تُعِد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) لإطلاق «العقد العربي للحق الثقافي 2018-2027» الجمعة المقبل في تونس، في لقاء أول يحضره وزراء ثقافة عرب ومديرون عامون ومسؤولون وناشطون. خلال اللقاء، ستُطلِق المنظمة مبادئ العقد وأهدافه، إضافة إلى البرامج والمشاريع والآليات التي ستُعتمد لترسيخه خلال السنوات التسع المقبلة. وتنطلق المنظمة في هذا العقد من التحديات التي تواجهها الدول العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، وفيها يَتَعاظمُ دور الثقافة على مستويات عدة في نحو لا يقل أهمية وتأثيراً عن العمل السياسي والنشاط الاقتصادي في مناحيهما المختلفة وتنوُّع مجالاتهما. يُمثّل العقد العربي للحق الثقافي (2018-2027) فاتحة عهد جديد لتنفيذ مشاريع وأنشطة ثقافية شاملة، واستمراراً لروح العقد العربي للتنمية الثقافية (2005-2014)، ما يجسد طموح منظمة «ألكسو» في بناء تربوي وثقافي وعلمي. ومعروف أن ميثاق الأمم المتحدة 1945 دعا إلى وجوب التعاون الدولي على حلّ المسائل ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس، وشدد على ان حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة، فهي متداخلة ومترابطة ومتساوية في الأهمية بالنسبة إلى الكرامة الإنسانية. وأكد ميثاق جامعة الدول العربية أن الغرض من الجامعة يتمثل في توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها وتنسيق خططها السياسية تحقيقاً للتعاون بينها، وصون استقلالها وسيادتها والنظر عموماً في شؤون البلاد العربية ومصالحها. هكذا يُعد العقد العربي للحق الثقافي إطاراً للعمل العربي المشترك من أجل دعم حقوق الإنسان من خلال الثقافة، وتوظيفها في دعم النمو الاقتصادي على مستوى البلدان العربية، وتوفير المزيد من العناية بالصناعات الإبداعية، وتشجيع تبادل المنتج الإبداعي الفكري، وإحياء ثقافة السلام والحوار واحترام التنوّع الثقافي والقيم الفكرية في إطار الوحدة الثقافية العربية، واحترام الآخر وثقافته، والانفتاح على قيم التقدّم الإنساني، والحفاظ على التراث وإحيائه، وإعلاء شأن الثقافة وتأكيد دورها في تأسيس شراكة عالمية من أجل تحقيق التنمية المُستدامة بحلول عام 2030. ومن مبادئ العقد، التشديد على ان الحق الثقافي مُكوّن أساسي من مُكوّنات منظومة حقوق الإنسان، والتربية والتعليم والبحث العلمي هي جوهره، وأن الهوية الثقافية للدول العربية ركيزة العقد العربي للحق الثقافي، فيما اللغة العربية عنصر مُوحّد للثقافة العربية، والشأن الثقافي، خصوصاً التراث الثقافي في بعديه المادي وغير المادي، رافدٌ أساسي لمنظومة التنمية المُستدامة في الدول العربية، وأن بناء حرية الفكر والإبداع وإنتاج المعرفة يقوم على التعددية الفكرية، ومدّ جسور التعاون بين الثقافة العربية والثقافات الوطنية الأخرى أمر ضروري، وحوار الثقافات سبيل إلى ترسيخ قيم السلم والتعايش والتسامح والانفتاح على الآخر، وأن التعبيرات الثقافية المحلية جُزء لا يتجزأ من الثقافات العربية وضمان لتنوّعها، وحقوق الملكية الفكرية الفردية والجماعية مكوّن أساسي لمنظومة الحقوق الثقافية.
مشاركة :