«الشرعية اليمنية» تزحف نحو ميناء الحديدة

  • 6/20/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء - وكالات - بعد نحو أسبوع على انطلاق عملية «النصر الذهبي» الرامية لتحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية على الساحل الغربي لليمن، نجحت قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، أمس، بفرض سيطرتها الكاملة على المطار، بعد اشتباكات عنيفة لأيام مع ميليشيات الحوثيين، وبدأت زحفها نحو الميناء، وسط مؤشرات على احتمال تحول المواجهات إلى حرب شوارع في داخل المدينة.وأعلن قائد جبهة الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي، فرض السيطرة الكاملة على مطار الحديدة، وملاحقة الجيوب المتبقية من الميليشيات في داخله.وأكدت مصادر ميدانية أنه بعدما أحكمت سيطرتها على المطار، واصلت القوات تقدمها الميداني، وتمكنت من تطهير ساحة العروض المجاورة غرب المطار بشكل كامل، وتوغلت بغطاء جوي كثيف من مقاتلات و«أباتشي» التحالف، في محاور عدة، وسط فرار عناصر الميليشيات.قطع طريق الإمداداتوأفادت تقارير عن اقتحام قوات الشرعية وسط مدينة الحديدة، بعد ظهر أمس، ووصولها إلى مسافة 10 كيلومترات عن ميناء الحديدة الاستراتيجي.وأعلن الجيش اليمني سيطرته على خط الحديدة - صنعاء، وقطع أحد أهم خطوط إمدادات ميليشيات الحوثي، وسط انهيارات في صفوفها.وأكد الموقع الرسمي للجيش اليمني أن عملية التفاف نفذتها وحدات عسكرية شرق المطار، وتمكنت من السيطرة على الخط العام الذي يعرف بخط «كيلو 16»، الذي من شأنه خنق الميليشيات وعدم السماح لها بوصول تعزيزاتها الآتية من صنعاء إلى الحديدة.وأشار إلى أنه من خلال هذه العملية العسكرية النوعية لم يتبقَّ للميليشيات في مدينة الحديدة سوى الاستسلام أو الموت.كما تقدمت قوات الجيش والمقاومة من الجهة الجنوبية الغربية لمطار الحديدة في عملية التفاف لتحرير مركز مديرية الدريهمي، حيث دارت اشتباكات عنيفة في منطقة وداي نخل الرمان، الواقع على مشارف مركز المديرية، وفق مصادر عسكرية.وتكبدت ميليشيات الحوثي عشرات القتلى والجرحى والأسرى بينهم قيادات ميدانية، وخسائر فادحة في العتاد والمعدات القتالية، خلال دحرها من مطار الحديدة، الذي يعد مفتاحاً لاستكمال وتسريع تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.وباشرت الفرق الهندسية التابعة للجيش اليمني والتحالف تطهير المطار ومحيطه، من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي بشكل عشوائي وكثيف.حرب شوارعوحسب شهود عيان، فإن الميليشيات الحوثية عقب هزيمتها المدوية في مطار الحديدة، فرت باتجاه وسط المدينة، وتمركزت وسط الأحياء السكنية، ونشرت قناصتها في الفنادق والمباني السكنية، كما قصفت بالدبابات الأحياء السكنية شمال مطار الحديدة.وفي داخل المدينة، فخخت الميليشيات بآلاف الألغام الأرضية الحارات السكنية، وعملت على تلغيم مداخلها لمحاصرة الساكنين فيها واستخدامهم كدروع بشرية، كما تواصل حفر الخنادق واستحداث المتاريس في الأحياء السكنية، مايؤكد أنها تسعى لجر قوات الشرعية إلى حرب شوارع.وأكد سكان أن ميليشيات الحوثي قطعت مياه الشرب عن المدينة، وسط غضب عارم بين المواطنين على جرائم وانتهاكات الحوثيين، التي تضاعفت في ظل مخاوفها من انتفاضة شعبية ضدها مع اقتراب تحرير المدينة.