ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) اليوم /الأربعاء/ أن تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتهديدات التجارية ضد الصين تعكس إيمانه بأن واشنطن لها اليد العليا في هذا النزاع، بحسب رؤية مسؤولين في الإدارة الأمريكية. وقال هؤلاء المسؤولون للصحيفة إن ترامب مستعد لتحمل ضغوط الشركات الأمريكية التي قد تتضرر من هذا النزاع. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب باغت المسؤولين الصينيين بإعلانه الرسوم الجمركية الجديدة، مضيفة" إن البيت الأبيض قال إنه حال قيام الصين بالانتقام من السياسات التجارية الأمريكية، ستفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية أخرى بنسبة 10% على الواردات الصينية التي تقدر بنحو 400 مليار دولار.وكانت الصين قد هددت من قبل بالرد بقوة إزاء الرسوم الجمركية الأولية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي، والتي تقدر بـ25% ، وستدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ اعتبارا من السادس من يوليو المقبل. كما أشارت (وول ستريت جورنال) إلى انخفاض متوسط مؤشر (داو جونز) الصناعي الأمريكي 1.1%، بينما هبط مؤشر شنغهاي 3.8 % إلى أقل مستوى منذ منتصف عام 2016. وانخفضت المؤشرات في الدول المصدرة الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا لما يزيد قليلا على 1%، وتلقت أسعار السلع ضربة هي الأخرى إذ انخفضت أسعار فول الصويا 2.2% إلى أدنى مستوى لها في أكثر من عامين. وقال بيتر نافارو المستشار التجاري البارز في البيت الأبيض والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتايزر إن موقف البيت الأبيض الصلب يعكس هيمنة فكر الصقور التجاريين في الإدارة الأمريكية، كما أشار المسؤولان إلى أن الصين تمثل تهديدا أساسيا للولايات المتحدة يجب أن يتم إحباطه حتى وإن كان ذلك سيسبب ألما للاقتصاد الأمريكي. وقال نافارو" من الواضح أن الصين هي الخاسرة بشكل أكبر في هذا النزاع التجاري"، بينما قال لايتايزر إن الرسوم الجمركية الإضافية لن يتم فرضها حتى تحدد الولايات المتحدة المنتجات ، وهي عملية قد تستغرق شهورا؛ ما يترك الباب مفتوحا أمام تفاوض محتمل غير أنه ليس هناك أي مؤشرات في الأفق حول إمكانية إجراء مفاوضات، بينما تبدو إدارة ترامب واثقة على نحو متزايد من أن تحقيق أهدافها سيتأتى من خلال منهج أكثر مواجهة مع الصين. ورغم أن مسؤولي الحكومة الصينية تعهدوا بالقتال بشراسة، إلا أنهم لم يعطوا أية تفاصيل بشأن خطواتهم المحتملة مثلما كانوا يفعلون في الماضي.وهددت الصين بالرد بالمثل تماما (دولار مقابل دولار) على الرسوم الجمركية الأمريكية وفرضها في نفس اليوم الذي تقوم فيه واشنطن بتطبيق هذه الرسوم. وقالت (وول ستريت جورنال) إن ترامب كان يحجم في الماضي عن التهديدات وكان يميل إلى المستشارين الذين يتبنون نهجا أقل مواجهة مع الصين بمن فيهم ستفين منوتشين وزير الخزانة، لكن في أبريل هدد ترامب بزيادة جذرية للرسوم الجمركية على السلع الصينية إلا أنه لم يمض قدما، وبدلا من ذلك صادق على المفاوضات التي قادها منوتشين والتي أدت إلى موافقة الصين على شراء المزيد من السلع الأمريكية وإدخال تعديلات على نظامها الجمركي وبعض الحواجز الجمركية، وأدى ذلك إلى تعليق التوترات بينما سعى الطرفان إلى التفاوض بشأن هدنة. وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض ارتأى أن هذه الجهود فاشلة، خاصة بعد انتقاد وسائل الإعلام والنواب الأمريكيين لمنوتشين وترامب بالضعف في التعامل مع الصين.وأشارت الصحيفة إلى أنه أثناء توجه بعثة تجارية إلى الصين قادها وزير التجارة ويلبور روس عرضت بكين استثمار نحو 70 مليار دولار في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة في الولايات المتحدة، إذا تخلت إدارة ترامب عن الرسوم الجمركية، إلا أن ترامب رفض العرض بوصفه "وعدا فارغا".
مشاركة :