ألقت مبادرة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالدعوة إلى عقد اجتماع «حوار وطني موسع» بظلالها على الانقسام السياسي المتفاقم في إقليم كردستان، وسط ترحيب من الحزبين الرئيسين الحاكمين، ومقاطعة من قوى المعارضة، التي تراهن على إجراء عد وفرز يدوي لنتائج الانتخابات البرلمانية وتتهم «الاتحاد الوطني» و «الديموقراطي الكردستاني» بالـ «تلاعب» في النتائج. وأظهرت مواقف نواب ومسؤولين إجماعاً بين قوى المعارضة الأربع الفائزة في الانتخابات: «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» و «الاتحاد الإسلامي» و «حزب التحالف من أجل الديموقراطية والعدالة» برئاسة برهم صالح، على عدم الدخول في أي تحالف سواء في كردستان أو بغداد، قبل حسم أزمة النتائج والقرارات التي صدرت عن البرلمان بخصوص إعادة فرز النتائج يدوياً. وكشف النائب عن «الديموقراطي» أردلان نور الدين أن «الحزبين لم يحددا موعداً لإرسال وفد مشترك إلى بغداد، لكنه أشار إلى أن ذلك «سيكون قريباً، وسيحمل الوفد مشروعاً مشتركاً لطرحه على الأطراف العراقية». وتوقع مستشار المكتب السياسي في «الديموقراطي» عارف رشدي أمس، «توجيه دعوة إلى القوى الفاعلة في الإقليم لتشارك في اجتماع قريباً»، معرباً عن أمله بتلقي رد إيجابي من الجميع، لأن مشكلتنا مع بغداد ليست في المناصب والمصالح الحزبية، بل هي قضية حقوق شعب». في سياق آخر، كشف القيادي في «الاتحاد الوطني» خالد شواني بأننا «لم نتلقَ حتى الآن أي دعوة رسمية للحوار، لكننا نرحب بأي مسعى لتجاوز الأزمة الحاصلة»، لافتاً إلى أننا «والديمقراطي نرى من الأهمية بمكان أن نذهب إلى بغداد بمشروع مشترك». إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام المعارضة الكردية رد القيادي في «الجماعة الإسلامية» عبدالستار مجيد على الدعوة التي وجهها العبادي إلى الحوار. وقال مجيد إن «القوى (الكردية) المعترضة على نتائج الانتخابات تنتظر حسم مصير الطعون في النتائج، ولن تدخل في أي حوار حالياً أو تستجيب لأي دعوة»، مؤكداً أن «القرار متعلق بالقوى الأربع مجتمعة». وأكدت القيادية في حركة «التغيير» كويستان محمد رفض الدخول في مشاورات لتشكيل تحالف نيابي كبير، «لأننا نخوض حالياً حرب استعادة إرادة الشعب وسنستمر حتى إجراء عد وفرز يدوي للنتائج». في غضون ذلك، أفادت مصادر بأن «تأني الحزبين الرئيسين في الإعلان عن تحالفهما مرتبط بالحوارات التي تجري لترتيب البيت الكردي من خلال إقناع المعارضة بالتراجع عن شروطها والدخول في تحالف موحد، بعدما تعرضت لضغوط ديبلوماسية أميركية وبريطانية وأخرى إيرانية، إضافة إلى حوارات أجراها المبعوث الدولي إلى العراق يان كوبيتش»، مشيرة إلى أنه «ليس هناك تقدم، لكن المحاولات ستستمر». واستبعد مستشار برلمان الإقليم طارق جوهر في تصريحات أمس، دخول الحزبين في تحالف مع القوى في بغداد، قائلاً إن «ذلك سابق لأوانه في ظل تشتت البيت الكردي، لأنه يضر بمصالح الحقوق الدستورية للأكراد». وأشار إلى «مشروع للتقريب بين وجهات النظر يتبناه الاتحاد الوطني»، لافتاً إلى أن «الخلافات ما زالت تعرقل إحراز تقدم». ورأى أن «بعض القوى (المعارضة) تنتظر النتائج النهائية للانتخابات قبل أن تعطي موقفاً حاسماً ونهائياً».
مشاركة :