سيطرت القوات الحكومية اليمنية، امس، بإسناد من التحالف العربي، على مطار الحديدة الدولي (غرب) بالكامل، في تقدم استراتيجي نوعي في المعركة الرامية إلى دحر المتمردين الحوثيين من المدينة ومينائها الاستراتيجي الذي أصبحت قوات الشرعية على بعد 10 كم منه. وقال قائد اللواء الأول عمالقة العميد رائد الحبهي إن قوات الجيش سيطرت على مطار الحديدة كاملاً. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن قائد جبهة الساحل الغربي العميد أبوزرعة المحرمي تأكيده سيطرة قوات الجيش الوطني على مطار الحديدة الدولي كاملاً، بعد معارك عنيفة ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية. وقالت الوكالة إن قوات الجيش تتقدم من الجهة الجنوبية الغربية لمطار الحديدة، في عملية التفاف لتحرير مركز مديرية الدريهمي. وأضافت أن مسلحي الحوثي فروا باتجاه المدينة، وتمركزوا وسط الأحياء السكنية، متخذين من السكان دروعاً بشرية. ودخلت القوات الموالية للحكومة المطار بعد نحو أسبوع من المعارك عند أطرافه، في وقت بدت المدينة الاستراتيجية وكأنها تستعد لحرب شوارع مع تراجع فرص حدوث اختراق سياسي. وجاء دخول المطار بعد معارك عنيفة دارت في الصباح عند المدخل الجنوبي في موازاة غارات مكثفة لطيران التحالف الذي تقوده السعودية، في سابع أيام أكبر عملية عسكرية للقوات الموالية للحكومة ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات. وقالت وكالة الانباء الاماراتية الحكومية «بمشاركة وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، المقاومة اليمنية المشتركة تدخل مطار الحديدة في عملية عسكرية نوعية ودفاعات ميليشيات الحوثي تتهاوى». وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الأربعاء الماضي بمساندة التحالف العسكري هجوماً واسعاً تحت مسمى النصر الذهبي بهدف اقتحام مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والسيطرة عليها. وقالت «وام» ان معارك امس خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي بينهم قيادات ميدانية خلال عملية اقتحام قوات المقاومة اليمنية لـمطار الحديدة. وأضافت: «المقاومة اليمنية المشتركة تأسر العشرات من مسلحي الحوثي ممن كانوا يتحصنون خلف أسوار مطار الحديدة وداخل المباني:. صفعة عسكرية ويقع المطار جنوبي مدينة الحديدة المطلة على الساحل الغربي لليمن، ويضم مدرجاً طوله 3 كم، وقد أوقف رحلاته عام 2014 على إثر الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن. وكان المطار يوفر خدمات للرحلات الداخلية والدولية، وهو يبعد عن ميناء الحديدة نحو 10 كم، الأمر الذي يجعل من موقعه مكانا استراتيجيا خلال عملية تحرير الميناء من ميليشيات الحوثي. وبقرب المطار قاعدة جوية عسكرية كانت مركزاً لألوية الدفاع الجوي، لكنها تحولت في ظل سيطرة الحوثيين على المكان إلى معسكرات للميليشيات، وتحريرها يشكل صفعة عسكرية قوية للحوثيين. وتمنح السيطرة على المطار القوات اليمنية المشتركة سيطرة على الطريق الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء، وهو الخط كيلو 16 الحيوي، الأمر الذي سيسهم في تأمين تقدم القوات المشتركة. وتوفر السيطرة على المطار جسراً جوياً إغاثياً وتأمين المساعدات الإنسانية لأهالي الحديدة بشكل أكبر وأسرع، عبر توفير جسر جوي عاجل للإغاثة، وهو ما يتوافق مع أهداف العملية الإنسانية للتحالف العربي. