تحرر المنتخب السعودي من الضغط الكبير، الذي تعرض له عقب الخسارة الثقيلة بخماسية أمام روسيا في الجولة الأولى، وقدم أداء مشرفاً رغم خسارته بهدف نظيف في مواجهة أوروغواي، أمس، على ملعب روستوف أرينا، ضمن الجولة الثانية من مرحلة المجموعات، لكن الأخضر ودع المونديال قبل الجولة الأخيرة، التي سيلتقي فيها مع المنتخب المصري في مباراة تحصيلية. اللاعب السعودي هتان باهبري تألق مع المنتخب السعودي أمام أوروغواي. وظهر لاعبو المنتخب السعودي في الشوط الأول بصورة جيدة وتقاسموا الأداء مع لاعبي أوروغواي، وحصلوا على عدد من الفرص بفضل الأريحية والهدوء اللذين بدأوا بهما اللقاء، بيد أنهم افتقدوا اللمسة الأخيرة، ما حرمهم الوصول لشباك الحارس فيرناندو موسليرا، كما أن خط دفاع المنافس بقيادة الثنائي دييغو غودين وخوسيه خيمينيز، لم يرتكب هفوات وخاض اللقاء بانضباط. واضطر مدرب المنتخب السعودي، الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، لتغيير طريقة لعبه، بعد التبديل الاضطراري الذي أجراه قبل دقيقة من نهاية الشوط الأول، بخروج صانع الألعاب تيسير الجاسم الذي تعرض لإصابة عضلية، وحل حسين المقهوي بديلاً له ليتغير بذلك أسلوب «الأخضر» بالاعتماد على العرضيات بصورة أكبر، بدلاً من الاختراق. ومع مرور الوقت، بدأ البطء يظهر واضحاً في طريقة لعب المنتخب السعودي، الذي تحولت طريقة لعبه بالاعتماد على الهجمات المرتدة بالإرسال الطويل، بدلاً من قيادة هجمات منظمة عبر التمريرات بين لاعبيه، كما أن غياب لاعب يقوم بمهمة صانع الألعاب المتخصص، جعل خط الهجوم مفصولاً عن الوسط ما جعل دفاع الطرف الآخر يلعب بأريحية. وبدلاً من أن يلعب المدرب الأرجنتيني بيتزي بكل أوراقه الهجومية، فضل تبديل مهاجم بمهاجم بدخول محمد السهلاوي مكان فهد المولد، مكتفياً بمهاجم واحد ليتواصل السيناريو نفسه لغياب التمويل اللازم لخط الهجوم، وكان قبلها قد أجرى تبديلين في محاولة للسيطرة على وسط الملعب بدخول محمد كنو وحسين المقهوي. وبخلاف الخطأ الذي وقع فيه الحارس محمد العويس، ونتج عنه هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 23، فإن الحارس السعودي وقف سداً منيعاً في مواجهة سيل الهجمات المتتالية، التي شنها لاعبو الأوروغواي إذ تألق في التصدي لأكثر من فرصة محققة، وكان العويس شارك في اللقاء بعدما استبعد المدرب بيتزي الحارس عبدالله المعيوف، عقب الخسارة بخماسية في الجولة الأولى أمام روسيا. وكتب اللاعب هتان باهبري شهادة ميلاده بفضل الأداء المميز الذي قدمه خلال مشاركته في اللقاء، بعد أن سبب إزعاجاً كبيراً لثنائي قلب الدفاع الأوروغواياني وسدد مرتين من خارج منطقة الجزاء، لكن مدرب المنتخب فضل استبداله في الدقيقة 75، والدفع بلاعب الوسط الآخر محمد كنو. وشهدت المباراة تحسن أداء «الأخضر» في المونديال، إذ قام بثماني محاولات هجومية، نتجت عنها ست تسديدات من بينها ثلاث على المرمى صد منها الحارس تسديدتين، كما حصل على أربع ركلات ركنية على مدار الشوطين، ووقع لاعبوه في التسلل مرتين، وتفوق المنتخب السعودي على نظيره في اللقاء في نسبة امتلاك الكرة التي وصلت لـ53%، مقابل 47% لأوروغواي. وقد مرر لاعبو السعودية الكرة في ما بينهم 601 مرة، من بينها 507 تمريرات ناجحة بدقة نجاح وصلت لـ84%، وقطع لاعبوه مجتمعين مسافة 100 كيلومتر، ودفاعياً استطاعوا استخلاص الكرة 45 مرة، في حين صد خط الدفاع ثلاث تسديدات، وأبعدوا الخطورة عن مرماهم في 14 مرة، كما أنهم كانوا منضبطين داخل الملعب ولم يتحصل أي لاعب منهم على بطاقة ملونة، على الرغم من ارتكابهم 13 مخالفة. في المقابل، لعبت الأوروغواي بطريقة 4-4-2، بالاعتماد على ثنائي المقدمة لويس سواريز وأدينسون كافاني، أفلحت في استثمار الأخطاء التي وقع فيه لاعبو الأخضر خلال اللقاء، والتي نتج عنها الهدف الوحيد الذي سجله سواريز في الدقيقة 23، بعد الخروج الخاطئ لحارس المرمى محمد العويس للتصدي للكرة الركنية. ولم يقدم الفريق الأميركي الجنوبي الأداء المقنع المعروف عنه على مدار الشوطين، واكتفى فقط بتحقيق المطلوب منه وبأقل مجهود، وهذه الفلسفة المعروفة عن المدرب أوسكار تاباريز مع منتخب «السيليستي»، لكنه في نفسه الوقت ضمن التأهل لدور الستة عشر، حتى قبل خوض الجولة الأخيرة أمام روسيا (المستضيف)، والتي ستلعبها برغبة حسم صدارة المجموعة الأولى.
مشاركة :