المغرب في تحدٍّ مزدوج أمام «برتغال رونالدو» لتفادي الخروج المبكر

  • 6/20/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

تنتظر المنتخب المغربي لكرة القدم مهمة مزدوجة تتمثل في إيقاف النجم كريستيانو رونالدو وتفادي الخروج المبكر من مونديال روسيا، عندما يلاقي البرتغال، اليوم، على ملعب «لوجنيكي» في موسكو، بينما يصطدم المنتخب الإسباني بنظيره الإيراني في لقاء حاسم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية. ومُني المغرب بخسارة مؤلمة في الجولة الأولى أمام إيران الجمعة (صفر - 1)، بهدف من نيران صديقة سجله مهاجمه عزيز بوحدوز في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، بعدما كان أسود الأطلس الأفضل معظم فترات المباراة. أما البرتغال فانتزعت تعادلاً ثميناً من إسبانيا 3 – 3، بـ«هاتريك» نجمها رونالدو أفضل لاعب في العالم 5 مرات. ويحتاج المنتخب المغربي إلى خبرة مدربه الفرنسي هيرفي رينار لكسب نقطة على الأقل للإبقاء على آماله حتى الجولة الأخيرة، في مسعاه لبلوغ الدور ثُمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه (بعد 1986). في المقابل، تسعى البرتغال، بطلة أوروبا 2016، لمواصلة البداية القوية لخطف النقاط الثلاث ووضع قدم في الدور الثاني، خصوصاً أن المنتخب الإيبيري لا يزال يذكر خروجه من الدور الأول لمونديال المكسيك 1986 عندما خسر 1 - 3 في الجولة الثالثة الأخيرة أمام أسود الأطلس. في سن الثالثة والثلاثين، لن تكون لدى رونالدو فرصة أخرى لرفع أغلى كأس في العالم. وبثلاثيته في مرمى إسبانيا، كشّر نجم ريال مدريد عن أنيابه موجهاً إنذاراً شديداً إلى خصومه، حيث كان الأبرز في الجولة الأولى حتى الآن بين نجوم اللعبة. رونالدو الذي يطلق عليه «سي آر 7» المبتسم معظم الوقت، لم يترك مكاناً للمزاح ضد إسبانيا، المنتخب المرشح بقوة للقبٍ ثانٍ في تاريخه بعد 2010، إذ سجل في المباراة الـ«هاتريك» الـ51 في مسيرته، عبر ركلة جزاء، وتسديدة قوية خدعت الحارس ديفيد دي خيا، وركلة حرة رائعة قبل دقائق من نهاية الوقت الأصلي. بات رونالدو رابع لاعب يسجل في أربع نسخ لكأس العالم. وأثنى فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي على رونالدو قائلاً إنه لاعب يتمتع «بعقلية مذهلة»، وذلك بعد أن استعرض اللاعب ثقته وقدراته بإحراز الهدف الثالث في مرمى إسبانيا. من جانبه، قال لاعب خط الوسط أندريه سيلفا: «رونالدو نموذج يُحتذى به بالنسبة إلينا جميعاً، ليس فقط في اللعب، ولكن في الطريقة التي يقود بها الفريق. إننا نفخر بالوجود معه في غرفة تغيير الملابس». وأضاف سيلفا، مهاجم ميلان الإيطالي: «أعتقد أن البرتغال أقوى من المغرب إذا ما قمنا بمقارنة بين المنتخبين»، لكنه حذَّر في الوقت نفسه من أن المباراة «لن تكون سهلة». وأشار سيلفا الذي كان احتياطياً ضد إسبانيا، لكنه قد يشارك كأساسي اليوم، إلى أن الجميع يعرف المغرب، وقال: «نعرف أن أغلب اللاعبين وُلدوا في أوروبا، وأن نتيجة مباراتهم ضد إيران كان من الممكن أن تكون مختلفة». وأضاف: «نحن نفكر فقط في الفوز بالمباراة المقبلة، أمام خصم صعب جداً»، وذلك في تعليقه على ما إذا كانت البرتغال مرشحة للقب المونديال. ولا شك في أن سيناريو مباراة إسبانيا أصاب المدرب سانتوس ببعض القلق بشأن