تدخل الأرجنتين مباراتها المصيرية مع كرواتيا اليوم في نيجني نوفغورود ضمن منافسات المجموعة الرابعة لكأس العالم لكرة القدم، وهي موحدة خلف قائدها ونجمها ليونيل ميسي، بعد تعثرها في الجولة الأولى. وبدأ ميسي المونديال الروسي بشكل مخيب إذ فوت نجم برشلونة الإسباني وصاحب الكرة الذهبية 5 مرات الفرصة على بلاده للخروج بالنقاط الثلاث من مباراتها مع آيسلندا، بإهداره ركلة جزاء حين كانت النتيجة 1 - 1. وأتت إضاعة ميسي ركلة الجزاء غداة تحقيق غريمه في ريال مدريد كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب خمس مرات أيضا، بداية مثالية بتسجيله ثلاثية لبلاده البرتغال في مرمى إسبانيا منحت أبطال أوروبا التعادل 3 - 3. وعلى الرغم من صعوبة اختراق الدفاع الآيسلندي، تجاهل سامباولي مهاجم يوفنتوس باولو ديبالا الذي لم يكن ضمن التبديلات الأرجنتينية الثلاثة، بانتظار التوصل إلى «تفاهم» حول كيفية إشراكه إلى جانب ميسي بحسب ما أشار المدرب السابق لإشبيلية الإسباني عشية النهائيات. لكن ديبالا أظهر نضجا وصرح قائلا: «إننا جميعنا مع ميسي، يعلم أن بإمكانه الاعتماد على مساندتنا له جميعنا وأكثر من أي وقت مضى»، مضيفا: «نحن هنا لمساعدته في كل لحظة وبالطبع سنكون إلى جانبه». وطمأن المدافع كريستيان أنسالدي، جماهير منتخب التانغو بأن معنويات ميسي مرتفعة، على الرغم من إضاعته أربع ركلات جزاء من آخر سبعة سددها. وقال أنسالدي: «نعلم جميعا ما يمثله ميسي في فريقنا وبلدنا. هو ليس أفضل لاعب في العالم على أرضية الملعب وحسب، بل إنه أفضل لاعب خارج الملعب أيضا. هو في وضع جيد وهذا شيء جيد بالنسبة لنا». وفشل الأرجنتينيون في استغلال خبرتهم الكبيرة التي قادتهم إلى المباراة النهائية في آخر ثلاث بطولات كبيرة خاضوها (دون الفوز بأي لقب)، لتخطي عقبة المنتخب الاسكندينافي الذي يشارك في النهائيات للمرة الأولى. إلا أن أبطال العالم 1978 و1986 تجنبوا على الأقل سيناريو 1990 حين خسروا مباراتهم الأولى أمام الوافد الجديد المنتخب الكاميروني (صفر - 1)، دون أن يمنعهم ذلك من بلوغ النهائي للمرة الثانية تواليا بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا، قبل أن يتنازلوا عن اللقب لصالح الألمان. وبعد الاكتفاء بنقطة من مباراة آيسلندا، سيكون ميسي ورفاقه في تشكيلة المدرب خورخي سامباولي مطالبين بالفوز على كرواتيا التي تصدرت المجموعة بعد فوزها على نيجيريا 2 - صفر. ويدرك سامباولي وميسي أن لا مجال للخطأ لأن أي تعثر الخميس سيجعل الفريق مهددا بتكرار سيناريو 2002 حين انتهى مشواره عند الدور الأول للمرة الأولى منذ 1962. وسيحتفل ميسي بعيد ميلاده 31 يوم الأحد المقبل وسيتذكر جيدا أن الوجود في روسيا يمثل آخر فرصة له تقريبا للمشاركة في الكأس والسير على خطى مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا في قيادة بلاده للمجد والتتويج. وفاز ميسي بكل لقب يمكن تخيله مع ناديه برشلونة لكنه وبشكل مؤلم أخفق في التتويج بكأس العالم أو كوبا أميركا. وبالنسبة لبعض الأرجنتينيين فإن ميسي ربما يكون حاليا أفضل لاعب في العالم لكنه لم يصل إلى نفس مكانة مارادونا الذي أحرز لقب كأس العالم 1986. ومع ظهور الأرجنتين بشكل مهتز في الفترة الأخيرة وتقديم أداء أقل من المتوقع فإن حلم ميسي بالسير على خطى مارادونا يبدو صعب المنال. وأصبحت الأمور أكثر صعوبة في الدقيقة 64 من المباراة الافتتاحية للأرجنتين عندما أنقذ حارس مرمى آيسلندا ركلة جزاء سددها ميسي تحت أنظار مارادونا الذي كان يتابع اللقاء من المدرجات. ويتوقع البعض أن يعتزل ميسي اللعب الدولي بعد اللعب في روسيا، وذلك بعدما تراجع عن قراره السابق بالاعتزال الدولي بعد خسارة بلاده بركلات الترجيح أمام تشيلي في نهائي كوبا أميركا 2016 حيث أهدر آنذاك أيضا ركلة ترجيح من نقطة الجزاء. وحذر أسطورة الأرجنتين دييغو