شادويك بوزمان: «بلاك بانثر» أشعرني بانتمائي

  • 6/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمد رُضا القلة فقط هي التي سمعت بالممثل شادويك بوزمان من قبل أن نراه بطلاً لفيلم «بلاك بانثر» في مطلع ربيع هذا العام. النجاح الذي حققه الفيلم لم يكن متوقعاً بهذا الحجم، وكما هو الوضع في مثل هذه الحالات، فإن نجاح الفيلم جلب لممثله الأول هذا شهرة لم تكن لتتحقق قبل هذا الفيلم ليس لأن بوزمان كان جديداً تماماً على المهنة؛ بل لأنه كان مكتفياً بأدواره الصغيرة في أفلام مستقلة.ولد في مدينة أندرسون في ولاية ساوث كارولاينا وهدف منذ البداية إلى تحقيق ذاته في عالم التمثيل والكتابة. درس في المعهد البريطاني- الأمريكي للدراما في لندن ثم عاد وكتب مسرحيات نالت إعجاب النقاد في نيويورك.الخطوة التالية كانت التمثيل للسينما وهذه الخطوة تمّت عندما وجد لنفسه أدواراً سينمائية محدودة من العام 2008 ثم دوراً في فيلم عنوانه «42» سنة 2013 وبعد بضعة برامج ومسلسلات تلفزيونية من2010‪ ‬ إلى 2016 تم اختياره لتمثيل دور «بلاك بانثر» في فيلم «كابتن أمريكا: حرب أهلية» من دون أن يدري حينها أن خطة صانعي الفيلم اقتضت كذلك اختياره لبطولة شخصية بلاك بانثر في فيلم منفصل. الجزء الثاني من «بلاك بانثر» هو قيد التحضير، وسيخرج للعرض في العام المقبل. «بلاك بانثر» هو أول سوبر هيرو أفرو-أمريكي. ماذا يعني لك ذلك؟ - غريب لأنني لم أكن من الذين يفتقدون وجود سوبر هيرو أسود البشرة سابقاً. لقد اعتدنا، كل الأجناس، على مشاهدة سوبر هيرو بيض لدرجة أننا بتنا لا نتوقع غير ذلك. أليس هذا غريباً؟ لكنك مثلت الدور ذاته في «كابتن أمريكا: حرب أهلية».- صحيح، لكني كنت واحداً من المجموعة ولم أكن منفرداً كما أصبح الوضع عليه في «بلاك بانثر». إنه شعور جميل لا أنساه عندما فكرت أن الوقت حان بالفعل. لم أكن أتوقع ذلك، كما ذكرت؛ لكنني رحبت به كثيراً. آن الأوان... قلت في نفسي. هل كنت على علم بأنك ستكون ممثل فيلم منفصل من بطولة هذه الشخصية؟ - ليس في البداية، لكن الحقيقة أنني بدأت أدرك ذلك بعد تصوير «كابتن أمريكا». كيف؟ - عندما تبدأ تمثيل دور في فيلم مثل «كابتن أمريكا» تصبح المرشح الأول لأي فيلم يريد فصل دورك لتحقيق فيلم مستقل عن تلك الشخصية. لن تتم الاستعانة بك هنا وبسواك هناك. لكن هل كنت أعلم باكراً أن هناك نية لتحقيق فيلم منفصل؟ لا. ما الذي حدث بين «كابتن أمريكا: حرب أهلية» وهذا الفيلم؟ - هل تقصد على صعيد العمل؟ نعم. - لم يحدث الكثير ‪ طبعاً اشتغلت على فيلمين لا علاقة لهما بشخصية «بلاك بانثر»؛ حيث إنهما مشروعان مهمان جداً بالنسبة لي؛ لأنهما يتعاطيان مع شخصية الرجل الأسود في نواحي مختلفة. «رسالة من الملك» كان عن رجل من جنوب إفريقيا يصل إلى الولايات المتحدة ليعرف ما الذي حدث لشقيقته الصغرى. لكن «مارشال» قائم على بيوجرافي فعلي للقاضي الأمريكي الأول في المحكمة العليا من الأفرو- أمريكيين هل ملّ الجمهور أفلام الرسالات الاجتماعية؟ - لا أدري. يبدو لي أنه ملّ فعلاً. ليس أنني كنت أتوقع الكثير من النجاح للفيلمين؛ لكن أعتقد أن الجمهور الكبير لم يكن يوماً معتن بأفلام تحمل مضامين اجتماعية إلا إذا كانت ضمن تركيبة ترفيهية ناجحة بحد ذاتها. هناك رسالة في «بلاك بانثر» لكن أوعز بها خارج نطاق الفيلم كما نعرفه فإنها لن تثر الاهتمام الجدير به. لا أدري إذا كانت هذه مشكلة الأفلام أو مشكلة الجمهور؛ لكن ربما مشكلتهما معاً. فيلم «بلاك بانثر» يحمل دلالات سياسية مهمة عن إفريقيا والتحرر الوطني وهوية الرجل الأسود... - بالطبع. كان يمكن له ألّا يحتوي على أي شيء على الإطلاق؛ لكنه في هذه الحالة سيكون مجرد ثرثرة فارغة في رأيي. «بلاك بانثر» يتناول كما ذكرت أنت، مسألة الهوية الإفريقية والاستقبال الذي حظي الفيلم به يعد دليلاً على أن الرسالة وصلت لا للسود فقط؛ بل للبيض أيضاً. وليس للأمريكيين فقط؛ بل لكل العالم.