هو ابن اللوحة والمجسمات، تحمل لوحاته حظاً من الجاذبية لا تخطئه عين المشاهد، وتحمل منحوتاته سحراً لا يمكن أن تنساه عين المتأمل، ألوانه على اللوحة قوية وعميقة، وتفاصيل مجسماته الحجرية تنقلك إلى عالم آخر من الفن، هو عضو في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وكذلك في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، شارك في عديد من المعارض والملتقيات، وحصل على عديد من الجوائز والتكريمات، إنه النحات والفنان التشكيلي «طلال الطخيس»، الذي التقته اليمامة وكان لنا هذا الحوار معه: * على الرغم من دراستك لتقنيات البرمجة وإدارة الأعمال، إلا إنك احترفت مجالاً آخر تماماً، فهل لنا أن نعود قليلاً للوراء لتحكي لنا عن بداية مسيرتك في دروب النحت والتشكيل؟ - ولدت في عائلة فنية، وتعودت على زيارة المعارض منذ الصغر، درست التربية الفنية في المرحلة الابتدائية على يد أساتذة عِظَام، هم أعلام في الفن السعودي اليوم، بعد الحصول على وظيفة في مدينة الدوادمي.. لازمت عمي وأستاذي «علي الطخيس» لمدة خمس سنوات، قبل البدء بأي عمل فني، حيث يعتبر أكبر قامة من حيث الخبرة في مجال النحت السعودي، وبدأت في أول منحوتة، وأول مشاركة في المعارض لي كانت في عام م، وبعدها توالت الأعمال والمشاركات، دراستي لتقنيات البرمجة لم يحن الوقت لترى نتائجها النور، ولكن نتائج دراسة إدارة الأعمال تتضح في إدارتي لكثير من الأنشطة الفنية التي تجاوزت خمسين نشاط، من معارض ومحاضرات وورش فنية ومزادات أغلبها عبر النادي التشكيلي. * ما الذي تشعر به عندما تجلس أمام قطعة الحجر الصماء لتبدأ في تشكيل ملامحها؟، هل لديك طقوس معينة عندما تدخل في حالة الإبداع؟ - أعتمد غالباً على تصاميم سبق تنفيذها على الورق، وفي حال اكتمالها تبدأ مرحلة التنفيذ، وذلك لصعوبة التعديل والتصحيح في عملية النحت، فهي تعتمد على الحذف والإزالة، ولكن يسبق كل منحوتة حوار غزلي مع الكتلة يستمر ساعات أحياناً. * حضرت دورات أكاديمية في عديد من المجالات الفنية، التشكيل والخط العربي والنحت وترميم المجسمات، برأيك هل الفن موهبة، أم أن الأمر يحتاج إلى دراسة؟ - الفن يمثل حالة اجتماع للموهبة مع العلم والثقافة والتجربة، وهذا المزيج ينتج عنه أعمال تبقى مدى الدهر. * أقمت عديداً من الورش التعريفية بالنحت على الأحجار داخل المملكة، كيف تجد تجاوب الجمهور معك، ومدى الإقبال على فن النحت؟ - الجمهور متعطش للفن، والوعي بدأ يزداد بأهميته، ولكن المعوقات لانتشار النحت أدت إلى عدم الاستفادة منه في تجميل المدن والدوائر الحكومية كما هو في الخارج، وهذا ما أدى إلى عزوف النحاتين أنفسهم عن المبادرة للقيام بالأمر. * أي المواد التي يميل إليها «طلال الطخيس» في العمل، وتشكيل أشيائه النحتية؟ - أحب استخدام أي خامة تخدم فكرتي، ولكن الرخام هو العشق الأول لخصائصه المميزة، ففيه الصلابة والنعومة والألوان الراقصة، البدء في منحوتة رخامية أشبه بمغامرة لذيذة. * هل للنحت ارتباط مباشر مع فنون أخرى، كالموسيقى أو الفن التشكيلي أو حتى فنون الأدب كالرواية؟، وهل هذه العلاقة في وئام أم في خصام، أم ماذا؟ - النحت مرتبط بكل الفنون، والعكس صحيح، فمن الطبيعي أن يتأثر النحات بلوحة تشكيلية، أو رواية، أو قصيدة أو مشهد في مسرحية مثلاً، فيستلهم منها بشكل مباشر فكراً، أو شكلاً، أو كصور ذهنية تم تخزينها في المخيلة تتبلور في عمل فني لاحقاً. * يلاحظ قلة النحاتين في المملكة رغم كثرة الفنانين التشكيليين، فما السبب برأيك؟ - يحتاج النحت إلى عدة أمور، ومواصفات صعبة، قد لا تتوافر في البعض، ولا يتحملها البعض الآخر، كاللصبر والمكان المناسب والتركيز، لعل هذه بعض الأسباب التي تدفع كثيرين إلى هجران النحت، والاتجاه لغيره من الفنون. * قلت سابقاً ذات مرة عن المدرسة التجريدية إنك ترى فيها «أفقاً واسعاً، وبيئة خصبة للفكرة الجمالية»، هل هذا يعني أنك ابن التجريدية فقط؟، أم أنك لا تحب التقيد بالمدارس الفنية في أعمالك؟ - في الوقت الحالي تمازجت الكثير من المدارس الفنية، ونشأت مدارس أخرى أكثر تُضاف إلى الموجودة بالفعل، عديد من أعمالي تندرج تحت المدرسة التجريدية ولكن لدي عدة أعمال تندرج تحت مدارس أخرى مختلفة، سترى النور قريباً. * بكلمة واحدة، ما إجابتك: * الدوادمي؟ - النحت! * الخط العربي؟ - العشق! * لو لم تكن نحاتاً، لكنت...؟ - مُحباً للنحت! * الأستاذ علي الطخيس؟ - أستاذي. * المرآة في منحوتات ولوحات «طلال الطخيس»؟ - ملهمة!
مشاركة :