منفتح وغريب الأطوار وثرثار وساخر ومثير للجدل، هذا هو اللاعب الإسباني جيرارد بيكيه الذي يخوض اليوم مباراة رقم 100 مع المنتخب الإسباني الأول لكرة القدم، وذلك ضمن منافسات المونديال، الذي يخوضه اللاعب للمرة الثالثة والأخيرة في مسيرته التي شهدت العديد من النزاعات. وكان بيكيه السبب الرئيسي وراء الكثير من هذه النزاعات من خلال تصريحات يطلقها في أوقات غير مناسبة أو من خلال استفزازات أو حركات يتم تأويلها بشكل خاطئ. إقليم كتالونيا ويعتبر مدافع برشلونة الإسباني أحد اللاعبين القلائل، الذين يتخذون موقفاً واضحاً بشأن الموقف السياسي في بلاده، وهذا أمر له نتائجه وآثاره. لذلك، صاحبت صافرات الاستهجان في الملاعب الإسبانية والصخب الإعلامي بيكيه بشكل مستمر منذ سنوات، على خلفية عدائه المعروف لريال مدريد أو بسبب موقفه من انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، الذي لم يفصح عنه بشكل واضح في أي مرة، لكن الكثير من الجماهير يؤكدون ميله لحدوث هذا الانفصال. ولم يفلح أي شيء مما ذكر سابقاً في إبعاد بيكيه عن المنتخب الإسباني حتى الآن، وهو المنتخب الذي بدأ مسيرته معه في 11 فبراير 2009، والذي يودعه بعد هذا المونديال بعد أن وصل إلى عامه الواحد والثلاثين، وذلك حسبما أعلن هو أكتوبر 2016. آخر بطولة وقال بيكيه، بعد مباراة إسبانيا الأولى في المونديال أمام البرتغال: «لقد قلت هذا من قبل، إنه ليس موضوعاً يجب علينا أن نناقشه الآن، القرار نهائي». وأضاف بيكيه بعد التعادل مع البرتغال 3/3، قائلاً: «لا يمكنك أن تعرف أبدا بنسبة 100 في المئة ما سيحدث، عندما أقول شيئاً عادة ألتزم به». وأعلن بيكيه، الذي كان لاعباً أساسياً بالنسبة لفيسينتي دل بوسكي وجولين لوبيتيغي والآن بالنسبة لفيرناندو هيرو، وفاز مع إسبانيا بالمونديال وبطولة كأس أمم أوروبا، قبل عامين قرار رحيله عن المنتخب الإسباني، عندما تم تأويل قيامه بقطع أكمام قميص المنتخب في مباراة أمام ألبانيا بأنها محاولة منه لإخفاء علم إسبانيا الموجود على طرف الأكمام. وبعد أن أكد أنه قطع الأكمام لأنها كانت تزعجه وأثبت أن القميص لم يكن يحمل أي ألوان، قال بيكيه: «مونديال روسيا سيكون آخر بطولة لي مع إسبانيا». وأضاف بيكيه: «هذا ليس نابعاً من شعوري بالغضب، لقد فكرت فيه كثيراً وأشعر بأنه القرار الصحيح، الجدل الكثير أمر مرهق جداً، يرهقني التشكيك في التزامي». وأصبح بيكيه عرضة للانتقادات المستمرة أيضاً بسبب امتناعه عن انتقاد صافرات الاستهجان، التي أطلقتها جماهير برشلونة أكثر من مرة ضد النشيد الوطني خلال نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا، إضافة إلى تعمده الحديث في أكثر من مناسبة باللغة الكتالونية، لغته الأم. صافرات الاستهجان وتحدث بيكيه عن صافرات الاستهجان ضد النشيد الوطني الإسباني قائلاً: «أحدهم قال أنه يجب إلغاء النهائي عندما تطلق الصافرات، ولكن هذا أمر لا يمكن السيطرة عليه، في النهاية الناس تعبر عن استيائها لأن الصافرات تعني الاستياء، أنا أيضاً أطرح سؤالاً من جهة أخرى: لماذا يطلقون الصافرات؟ الناس لا تقوم بإطلاق الصافرات مجاناً». وتابع: «إطلاق الصافرات ضد النشيد الوطني ليس القرار الصحيح ولكنني لست موجوداً في المدرجات، أنا ألعب كرة القدم». كذلك لم تفلح محاولاته في تفسير حركة قام بها بإصبعه خلال عزف النشيد الوطني الإسباني في مباراة أمام كرواتيا في بطولة كأس أمم أوروبا 2016 ، في الحيلولة دون تلقيه انتقادات لاذعة مرة أخرى. وتكررت هذه المشاهد أكثر من مرة، فقد تم تأويل طريقة جلوسه على مقاعد البدلاء خلال مونديال البرازيل 2014 بأنها نوع من عدم الانصياع للدولة الإسبانية.
مشاركة :