جدد مرصد الأزهر الشريف دعوته إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى من انتهاكات اليهود المتطرفين؛ محذرًا من أن غض الطرف عنها سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يُحمد عقباها، ويتحمل الاحتلال، وكل من يقف معه نتيجة ذلك. وحذر مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف من الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها شرطة الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين داخل ساحات الحرم الشريف.كما يحذر من اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى المبارك؛ حيث إن تلك الاقتحامات ستؤدي إلى إثارة المسلمين واستفزازهم، مؤكدا على أن حرية العبادة مكفولة لجميع أصحاب الديانات ما لم يقوموا بانتهاكات من شأنها اقصاء الآخر وازدرائه.في إطار متابعة مرصد الأزهر الشريف للانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك على يد المتطرفين اليهود طيلة العام، وخاصة في الآونة الأخيرة التي تزايدت فيها وتيرة الاقتحامات والانتهاكات؛ رصدت وحدة اللغة العبرية اقتحام أكثر من ثمانين يهوديًّا من المستوطنين المتطرفين ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة صباح أمس الاثنين، برفقة عناصر من شرطة الاحتلال، إثر عدم تمكينهم من اقتحامه خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان؛ لكثرة أعداد المسلمين بداخل المسجد الأقصى للاحتفال بليلة القدر وبعيد الفطر المبارك؛ الأمر الذي جعل منظمات "الهيكل المزعوم" تتهم شرطة الاحتلال بالفشل في التعامل مع من وصفتهم باللصوص المسلمين، وفي الحفاظ على حق اليهود في الحرم القدسي، كما يدعون.ويذكر موقع "هر هَبَّيت" أن المستوطنين تجّوّلوا في ساحات المسجد الأقصى، وأدوا طقوسهم التلمودية في المنطقة الشرقية، كما قام مستوطنان بمباركة زواجهما في ساحات المسجد، ونشروا مقطع فيديو لذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمقتحمي المسجد الأقصى، المعروف بـــ "طلاب من أجل الهيكل". وأفادت مصادر ناطقة باللغة العبرية والعربية باعتقال رئيس طاقم حراس المسجد الأقصى، عبدالله أبو طالب، على أيدي شرطة الكيان الصهيوني صباح أمس الاثنين إثر اقتحام عشرات المستوطنين لباحات الحرم القدسي الشريف من باب المغاربة في ظل حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال. وأفادت القناة السابعة الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني أن عشرات المستوطنين قد اقتحموا الحرم الشريف وأقاموا احتفال بزواج أحدهما في حضور أطفال وطلاب "منظمات الهيكل". كما أفادت أن هذا لم يكن الاحتفال الأول في باحات الحرم الشريف، بل أقيم الكثير خلال السنة والنصف الماضية.هذا وقد أفادت مصادر فلسطينية أن مجموعات كبيرة من المصلين الفلسطينيين قاموا بتنظيف وترتيب منطقة "باب الرحمة" مما تراكم فيها من الأتربة والحجارة، وأقاموا سلاسل ومقاعد وطاولات وسلالم كلها مبنية من حجارة الأقصى.ولم ترق تلك الفكرة للمستوطنين اليهود حتى بدأوا بالتحريض على الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ معتبرين بأن ما جرى للمنطقة الشرقية في المسجد الأقصى تخريب وليس إعمار، كما طالبوا سلطاتهم المحتلة بالسيطرة على هذا المكان الذي يعدونه له وحدهم.وخلال ساعات الليل، قامت شرطة الاحتلال بخلع أشجار الزيتون التي غُرست في تلة "باب الرحمة"، وخربت السلالم والمقاعد التي بنيت من حجارة الأقصى. ويعتبر "باب الرحمة" من أبواب المسجد الأقصى، وظل مهجورًا لزمن طويل بسبب قيود الاحتلال الصهيوني؛ وهو واحد من 17 بابًا للأقصى، وتقع خلفه مقبرة للمسلمين عمرها 14 قرنًا، يرقد تحت ثراها صحابة ومجاهدون كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس رضوان الله عليهم.ويحاول الصهاينة الآن تدنيس وتهويد هذا المكان المبارك وتحويله إلى مكان لممارسة طقوسهم، ولهذا أطلق الشباب المسلم عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاجًا بعنوان " #باب – الرحمة – إلنا"، للرد على محاولات الصهاينة الاستيلاء عليه وتحويله إلى مكان لأداء طقوسهم.
مشاركة :