مدى اعتماد المنتخب البرتغالي على رونالدو، علماً بأن غونزلو جويديس لاعب فريق فالنسيا الإسباني صنع فرصتين تهديفيتين، إحداهما تمثلت في تمريرة خطيرة وأخرى في تسديدة، بينما لم يقدم بيرناردو سيلفا وبرونو فيرنانديز المستويات المنتظرة. ولم يتباهَ رونالدو بإنجازاته، ولم يتحدث القائد عنها بعد اللقاء، وشدد على ضرورة تقدير ما قدمه المنتخب وقال: كانت مباراة قوية جداً. الآن علينا التفكير في مباراتنا المقبلة التي ستكون صعبة جداً». ويؤكد البرتغاليون أنهم سيخوضون مباراة المغرب بحذر، لأن الأخير قدم أداء هجومياً سريعاً في مباراته الأولى، دون أن ينجح في استغلال فرصه. وفي الجانب المغربي، أكد لاعب خط الوسط فيصل فجر أن فريقه لم يفقد حظوظه بعد، رغم أن المجموعة هي الأصعب في المونديال. وقال: «إذا قلت بأننا لا نؤمن بـ(إمكانية) التأهل، أكن كاذباً. بإمكاني الاستعانة بأمثلة، مثل تعادل الأرجنتين مع آيسلندا 1 - 1... عندما تكون هناك إرادة يكون بالإمكان تحقيق أي شيء». وأشار فجر، لاعب وسط خيتافي الإسباني، إلى أن البرتغاليين يملكون «قدمين، وساقين... إنهم بشر مثلنا. ما زلنا نؤمن بحظوظنا. الفكرة الوحيدة في ذهننا هي أن نجعل جمهورنا فخوراً وأن نفوز بهذه المباراة». لكن الأمر سيتطلب من المغاربة أن يكونوا في قمة القوة واليقظة لإيقاف النجم الخارق رونالدو، الذي أكد سيلفا أنه «يجعل الأمور سهلة جداً» عندما تلعب إلى جانبه. وسيفتقر المغرب إلى مهاجم ليغانيس الإسباني نور الدين أمرابط الذي أصيب بارتجاج في الدماغ في المباراة الأولى إثر سقوطه على الأرض بعد احتكاك مع لاعب إيراني، بينما سيكون جميع اللاعبين تحت تصرف المدرب رينار الطامح إلى التألق العالمي بعد القاري، إذ سبقت له قيادة زامبيا وساحل العاج إلى لقب كأس أمم أفريقيا عامي 2012 و2015. ولن يكون سهلاً على رينار التعامل مع «عقبة» رونالدو الذي يقود منتخباً بلغ سن النضج ويعرف لاعبوه بعضهم بعضاً جيداً بأسلوب لعب متناسق يشرف عليه المدرب الخبير والهادئ فرناندو سانتوس الذي منحه تتويجه بكأس أوروبا 2016 الثقة والأمان الذي كان ينقصه من قبل. مونديال 2018 سيكون «فرصة» رونالدو ليتألق للمرة الأولى في كأس للعالم، إذ تبقى أفضل نتيجة له مع المنتخب نصف نهائي 2006 في ألمانيا. إسبانيا أمام إيران في المباراة الثانية في كازان سيجد المنتخب الإسباني نفسه أمام موعد حاسم في مواجهة إيران، خصوصاً بعد تعادله في المباراة الأولى ضد البرتغال وانتصار الثاني على المغرب. وتتطلع إسبانيا المرشحة بقوة للقب، لحسم النقاط الثلاث أمام إيران، حتى لا تدخل في موقف صعب، علماً بأن الفريق خاض مباراة البرتغال الأولى بعد يومين من أزمة في جهازه التدريبي على خلفية إقالة المدرب جولن لوبيتيغي غداة الإعلان عن توليه تدريب ريال مدريد بعد المونديال، وتعيين النجم السابق للنادي الملكي والمنتخب فرناندو هييرو. وتتصدر إيران المجموعة بعد فوزها على المغرب بهدف قاتل سجله المهاجم عزيز بوحدوز خطأً في مرمى فريقه في الوقت بدل الضائع. وأكد لاعب وسط المنتخب الإسباني إيسكو أن المباراة ضد إيران مهمة جداً لفريقه وستحدد مستقبله في المونديال، وقال: «سنحاول التسجيل منذ الدقائق الأولى، لكن لن يكون الأمر سهلاً بطبيعة الحال. يجب أن نبقى أوفياء حتى الموت للأسلوب الذي