واشنطن تنسحب من مجلس حقوق الإنسان خدمة لـ «إسرائيل»

  • 6/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لقي انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ بسبب دعمه للفلسطينيين إدانات دولية واسعة للانحياز الأمريكي الأعمى لمصلحة «إسرائيل».وأعلنت الولايات المتحدة رسمياً، انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وجاء قرار الولايات المتحدة على خلفية اتهام إدارة الرئيس، دونالد ترامب، مجلس حقوق الإنسان الأممي، الذي تم إنشاؤه في جنيف عام 2006 ويضم 47 عضواً، ب«الانحياز المعادي ل«إسرائيل»، وشن حملة ممنهجة ضدها»، على حد زعمها.واعتبرت وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية، أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «مكافأة ل«إسرائيل» وجرائمها». وقال بيان صادر عن الوزارة، إن الخطوة الأمريكية «تشجيع على العدوان، وانتهاك حقوق أبناء الشعب الفلسطيني». واعتبر البيان أن انتقادات السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، ووزير الخارجية مايك بومبيو، لمجلس حقوق الإنسان «دليل دامغ على خشية واشنطن من محاسبة «إسرائيل» وسجلها الأسود الحافل بالعنصرية والتطرف والعدوان».وأشارت إلى أن «من يدعم الاحتلال وممارساته الإرهابية، ويخرج على القانون الدولي، وينتهك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الخاصة بفلسطين، ليس الطرف المؤهل للحديث عن حقوق الإنسان، أو الترويج للحرية والعدالة والديمقراطية».وأكد الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن قرار إدارة الرئيس ترامب الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان، يدل على أنها اختارت الاحتلال والاستيطان وقانون القوة، بدلاً من قوة القانون والشرعية الدولية والقانون الدولي.ودانت موسكو، وقاحة الولايات المتحدة واستهتارها بالأمم المتحدة؛ بعد انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية، واصفة القرار ب«الخاطئ». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي، إن «الولايات المتحدة نسفت مجدداً سمعتها في الدفاع عن حقوق الإنسان، لقد أظهرت استهتارها بالأمم المتحدة ومؤسساتها».وقالت «وقاحة زملائنا الأمريكيين الذين يرفضون بقوة الاعتراف بوجود مشاكل خطرة تتعلق بحقوق الإنسان في بلدهم» واتهمتهم بأنهم حاولوا «تغيير بنية مجلس حقوق الإنسان لخدمة مصالحهم».وأضافت أن مجلس حقوق الإنسان يجب أن يكون «في خدمة كافة الدول الأعضاء وليس لبلد واحد»، مؤكدة أن الانسحاب الأمريكي «لم يشكل مفاجأة» لروسيا.وذكر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشيوف، أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لا يدل على قوة واشنطن؛ بل ضعفها. وكتب كوساتشيوف، قائلاً: «مهما كان السبب وراء هذا القرار. والخطابة كالعادة، تخرج عن حدودها، إلا إنها لا تدل على القوة؛ بل على ضعف واشنطن». وأشار إلى أن روسيا حافظت دائماً على الدفاع عن مواقفها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولجنة حقوق الإنسان والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.وكان ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة قد أعلن في وقت سابق، أن بلاده تقدمت بطلب ترشيح نفسها في انتخابات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة من عام 2021 إلى عام 2023. وأعربت مفوضة الحكومة الألمانية لقضايا حقوق الإنسان عن «خيبة أمل عميقة» بسبب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من مجلس حقوق الإنسان. وقالت باربل كوفلر، بحسب بيان وزارة الخارجية الألمانية: «في الماضي كانت الولايات المتحدة شريكاً مهماً بالنسبة لنا في المجلس المعني بالعمل لأجل حقوق الإنسان في كل مكان على مستوى العالم».وأضافت قائلة: «من المحزن للغاية أن الولايات المتحدة لم تعد تسعى لإتباع هذا الهدف في المنتدى المركزي الدولي المعني به». وأكدت أن مجلس حقوق الإنسان الدولي يعد بالنسبة للحكومة الاتحادية «المنتدى المركزي بين الدول من أجل معالجة قضايا حقوقية سياسية ولبنة أساسية مهمة للنظام العالمي».وأبدت الصين أسفها لقرار واشنطن الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان، وهي خطوة تقول وسائل الإعلام الرسمية، إنها تجعل صورة واشنطن كمدافع عن الحقوق «على شفا الانهيار». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في إفادة دورية للصحفيين «تعبر الصين عن أسفها لقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة». وأضاف «الصين ستستمر، بالعمل مع جميع الأطراف، في تقديم إسهاماتها في التطور الصحي لحقوق الإنسان بأنحاء العالم من خلال التعاون والحوار البناء». وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس أسفه لانسحاب الولايات المتحدة، من مجلس حقوق الإنسان، معتبراً أنه كان «من الأفضل بكثير» لو بقيت واشنطن عضواً في هذه الهيئة الأممية التي تتخذ من جنيف مقراً لها. وقال جوتيريس في بيان، إن «بنية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تلعب دوراً مهماً للغاية في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم».ورحبت «إسرائيل» بقرار الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إن «قرار الولايات المتحدة الانسحاب من هذه المنظمة المنحازة يشكل تصريحاً لا لبس فيه بأنه قد طفح الكيل». (وكالات)

مشاركة :