين جنيه مصري (نحو 434.461 دولار) بنسبة تناقص قدرها 80 في المائة عن الإيرادات في الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغت نحو 35 مليون جنيه مصري، مشيرا إلى أن تراجع الإيرادات سببه قلة أعداد السائحين الوافدين لمصر نتيجة للأحداث الجارية في الشارع المصري و«ما يحدث من أعمال إرهابية من بعض الجماعات المتطرفة». وأضاف الوزير أن تراجع الإيرادات أدى لتعثر مشاريع أثرية تشمل إقامة متاحف وتطويرها وإعادة تأهيل المواقع الأثرية، وحث رجال الأعمال المصريين على الإسهام في استكمال المشروعات المتوقفة، وأن الوزارة سوف تعد لوحة شرف بأسماء المساهمين توضع في تلك المشروعات تقديرا وتكريما لهم. على صعيد متصل، وصل إلى القاهرة، أمس، برنارد جورجسي، الخبير الأمني بوزارة السياحة الفرنسية، قادما من باريس في زيارة لمصر لمتابعة الوضع الأمني في المقاصد السياحية المصرية. وقالت مصادر مصرية إن الخبير الفرنسي سيلتقي مع عدد من المسؤولين ويزور بعض المقاصد السياحية المصرية لتفقد الحالة الأمنية تمهيدا لرفع الحظر الفرنسي على مواطنيها للسفر إلى مصر. واتخذت مصر منذ أكثر من أسبوع إجراءات لتشجيع السياحة الأجنبية، منها تخفيض تذاكر السفر على شركة «مصر للطيران»، واستحداث مناسبات تاريخية تخص التاريخ الفرعوني. وتسعى محافظة الأقصر التي تضم نحو ثلث آثار العالم لإحياء عيد البذر والحصاد الذي كانت تشهده قبل آلاف السنين، وإقامة مهرجان سياحي سنوي لحصاد محصول القصب كونه المحصول الأول والأكثر شعبية في الأقصر ومحافظات صعيد مصر. وقالت نجوى البارون، الخبيرة السياحية وعضو الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة في الأقصر، لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إنه آن الأوان لربط تاريخ الأقصر بحاضرها، وأن تتم الاستفادة بتاريخ الزراعة في الأقصر، وبمواسم البذر والحصاد خاصة محصول القصب، وجمع وجني محصول الطماطم، وغيرها من الأحداث التي تشتهر بها الأقصر، وتقام لها احتفالات صاخبة في العديد من بلدان العالم. وأشارت إلى أن مقابر ومعابد الأقصر تحوي الكثير من تفاصيل احتفالات قدماء المصريين بالأعياد المرتبطة بالزراعة، والتي يمكن محاكاتها عبر إقامة مهرجانات سنوية وتسويقها لوكلاء وشركات السفر والسياحة في العالم.
مشاركة :