جماهير اليابان تخطف الأضواء مجدداً

  • 6/21/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أمين الدوبلي (أبوظبي) في لفتة طيبة وغير مستغربة من الجماهير اليابانية، التي حضرت مباراة منتخبها مع المنتخب الكولومبي مساء أمس الأول، حرصت جموع الجماهير على تنظيف المدرجات قبل الخروج من الملعب، لعدم ترك أي مخلفات في الأماكن، التي كانت مخصصة لهم بالملعب، وهو السلوك الذي لفت انتباه المسؤولين في اللجنة المنظمة للمونديال، سواء المحلية أو لجنة المسابقات في الفيفا، كما أنه لفت أنظار وسائل الإعلام المختلفة التي تغطي الحدث. ومن يتابع جماهير اليابان منذ فترة طويلة، يكتشف أن هذا السلوك ليس بجديد عليهم، حيث إنهم قاموا بنفس العمل في النسخة السابقة من كأس العالم، والتي أقيمت بالبرازيل، في كل المباريات، سواء كان فريقهم فائزاً أو خاسراً، كما فعلوه أيضا في استاد الجوهرة بالمملكة العربية السعودية العام الماضي في مباراة الإياب بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات المونديال، برغم أن فريقهم كان قد خسر المباراة، وهو الأمر الذي دفع جماهير الأخضر السعودي إلى القيام بنفس السلوك وتنظيف المدرجات اليابانية في لقاء الكمبيوتر الياباني في نوفمبر من عام 2016، وهو الأمر الذي يعكس مدى التحضر للشعب الياباني ويرغم الآخرين على احترامه في كل المناسبات. المباراة انتهت بفوز منتخب اليابان بهدفين مقابل هدف واحد، وبرغم أن الجمهور كان منتشياً بهذا الفوز، الذي شحن رصيدهم بأول 3 نقاط في البطولة، إلا أنهم لم ينسوا تنظيف المدرجات، ووضع كل المخلفات في الحقائب البلاستيكية الكبيرة التي أحضروها معهم إلى المدرجات، ثم حملوا تلك الحقائب إلى السلال المخصصة لها، وقد حرص عدد كبير من مصوري وسائل الإعلام المختلفة على التقاط الصور لهم بعد المباراة وهم ينظفون المدرجات. ومن اللافت للنظر أن جماهير اليابان وهي تنظف المدرجات كانت تعمل في شكل صفوف منتظمة، بوقت واحد، وحرص أكبر عدد منهم على المشاركة في هذا السلوك، بمن فيهم كبار السن الذين قطعوا المسافة الكبيرة خلف منتخبهم لمؤازرته وتشجيعه، ومن الجدير بالذكر أن الإعلاميين اليابانيين، الذين حضروا المباراة قاموا بنفس السلوك، ويقومون به بعد كل مباراة، تعد البعثة الإعلامية اليابانية من أكبر البعثات التي تصاحب منتخبها في البطولة، وهي تعقد اجتماعاً يومياً في المركز الإعلامي الخاص بالبطولة بحضور الجميع، يتحدث فيه كبير المحررين فيقوم بالإشادة والتصفيق لكل من قدم تقريراً أو حواراً أو قصة خيرية مميزة، ثم يجري تحية المصور الذي قدم أفضل صورة في الصحف التي نشرت في اليوم نفسه، ومن بعد ذلك يتم استعراض خطة العمل في اليوم التالي، كل هذا يتم من دون ضوضاء حتى لا يزعجوا زملائهم من مختلف دول العالم الذين يقومون بعملية التغطية. أما عن أول ظهور لتلك الظاهرة من الجماهير اليابانية فقد كانت في بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها اليابان لأول مرة عام 2005 في يوكوهاما سيتي، وهو الأمر الذي لفت انتباه وسائل الإعلام حينها وسجلوا هذا السلوك الراقي الذي بدأ ينتقل إلى الآخرين، وحتى من جماهير الصالات المغطاة في الألعاب الجماعية والفردية والقتالية، التي تقام سواء في داخل اليابان أو خارجها.

مشاركة :