يميزنا. يجب أن نلعب، ونضاعف التمريرات، والاستحواذ على الكرة». كانت إسبانيا قاب قوسين أو أدنى من الخروج فائزةً في المباراة الأولى، إلا أن إبداع رونالدو، أفضل لاعب في العالم 5 مرات، حال دون منح الإسبان النقاط الثلاث في مباراتهم الأولى، وأثار المخاوف من أن يتكرر مع الإسبان ما حصل في مونديال 2014، عندما دخلوا كمرشحين للاحتفاظ باللقب، إلا أنهم لم يتمكنوا من تجاوز عقبة الدور الأول. إلا أن ايسكو شدد على أن المنتخب، ورغم خيبة التعادل في المباراة الأولى والأزمة المحيطة بإقالة لوبيتيغي، سيسعى إلى أن يظهر أقوى ضد إيران التي فرضت نفسها منافساً قوياً على بطاقتي التأهل إلى الدور ثمن النهائي، واللتين كان المرجح على نطاق واسع أن تكونا «مضمونتين» لإسبانيا والبرتغال. وقال لاعب ريال مدريد: «هذا الفريق يتمتع بقلب كبير، بالكثير من الكبرياء ورغبة القيام بالأشياء بشكل جيد. نحن أقوى في الشدائد. حصلت نكسة لكن الفريق مضى قدماً وبقي موحداً. رأينا ذلك في المباراة الأولى. لم نستسلم أبداً حتى بعدما استقبلت شباكنا هدفاً في الدقيقة 4 (ركلة جزاء نفّذها رونالدو في المباراة الأولى). ما حصل يُظهر قيمة هذا الفريق الذي لا يعرف معنى للاستسلام». ويرى إيسكو أن منتخب إسبانيا إذا لعب سريعاً ونجح في نقل الكرة على الأجناب فسيتمكن من تسجيل أهداف. في المقابل، يتحين المدرب البرتغالي للمنتخب الإيراني كارلوس كيروش، الفرصة للخروج بنقطة قد تسهم في عبور فريقه إلى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في خامس مشاركة له في كأس العالم. وتعرضت إيران لضربة بعد استبعاد المدافع روزبه جشمي عن باقي منافسات البطولة بسبب الإصابة. وقال الاتحاد الإيراني لكرة القدم إن جشمي تعرض لإصابة عضلية خلال مران الأحد وسيبتعد عن الملاعب لأربعة أسابيع. وكان جشمي قد شارك في فوز بلاده 1 - صفر على المغرب وشغل مركز قلب دفاع. وسيبقى اللاعب، البالغ من العمر 24 عاماً، مع الفريق في روسيا إلا أن إصابته تعني أن المدرب كيروش بات مطالباً بتغيير تشكيلة المنتخب أمام إسبانيا ثم البرتغال، بطلة أوروبا. وسيكون محمد خان زادة من بين الخيارات للعب في مركز قلب الدفاع إلى جانب مرتضى بورعلي كنجي أمام إسبانيا. وانتزع المنتخب الإيراني، الذي بدأ مشاركته في المونديال على خلفية أزمة مع شركة «نايكي» الأميركية للتجهيزات الرياضية التي امتنعت قبل أيام من بدء المنافسات عن تزويد لاعبيه بالأحذية على خلفية العقوبات الأميركية ضد طهران، انتزع فوزاً قاتلاً من المنتخب المغربي في المباراة الأولى. وكان الفوز على المغرب مهماً بالنسبة إلى إيران إلى حد أن المدرب المخضرم قارنه بخوض مباراة نهائية لكأس العالم. وقال بعد الفوز: «إذا كانت المباراة ضد المغرب بمثابة نهائي كأس العالم بالنسبة إلينا، فالمباراة ضد إسبانيا ستكون بمثابة نهائي كأس الكون». وأضاف: «لم تكن معجزة أننا فزنا. ما يمكن أن يحصل بين حين وآخر هو أن مجموعة من الناس، عندما تكون موحدة، تكون قادرة على صنع قصص ممتازة وأمور ممتازة، نركز ونأمل أن نجعل المستحيل ممكناً». ولم يسبق لإيران أن فازت على منتخب أوروبي في كأس العالم، ويعود فوزها الوحيد في كأس العالم (قبل الفوز على المغرب) إلى مونديال فرنسا 1998 على حساب الولايات المتحدة 2 - 1.

مشاركة :