الشاعر جاسم الصحيح: هذا ما نصحني به غازي القصيبي

  • 6/20/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شاعر استثنائي استطاع امتلاك القوافي الجزلة وتطويع المفردات العربية الفصحى في قوالب شعرية ذات عمق تأثيري، حتى خطف العديد من الجوائز المحلية والدولية. ابن الأحساء توّلع بالحنين والفرح والغزل والشجن، من نعومة أضفاره حتى تعتق بين النخيل وحكايات النفط، وبلغ مؤخراً الـ50 من عمره. هو الشاعر #جاسم_الصحيح الفائز هذا العام بجائزة سوق عكاظ الدولية للشعر العربي الفصيح بدورة الـ12، بعد أن تقدم لها خلال الخمس سنوات الماضية، إلا أنه نالها هذا العام وبجدارة تستحق الإشادة. الصحيح تحدث إلى "العربية.نت" عن فوزه فقال: "جائزة عكاظ جائزة كبيرة على مستوى الوطن العربي، وكل الشعراء يطمحون للحصول عليها، لما تحمله من معانٍ عديدة، وبُعد في المعنى التاريخي لسوق عكاظ، كما لها ثقل في الحضور الشعري والمعنى الحضاري لعموم الشعر، فالسعودية تحتل الصدارة على الصعيد الديني والعربي والإسلامي، وكل هذه العوامل جعلت هذه الجائزة مهمة للشعراء العرب". وتم طباعة ديوان الصحيح هذا العام ليشارك به في #جائزة_عكاظ. وبهذا الديوان يصل عدد ما تم إصداره للصحيح 12 ديواناً على مدى مسيرته الشعرية الممتدة على 35 عاماً. وعن هذا الموضوع قال: "المدة معقولة جداً فالمتنبي نجد له 60 قصيدة بالأدب العربي، بينما دواويني تحمل ما يفوق 600 قصيدة". تأثر الصحيح تأثّر الصحيح ببيئته، وعاش في كنف الريف والنخيل وعاصر ظهور النفط في المنطقة الشرقية، حتى أثّرت هذه العوامل - بحسب النقاد - بمفرداته ومشاعره. ويقول الصحيح إن "الشاعر أحد محاصيل بيئته، ويكون ارتباطه ببيئته في البدايات أكثر، لأن الشاعر عندما يقرأ ويقرأ ويسافر، يتسع مفهوم الجغرافيا لديه، فإذا اتسع استطاع أن يوظف عناصر من حضارات أخرى، فهكذا ينمو الشاعر ويتحول لشاعر كوني". وأضاف: "لا يوجد #شعراء يتجردون من بيئاتهم، فهناك في الشعر ما يسمى بالعملية التوثيقية بينك وبين الآخر، فأنت لا تستطيع الوصول لذاتك إلا عبر الآخر، فالزيارات للأماكن الأخرى قد تعجبني مما تجعلني أكتب عنها، وأعبر عن ذاتي فيها، وألتقي مع المشهد الذي ينتمي لبيئة أخرى، وأنا سأصل لذاتي، ولكن عبر المرور بهذا الآخر". وشدد الصحيح على أن "الشعر لا يخطط له، بل يأتي عفوي الخاطر، فالشعر ليس اغتصاب فكرة، وتنزلها من منازلها في الأعلى، فالكتابة الشعرية تأتي كحالة انفجار من الداخل، ليست عملية لقط عن مفردات من هنا وهنا". الصحيح.. شاعر خمسيني الصحيح تغنى بعمره الخمسيني في محافل متعددة، مشبهاً ذلك بـ"مرحلة اطراد الخيل"، وعلق على هذا الموضوع قائلاً: "مطلوب من الشاعر مواكبة الأجيال. وقدرة الشاعر على التجايل مع كل ما هو جديد ضرورية، فنحن اليوم بعالم الإنترنت والتقنية، والتغيير لحظي وآني، فالشاعر في الأربعين والخمسين غير الشاعر بالعشرين. والشاعر بهذا العمر يكون قد وطن نفسه على طريقة الحصول على الفكرة والمعلومة، فكلما استطاع الشاعر التمازج مع الأجيال، كلما استطاع أن يكون أكثر نضجاً، والعكس صحيح فقد تبقى كما أنت، وهذا يعتبر تحدي مع النفس والذات". وأكد أن الإلهام يخرج من الشاعر نفسه، وتفاعله من الصور والمشاهد والأحداث والمناسبات، فبمقدار ما يحمل الشاعر في داخله من إحساس بهذا الحدث يأتي الوحي والإلهام، وهو توائم الإحساس، والوحي في الشعر لا يأتي من السماء بل يأتي من الأرض، ومن داخل النفس ويصعد إلى السماء.بينت ينال الشهرة والمعارضة "كل النساء أحاديث بلا سند وأنتِ.. أنتِ أحاديث لابن عباس"، وعن هذا البيت الشعري الذي نال شهرة واسعة، قال الصحيح: "أنا أحب هذا البيت، ولا يوجد قصة معينة له، إنما هي أحاسيس امتزجت مع دراية سابقة، وإطلاع على ثقافتنا الدينية. وتبلور هذا البيت بطريقة عفوية، وأخذ صدى غير طبيعي. احترم المعترضين، لأن الشعر هو إيمانك بحريتك وحرية الآخر بالاختلاف مع الآخر، ونحترم الاختلاف". وعن أسماء دواوينه قال: "العنوان يكون آخر شيء أفعله بعد اختياري للقصائد، وبعض الدواين يكون العنوان من نفس القصائد كديوان "ما وراء حنجرة المغني" الذي كان اسم إحدى القصائد. وأحيانا يأتي العنوان وليد فكرة أو ومضة ولحظات إلهام كعنوان ديوان "وألنا له القصيد"". نصيحة غازي القصيبي في سياق متصل، كشف الصحيح أن غازي القصيبي وجّه له كلاماً عند اللقاء به حيث قال له: "أنت تطيل قصائدك، فلا داعي للإطالة"، فأخذ بالنصيحة، لكنه أحيانا يطيل حسب تفاعله مع الحدث الذي يكتبه. وذكر الصحيح أن "غازي يحمل في نفسه العديد من المعاني والذكريات"، وقد كتبت الصحيح قصيدة رثاء في القصيبي. الصحيح وعشق الأحساء وعن الإحساء، قال الشاعر وتملؤه الابتسامة: "أهالي الأحساء يوجد بهم صفة، وهي التمسك الوجودي بالأرض، فإذا خرجوا منها كأنهم أموات، فلا يشعرون بالحياة إلا إذا عادوا لها، فأسلافهم عبر عشرات السنين، زرعوا فيهم الانتماء للأرض التي منها رزقهم، وهي بلد استقرار وإقامة، وكانت العالم تأتي إليها ولا ترحل عنها، مما انعكس على حب الأحساء". وأضاف أن "تمسكي بالإحساء وارتباطي بها، يعبر عن قمة الانتماء للأرض، ولو خيروني بين الأحساء وبين غيرها سأختار الأحساء بلا منازع". وكتب الصحيح العديد من القصائد في الأحساء ومنها: كالأبجدية بعد حرف (الياء) .. متشرد أنا خارج (الأحساء) متشرد حتى اشتباه هويتي .. متشرد حتى التباس دمائي وإذا تجاوزت النخيل أخالني .. جاوزت في قدري حدود قضائي!

مشاركة :