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للصحافيين في جنيف إن ميناء الحديدة ظل مفتوحاً امس بينما سارع البرنامج بتفريغ حمولة ثلاث سفن تحمل ما يكفي من الغذاء لستة ملايين شخص لمدة شهر. تقدم جنوب الحُديدة وبعد ساعات قليلة من السيطرة بالكامل، على مطار مدينة الحديدة. تقدمت القوات الحكومية اليمنية المسنودة بقوات التحالف العربي، نحو مركز مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة (غرب). وقال صالح شنظور وهو مصدر مسؤول بالمركز الإعلامي لقوات العمالقة الحكومية إن الأخيرة وقوات المقاومة التهامية الموالية لها، تقدمت باتجاه مركز مديرية الدريهمي. وأضاف شنظور أن معارك عنيفة تدور بين قوات اللواء الثاني عمالقة، ومسلحين من الحوثيين، في واديْ نخل والرمان شمال مركز المديرية. وفي مدينة الحديدة أحكمت القوات الحكومية سيطرتها على قرية منظر الواقعة على الطريق الساحلي جنوبي المدينة، وفق شنظور. وفي داخل الحديدة، بدت المدينة وكأنها تستعد لحرب شوارع. وبحسب أحد سكان مدينة الحديدة، فان المتمردين عمدوا منذ الاثنين الى «قطع شوارع رئيسية في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة». وأضاف مفضّلاً عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاعتقال: «حفروا (المتمردون) خنادق في الشوارع بعمق لنحو مترين». وتابع «الحركة في المدينة اليوم تبدو شبه مشلولة». ومع استمرار الحرب، تتزايد حركة النزوح نحو مناطق اخرى مجاورة وبينها العاصمة صنعاء على بعد 230 كم. وأعلنت الامم المتحدة ان نحو 32711 شخصا نزحوا في محافظة الحديدة منذ الاول من يونيو الحالي، بينهم 3073 شخصا في مدينة الحديدة. وتوقعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نزوح آلاف من سكان الحديدة خلال الايام المقبلة. وفي السياق نفسه، قال وكيل محافظة الحديدة، وليد القديمي إن مدنيين (لم يحدد عددهم) قُتلوا بانفجار لغم زرعه الحوثيون في حي الربصة السكني، جنوبي المدينة. (أ.ف.ب، رويترز، سكاي نيوز) غريفيث يغادر صنعاء ويأمل في مفاوضات في يوليو يسير الهجوم في الحديدة في موازاة محاولات من قبل مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث التوصل الى تسوية سياسية تجنّب المدينة الحرب خلال زيارة الى صنعاء الخاضعة أيضا لسيطرة المتمردين بدأها السبت. وغادر المبعوث الدولي صنعاء امس متوجها الى العاصمة الاردنية عمان من دون ان يدلي بتصريح للصحافيين في المطار. ونفى محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، أن تكون المحادثات مع غريفيث تركزت على تسليم الميناء. وقال «هذا الطلب غير واقعي». وكان غريفيث أبلغ مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة عبر الفيديو الاثنين عن أمله في أن تستأنف في يوليو المقبل مفاوضات السلام بين اطراف النزاع في هذا البلد، كما افاد دبلوماسيون. وبحسب المصادر، فإن غريفيث يعتبر ان هناك حاليا «فرصا» لانتزاع تنازلات من أطراف النزاع، مع اقراره في الوقت نفسه بأن المعارك الدائرة في مدينة الحديدة تصعّب هذه المهمة. مواجهات عنيفة شرقي صنعاء اندلعت، أمس، مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني ومسلحي الحوثي، في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، تزامناً مع معارك الحديدة غربي البلاد. وقال صالح القطيبي نائب رئيس المركز الإعلامي للقوات الحكومية إن مواجهات عنيفة اندلعت في عدة جبهات بنهم. ولفت القطيبي في اتصال مع وكالة الأناضول إلى أن الجيش استعاد مواقع عسكرية، بينها تلال في منطقة المدفون، وتلال النهدين، وأجزاء من جبل قرن ودعة (الاستراتيجي)، وهي مناطق شهدت معارك عنيفة الأشهر الماضية. وأضاف أن المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، فضلاً عن أسر 6 مسلحين. قائد الحرس الثوري: الحوثيون هزموا التحالف في الحديدة! بينما كانت قوات الشرعية مدعومة بالتحالف العربي تحقق تقدماً نوعياً في الحديدة امس، علق قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، على معركة ميناء الحديدة، قائلا إن «اليمن الآن على أعتاب الانتصار»، متابعا بأن «القوات اليمنية (المتمردون) هزمت التحالف العربي – الغربي في معركة ميناء الحديدة». وأضاف خلال كلمة ألقاها في جامعة طهران امس: «الانتصارات التي حققتها الشعوب في العراق ولبنان وسوريا جاءت نتيجة اتباعها للثورة الإسلامية الإيرانية».
مشاركة :