ما الذي اختلف بالنسبة إليك ما بين ظهورك واحداً من مجموعة أبطال «كابتن أمريكا» وكبطل منفرد في «بلاك بانثر».- ربما كان ظهوري في «كابتن أمريكا» تمهيد جيد. كان عليّ الاعتياد على كيفية العمل والتعامل مع فيلم ضخم كالفيلمين. أعتقد أنني لو دخلت تصوير «بلاك بانثر» دون المرور على دوري في «كابتن أمريكا» لكان التشخيص أصعب قليلاً. عدا ذلك هناك أدوات لم أكن لأتقنها لولا «كابتن أمريكا» من بينها بذلتي التي كانت تضيق على صدري في «كابتن أمريكا» قبل أن أعتاد عليها في «بلاك بانثر».ما تردد دوماً أنك شخصية «بلاك بانثر» هي أول بطولة لشخصية أفرو-أمريكية في هوليوود من نوع «السوبر هيرو». لكن من المرجح أنه الأكبر والأكثر نجاحاً لأن وسلي سنايبس قام ببطولة «بلايد» المأخوذ أيضاً عن شخصية «كوميكس» كشخصية بلاك بانثر. هل توافق؟- بالتأكيد. كذلك بيري لعبت شخصية «كاتوومان» وهي كما تعلم أفرو-أمريكية. لكن، وكما ذكرت أنت، هذه هي المرّة الأولى بهذا الحجم وبهذا النجاح. هل ترى هذا النجاح من زاوية أن هوليوود أخيراً استجابت لضروريات تقديم كافة عناصر المجتمع الأمريكي؟ - لننظر إلى هذا الموضوع من جوانب مختلفة. هذا الفيلم كان نتيجة التقاء أدمغة تريد أن تنجز نجاحاً مادياً كبيراً عبر هذه الشخصية كما كل شخصيات سينما الكوميكس. هذا ليس عيباً ولا يحط من قيمة العمل أو دوافعه؛ لكنّ صانعي الفيلم لم يرغبوا في دخول مغامرة تتحمل الخسارة. الميزانية كانت مرتفعة والعناصر الإنتاجية المطلوبة كلها كانت تحت إمرة المخرج رايان كوجلر الذي تمتع بميزانية لم ينلها مخرج أسود من قبل. أقصد أن أحداً لم يكن راغباً في تحقيق فيلم محدود الإمكانات لمجرد إرضاء الأمريكيين السود أو سواهم. هذا ما يثير إعجابي في هوليوود. حال درسوا الاحتمالات يقدمون على توفير كل ما يلزم لإنجاح المشروع. لا مبررات ولا تراجع. أنت بدأت مهنتك على ما أعتقد في أفلام مستقلة وصغيرة. - نعم. مثلت في أفلام لم تزد ميزانيتها على يومي تصوير في هذا الفيلم أو ثلاثة. هذه بالمناسبة بداية المخرج رايان كوغلر أيضاً. هو أيضاً بدأ في تحقيق الأفلام التي لا تنتجها الشركات الكبيرة.دورك لا يمكن له أن يُسند لممثل آخر لكن ماذا عن المخرج، هل تعتقد أن مخرجاً من أصل أوروبي كان يمكن له تحقيق ما أنجزه كوجلر.- ربما عليك أن تسأل رايان نفسه؛ لكن ما أراه أن ذلك محتمل جداً لكن ليس بالنتيجة ذاتها. أعني أنه من المحتمل أن يستطيع مخرج أبيض تحقيق «بلاك بانثر»، هذه ليست مشكلة. لكن لا يستطيع تحقيق الفيلم نفسه. هناك ذلك الشعور الذي يأتي مع مرجعية الفنان. هل لو قمت بتمثيل شخصية ماكبث سأمثله أفضل من ممثل أبيض البشرة؟ تقنياً ربما لكن ما يحتاج إليه الدور من أحاسيس عميقة لا. هل تخشى أن تجد نفسك في أدوار نمطية بعد هذا النجاح؟ لا أعتقد أن هذه مسألة تستحق الاهتمام. لقد مثلت شخصيات حقيقية وشخصيات خيالية. كنت في كل مكان وبذلك صارت لدي ما أصفه بالمناعة ضد أن أخضع لتنميط ما. هل هو تنميط إذا لعبت «بلاك بانثر» أكثر من مرّة؟ - لا. ليس تنميطاً على الإطلاق. التنميط هو أن تجد نفسك في لون واحد من الأدوار. أن يتم استخدامك لأنك مثلت فيلماً كوميدياً مرّة أخرى لأن الفيلم نجح. أو مثلت فيلم أكشن فأصبحت مرتبطاً بهذا النوع أكثر من سواه. ما الذي تطلبه الدور تحديداً عندما بدأت التحضير؟ هل اشتريت مجلات كوميكس حول الشخصية؟ - نعم اشتريتها رغم أنها كانت سترسل لي مجاناً. حين دخلت المحل أول مرّة لم يعرفني أحد. بعد الفيلم حاولت دخوله متنكراً لكنّ صاحب المحل والموظفين كشفوني (يضحك). ما التحضيرات الأخرى إذاً؟ - تعلمت لهجة جنوب إفريقيا. وكان عليّ أن أشعر بانتمائي إلى إفريقيا وليس إلى أمريكا. هذا دفعني لأن أجري فحص DNA ودفعني لكي أتعلم أكثر عن إفريقيا. أيضاً كان لابد لي أن أقوم بتدريبات رياضية يومياً وأن أتبع غذاءً معيناً لا تراجع فيه.

مشاركة :