مارادونا المدرب من أنه «إذا واصل اللعب بهذه الطريقة، لن يتمكن من العودة إلى الأرجنتين». ورأى مارادونا الذي قاد الأرجنتين إلى لقبها العالمي الأخير عام 1986، أن ما قدمه المنتخب أمام الوافدة الجديدة آيسلندا «عار»، مدافعا عن ميسي بالقول: «من خلال مشاهدتي لميسي على أرضية الملعب، شعرت بالحقيقة أنه كان يغلي، وكنت لأشعر بالأمر ذاته لو كنت مكانه»، معتبرا أن الأرجنتين: «لم تخسر نقطتين بسبب ركلة الجزاء التي أضاعها ميسي». وتابع: «أنا لا ألوم اللاعبين. بإمكاني أن ألوم الافتقار إلى جدية العمل. لكني أكرر أنه ليس باستطاعتي أن ألوم اللاعبين لا سيما ميسي الذي قدم كل ما لديه، أنا أضعت خمس ركلات جزاء تواليا، ورغم ذلك بقيت دييغو مارادونا»، أي أن ذلك لم يؤثر على مكانته كأسطورة من أساطير اللعبة. وقال كلاوديو كانيغيا مهاجم الأرجنتين السابق: «لا يمكن تحميل كل المسؤولية لميسي لأنه إذا كان الأمر كذلك فما أهمية وجود الآخرين؟ ميسي لا يحظى بنفس الدعم من زملائه مثل مارادونا». أما ميسي، فأكد شعوره بـ«المرارة» بعد المباراة التي سدد خلالها 11 مرة على المرمى دون أن يجد طريقه إلى الشباك، هو أمر لم يحصل منذ مونديال 1970 مع الإيطالي لويجي ريفا. وقال النجم الباحث عن لقب أول كبير مع المنتخب: «رغم أنه لا يزال بإمكاننا دائما التحسن، فقد كنا نستحق الفوز ولم نكن نتوقع أن نبدأ المنافسة بنقطة في المباراة الأولى». ومن المرجح أن يجري سامباولي تعديلات على التشكيلة لمباراة اليوم التي ستكون إعادة للقاء المنتخبين في الدور الأول عام 1998 حين فازت الأرجنتين 1 - صفر وواصلت طريقها حتى ربع النهائي، فيما حققت كرواتيا المفاجأة بعد تأهلها كثانية المجموعة ونالت المركز الثالث في أول مشاركة لها بعد الانفصال عن يوغوسلافيا. وقد يبقى الجناح أنخل دي ماريا على مقاعد البدلاء لصالح كريستيان بافون، كما يحتمل أن يزج سامباولي بجيوفاني لو سيلسو في وسط الملعب على حساب لوكاس بيليا. وتشكل المباراة ضد كرواتيا اختبارا حقيقيا لقدرة الأرجنتين على المنافسة ومواجهة مرتقبة بين ميسي وزميله في برشلونة إيفان راكيتيتش وغريميه في ريال مدريد لوكا مودريتش وماتيو كوفاشيتش. واهتز المعسكر الكرواتي الاثنين بعد استبعاد مهاجم ميلان الإيطالي نيكولا كالينيتش من التشكيلة الموجودة في روسيا بسبب آلام في الظهر بحسب زلاتكو داليتش. لكن التقارير تحدثت عن خلاف بين اللاعب والمدرب بعدما رفض الأول الدخول كبديل في مباراة الأرجنتين، اعتراضا على عدم مشاركته أساسيا. وسجل كالينيتش 15 هدفا في 42 مباراة دولية بينها 3 أهداف خلال التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال. ومع ذلك، فضل داليتش عليه مهاجمي هوفنهايم الألماني أندري كراماريتش ويوفنتوس ماندزوكيتش في المباراة ضد نيجيريا. وكانت ثقة داليتش بكراماريتش في محلها لأنه أجبر المدافع النيجيري أوغهينيكارو إيتبو على تسجيل الهدف الأول خطأ في مرمى منتخب بلاده، ثم اقتنص ركلة الجزاء التي سجل منها القائد مودرتيش الهدف الثاني. وسبق لكالينيتش البالغ 30 عاما أن تذرع بإصابة في ظهره لعدم المشاركة في المباراة الودية التي أقيمت في الثالث من الشهر الحالي ضد البرازيل (صفر - 2) في ليفربول، اعتراضا على لعب دور المهاجم البديل لماريو ماندزوكيتش وأندريه كراماريتش. وفي بيان مقتضب قبل الحصة التدريبية للمنتخب في معسكره بروشينو شمال شرقي سان بطرسبورغ، قال داليتش: «خلال اللقاء ضد نيجيريا، كان كالينيتش يقوم بعملية الإحماء حيث كان من المفترض أن يدخل في الشوط الثاني. لكنه لاحظ أنه لم يكن مستعدا للعب بسبب مشكلة في ظهره». وأضاف: «الأمر ذاته حدث خلال المباراة الودية ضد البرازيل في إنجلترا، وقبل الحصة التدريبية الأحد. قبلت ذلك بهدوء، وبما أنني بحاجة إلى أن يكون لاعبو فريقي في قمة استعدادهم وجاهزيتهم، اتخذت هذا القرار».
مشاركة :