أكد تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالنظر في الانتهاكات التي وقعت أثناء عملية استعادة الغوطة الشرقية، أن عملية الحصار تدخل ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وذلك من قبل كافة الأطراف سواء القوات الحكومية وحلفائها أو المجموعات المسلحة المعارضة.وأدانت اللجنة - في تقرير أصدرته اليوم الأربعاء - أسلوب الحرب، الذي تم استخدامه في الغوطة الشرقية، واعتبرته "همجيا يعود إلى القرون الوسطى"، مشيرة إلى أن المدنيين في الغوطة الشرقية تضرروا وبشكل جسيم أثناء تعرضهم للقصف بشكل شبه يومي.ودعت اللجنة كل أطراف النزاع في سوريا للامتناع عن اللجوء إلى ممارسات الحصار في المستقبل، والتي قد تصل إلى مرتبة "جرائم الحرب".ومن جانبه، قال رئيس اللجنة الدولية باولو بنيرو "إن ما يظهر من خلال المرحلة الأخيرة من حصار الغوطة الشرقية هو أن أي من الأطراف المتحاربة لم يتخذ أية إجراءات لحماية المدنيين".وأشار إلى أنه بحلول موعد إعلان القوات الحكومية استعادة الغوطة الشرقية بشكل كامل يوم 14 أبريل الماضي، تعرض حوالي 140 ألف شخص للتشريد من ديارهم، فيما تعرض عشرات الآلاف منهم للاحتجاز غير القانوني، لافتا إلى أنه من خلال اتفاقيات الهدنة المحلية واتفاقيات الإجلاء تعرض ما يقرب من 50 ألف مدني من الغوطة الشرقية للتهجير باتجاه محافظتي إدلب وحلب دون أن تمنح الحكومة السورية دعما لأي من المحافظتين. وأوضح بنيرو أن تقرير اللجنة سيقدم إلى مجلس حقوق الإنسان المنعقد حاليا في جنيف، وسيجرى حوله حوار تفاعلي بالمجلس في 26 يونيو الجاري.