حلقة الوصل مفقودة

  • 6/20/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حصة سيف يكاد لا يمر حدث تابع للميدان التربوي، إلا ويضج الميدان بفورة من الانفعالات من خلال تناقل ذلك الحدث بكل استياء، بسبب الأوضاع المتعلقة بواقع التدريس. وإن كان الحادث الأخير المتعلق بتخريب الطلبة الصغار فصلهم، غريبًا ودخيلًا على مجتمعنا، إلا أن بين أوساط المدارس من كان تعليقهم عليه أنه يحصل وإن كان بدرجة أخف؛ لأنه حسب واقعهم فإن حوادث التخريب التي تحصل لا تصور عادة ولا يكشفها الطلبة. فالكثير من المرافق والوسائل المستخدمة في التعليم دُمرت بفعل فاعل من الطلبة، شيطنة وانتقامًا لوجودهم داخل أسوار المدرسة. ولو كانت ردة الفعل المعاقب عليها بإجراءات فورية لكانت أكثر فعالية، فالتخريب يعاقب عليه ولو كانوا طلبة أطفالاً صغارًا، ولا يمنع أن تتخذ بحقهم إجراءات رادعة لهم ولقرنائهم في المدارس تتناسب مع أعمارهم، مع تشكيل لجان متابعة لدراسة المسببات التي تدفع الطلبة للتخريب وإلحاق الضرر بمدارسهم ومرافقها، وهي أحداث لا تقتصر على المدرسة التي شهدت التخريب مؤخرًا، وأهم من ذلك متابعة وقياس ولاء الطلبة لمدارسهم وهي بمثابة الوطن الصغير. هذا من جانب الطلبة، أما ردة فعل الميدان فتحتاج وحدها لوقفة وتشكيل لجان على مستوى الوزارة، لمعرفة سبب حجم السخط فيه، فردة فعل الميدان تشي بواقع صعب لا يتحمله الصغير ولا الكبير، فالقرارات التي تتخذها وزارة التربية والتعليم مؤكدة لصالح الميدان، إلا أن الشكوى غالبًا من طريقة توصيلها هي التي تؤزم الواقع، فيما أن حلقة التواصل والاتصال مازالت مفقودة بين أطراف الميدان والوزارة، التي اكتفت بالتواصل باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي، وتناسوا الميدان الفعلي للزيارة والتواصل، فلا المسؤول ينزل للميدان، ولا أطراف الميدان تتجرأ وتصل للوزارة، إلا ما ندر ممن تحمّله مسؤوليته المجتمعية لاتخاذ موقف ليتضح دوره على الأقل. فحلقة الوصل بين الأطراف مازالت غير واضحة المعالم، حتى بين الوزارة ومديري المدارس، وغالبًا ما تصل توجيهات الوزارة من قبل مديري النطاق أو المسؤولين بالوزارة بتوجيهات للمديرين مغلفة بالتهديد، ما يجعلهم يعدون الأيام عدًا لتقديم التقاعد. فأسلوب التهديد الكامن يطبق القرار، وإلا المفترض ألا يتعامل من خلاله مع شريحة الإدارات التربوية، التي إذا لم تكن محصنة من استخدام تلك الأساليب على ضوء خبرتها الإدارية التي تعلم عواقب تطبيقها، فستنقلها هي الأخرى إلى مرؤوسيها وهكذا دواليك ينتقل أسلوب التهديد والضغط النفسي من أعلى السلم إلى أقل درجاته، ليشحن الميدان التربوي ويزيد من ضغوطه، بدلًا من النزول للميدان والتخفيف من حجم الضغوط الناتجة عن مسؤولياته التربوية تجاه تنشئة الأجيال. hissasaif@daralkhaleej.ae

مشاركة :