حارب تعب السفر واختلاف التوقيت بخطوات بسيطة

  • 6/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد هيام شحّود | أنت كثير السفر فأعمالك في ازدهار دائم ونشاطاتك المهنية متنوعة. تحبّ السفر لأنه يوسع آفاقك ولكنه يدخلك في مشاكل واضطرابات في النوم ما يؤدي الى مشاكل صحية متعددة. تساعدك خطوات بسيطة في الحدّ من الاضطرابات والتعب الذي يصيبك حين تعبر مناطق زمنية عدة بسبب ضرورات مهنية. كثيرة هي البلدان التي تعتمد سياسة إرجاع التوقيت ساعةً سنوياً مع انتهاء فترة التوقيت الصيفي. معظمنا يتأقلم مع هذا التغيير بسهولةٍ فائقة. ولكن حين تسافر مسافات طويلة وتعبر مناطق زمنية متباعدة فالارجح أنك ستشعر بالارهاق الذي قد يكبّلك ويمنعك من الشعور بالصحة والحيوية. معظم مَن يسافر لقضاء عطلته خارج البلد قد يضطر الى التغيّب عن العمل بعد عودته الى بلده ليومٍ أو يومين للتعافي من أعراض السفر، على غرار الإنهاك، والأرق، واضطرابات الهضم، والصداع. يعتبر الطبيب شارلز تشيسلر، وهو مدير قسم طب النوم بكلية الطب في هارفارد أن تعب السفر سببه عدم انسجام البيئة الخارجية مع ساعة دماغنا الداخلية التي تضبط أداءنا اليومي، ويقظتنا وقدرتنا على النوم. لمَ تشعر بالتعب عند سفرك؟ تتحكّم ساعة داخلية أساسية (تدير مجموعة من 20 ألف خلية عصبية في دماغك فوق المنطقة التي يلتقي فيها العصبان البصريان) في نظامك اليومي. تتفاعل الساعة هذه مع الضوء وغيره من الإشارات في بيئتك لتنسّق وظائف أنظمة الجسم المختلفة خلال فترة 24 ساعة وتعدّل أوقات النوم والاستيقاظ. مع تبدّل البيئة، تستعين ساعتنا الداخلية بإشاراتٍ خارجية لإعادة ضبط ذاتها تدريجاً بمعدل ساعةٍ في اليوم. ولكن إذا اجتزت مناطق زمنية عدة في غضون ساعات، لا يتسنى للساعة الداخلية الوقت الكافي لضبط جسمك وفق توقيت المنطقة الزمنية الجديدة. لنفترض أنك ركبت الطائرة في رحلةٍ تستغرق 11 ساعة من مدينة الكويت إلى نيويورك. تقلع طائرتك في الساعة السادسة صباحاً وتحطّ في الحادية عشرة من قبل الظهر وفق توقيت نيويورك. وهكذا تكون قد اكتسبت نصف يوم يمكنك قضاؤه كما تشاء، إلا أنك تفتقر إلى الطاقة الضرورية للتمتع باليوم هذا، فجسمك ما زال يتبع توقيت الكويت، حيث الساعة الخامسة من بعد الظهر، لذلك تراه يشرع في الحد من طاقته استعداداً للنوم. وقد تمرّ خمسة أو ستة أيام قبل أن يعتاد جسمك توقيت نيويورك. تخفيف تعب السفر في حال كانت وجهة سفرك تبعد منطقة زمنية واحدة أو اثنتين عن مكان إقامتك، لا تحتاج إلا إلى تعديلات بسيطة، كتناول الوجبات، والخلود إلى النوم، والاستيقاظ في وقت أبكر أو متأخر قليلاً. ولكن إن قررت عبور مناطق زمنية عدة، كي تتفادى الأرق والتعب جرّب الخطوات التالية: رطوبة جسمك عنصر أساسي: عليك الاكثار من شرب السوائل خلال رحلتك. تجنّب المشروبات المحتوية على الكافيين لأنّها تزيد أعراض تعب السفر سوءاً، ولا شكّ في أنها تحدث خللاً كبيراً في نظام نومك. انتقل إلى التوقيت الجديد تدريجاً: قبل عدّة أيام من مغادرتك، انقل أوقات الوجبات والنوم تدريجاً لتقترب من الجدول الذي ستتبعه في وجهتك الجديدة. لا شك في أنّك ستجني فائدة كبيرة، حتى لو كان التغيير جزئياً. استعن بالشمس لتسريع تكيّفك: إذا احتجت إلى الاستيقاظ في وقتٍ أبكر في وجهتك الجديدة، فاخرج باكراً لتستمتع بشمس الصباح. أما إذا كان عليك النهوض في وقتٍ متأخر مقارنة بموطنك، فلا تخرج إلى الشمس حتى بعد الظهر. بدّل موعد نومك بأسرع ما يمكن بعد وصولك: لا تخلد إلى الفراش إلى أن يحين موعد النوم في المنطقة الزمنية التي انتقلت إليها. اكتشاف ساعة ثانية في العام 2009، اكتشف الطبيب كليفورد سابر وزملاؤه من مركز “ديكونيس الطبي” بجامعة هارفارد “ساعة رئيسة” ثانية في الفئران بوسعها ضبط النظام اليومي عندما يندر الطعام. باختصار، في تلك الحالة تُعلّق أنظمة الجسم اليومية لتوفير الطاقة. وثمة نظريات عدة وفرضيات كثيرة بأنّ الإنسان قد يحمل آلية مشابهة لتلك الملاحظة لدى الفئران، وأن صوماً وجيزاً قد يعيد ضبط هذه النظم اليومية بسرعة. يقترح الدكتور سابر أن يصوم المرء مدة 12 إلى 16 ساعة قبل سفره وخلاله. إن كنت مثلاً تخطّط للسفر من مدينة الكويت إلى هاواي، عليك الامتناع عن تناول الطعام قبل بضع ساعات من الإقلاع وخلال الرحلة. تتناول وجبة غنية بعد هبوط الطائرة ومتى استطعت ذلك. صحيح أن هذه التقنية لم تُختَبر في تجارب سريرية، إلا أننا سمعنا في وسائل الإعلام شهادات عدة عن مدى فاعليتها. ولكن إذا رغبت في اختبار هذه الطريقة، فمن الأفضل أن تستشير طبيبك أولاً لترى ما إذا كانت ملائمة لك. كذلك حاول قدر المستطاع شرب الماء خلال الرحلة وليس العصائر أو المشروبات المحتوية على الكافيين لأنّ تلك تزيد الطين بلّة في هذه الحالة.

مشاركة :