وحسب أحد السكان، فإن المتمردين عمدوا منذ الاثنين الماضي إلى «قطع شوارع رئيسية في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة»، و«حفروا خنادق في الشوارع بعمق يصل لنحو مترين». وأكدت مصادر متقاطعة أن السيطرة على المطار تمت بعدما دفعت «ألوية العمالقة» بكتائب إضافية، مشيرة إلى أن الميلشيات تركت جرحاها داخل المطار قبل فرارها.وكان الناطق الرسمي باسم التحالف العربي أكد ليل أول من أمس أن ميناء الحديدة يشكل هدفاً استراتيجياً عسكرياً «ستكفل الخطة الحربية الموضوعة استعادته وتطهيره من عبث ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران».وأعلن أن الميليشيات «تتكبد خسائر كبيرة، ما أدى إلى تقهقرها وتمزيق صفوفها، الأمر الذي جعلها عاجزة عن الصمود، أو التعامل مع هذا الموقف الحرج جداً الذي تتضاعف صعوبته بصورة سريعة وعلى جميع المستويات»، مضيفاً ان «ميليشيا الحوثي غوغائية وفوضوية باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة، ووصلت إلى أسوأ حال».خطة غريفيثويسير الهجوم في الحديدة في موازاة محاولات من قبل مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث للتوصل الى تسوية سياسية تجنّب المدينة الحرب.وغادر المبعوث الدولي صنعاء، أمس، بعد زيارة استمرت أربعة أيام، من دون أن يدلي بتصريح للصحافيين في المطار، تاركاً التساؤلات عن أي تقدم سياسي من دون أجوبة.وكان غريفيث أبلغ مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة عبر الفيديو من صنعاء، ليل أول من أمس، أنه يأمل أن تستأنف في يوليو المقبل مفاوضات السلام بين أطراف النزاع.وأفاد ديبلوماسيون أن غريفيث يعتبر أن هناك حالياً «فرصاً» لانتزاع تنازلات من الأطراف، مع إقراره في الوقت نفسه بأن المعارك الدائرة في مدينة الحديدة تُصعّب هذه المهمة.وقال ديبلوماسي إن المفاوضات ستعقد «في اطار احترام سيادة واستقلال» اليمن، مع «التزام الاطراف الحفاظ على علاقات ودية» ورفضهم أن «يتم استخدام الأراضي اليمنية لشن هجمات».وأضاف انه سيتم إشراك «المجتمع المدني» في هذه المفاوضات وستكون هناك حصة «لا تقل عن 30 في المئة للنساء»، سواء في المفاوضات أو في الحكومة المفترض ان تنبثق عنها لاحقاً.وأوضح الديبلوماسي أن المفاوضات سترمي الى «إرساء عملية انتقال سياسي ترتكز الى سيادة» اليمن، كما سيتم الاتفاق على «ترتيبات أمنية» و«مراجعة دستورية» وتحديد مسار انتخابي وإجراء «مصالحة وطنية».ولفت الى أنه «سيتم أيضاً تشكيل مجلس عسكري وطني» ستكون أولى مهامه الاشراف على «اعادة انتشار المجموعات المسلحة».من جهته، نفى عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي أن تكون المحادثات مع غريفيث تركزت على تسليم ميناء الحديدة، قائلاً لوكالة «رويترز»، أمس، إن «هذا الطلب غير واقعي. لقد ناقش المبعوث الدولي في كل زياراته موضوع الحل السياسي الشامل على المستوى الداخلي والإقليمي والترتيبات العسكرية والأمنية في مختلف الجبهات وليس جبهة الحديدة فقط». اعتراض «بالستي»إلى ذلك، اعترضت الدفاعات الجوية الملكية السعودية، أمس، صاروخاً بالستياً أطلق باتجاه خميس مشيط، جنوب غربي المملكة.وذكرت قناة «العربية» أن الصاروخ «أطلقته الميليشيات الحوثية الموالية لإيران باتجاه مدينة خميس مشيط».

مشاركة :