التصوير بالرنين أكثر أمانا ونجاعة في رصد سرطان الثدي

  • 6/21/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إلى وقت قريب كانت الأشعة المغناطيسية كافية لكشف الأورام السرطانية في مرحلة تساعد على محاصرة الخلايا المريضة واستئصالها. اليوم يتفوق التصوير بالرنين المغناطيسي أو ما يسمى بالموجات الصوتية على الكشف بالأشعة، لقدرته على رصد بؤر صغيرة الحجم في الثدي لا تستطيع الأشعة التقاطها. ومع ذلك يشدد الأخصائيون على أن كلا التقنيتين قد تكونان غير كافيتين وأن لكل سرطان طرقا مختلفة لتشخيصه. برلين – تعتقد الكثير من النساء المصابات بسرطان الثدي أن رصد الأشعة للأورام هو بالضرورة بداية مرحلة التخلص من المرض وأن نتيجة الفحوص التي يجرينها، على اختلافها وكثرتها، لا تختلف كثيرا في النهاية. قد يكون ذلك صحيحا خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، لكن البحوث العلمية توصلت إلى أن للمرض قدرة كبيرة على الاختفاء داخل الأنسجة بشكل يصعب على الأشعة رصده. وبعد معاينة الكثير من الحالات، تبين أن الطرق التقليدية لتشخيص سرطان الثدي لها مضار خطرة، علاوة على عجزها عن كشف البؤر السرطانية الصغيرة. فالتعرض المتكرر للأشعة يؤثر على الجسم ويتسبب في تغيرات كبيرة على الخلية السليمة. لذلك يعد اكتشاف تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي مكسبا مهما لأنها تستطيع أن تظهر أدق تفاصيل الجسم، دون أن تتسبب في ضرر للمريض. يعتمد الرنين المغناطيسي على الموجات الكهرومغناطيسية وهي تشبه موجات الراديو والتلفزيون، حيث تقوم بإصدار صور مقطعية للجسم البشري. ولأن هذه التقنية آمنة على الخلايا، يسمح باستخدامها عند فحص المرأة الحامل والكشف عما إذا كان الجنين يعاني من أي تشوهات خلقية أو قلبية، أو مخية. وأوضح بعض الأطباء الألمان من جامعة برلين أن النساء ذوات أنسجة الثدي الكثيفة مثلا لسن بحاجة إلى فحص بالأشعة السينية لأن هذه الأشعة لا تظهر الكثير، بل تحتاج هؤلاء النساء مباشرة إلى أشعة الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي “لذلك فنحن بحاجة إلى طرق مختلفة للتعرف المبكر على السرطان”. مع كل الخطر الذي قد يتسبب فيه الفحص بالأشعة، تقبل الكثير من النساء على إجرائه. ورغم سلبياته، تمكن مستخدموه من تقليل حالات الوفاة الناتجة عن سرطان الثدي. وقد يعود هذا الإقبال إلى عمد بعض الدول إلى اعتماد تأمينات طبية توفر مجانية الفحص بالأشعة. ففي ألمانيا مثلا أصبحت شركات التأمين الصحي توفر فحص تصوير الثدي بالأشعة السينية مجانا للنساء المؤمن عليهن صحيا من سن الـ50 إلى الـ69 عاما، وذلك في إطار البرنامج الألماني لتشخيص سرطان الثدي باستخدام الأشعة السينية. ولكن منتقدي هذا البرنامج الواسع يرون أنه ينطوي على عدة مشكلات، فلقد تم اعتماد البرنامج الألماني لتشخيص سرطان الثدي بالأشعة السينية للحد من الكم الهائل للوفيات، وكانت هذه التقنية مناسبة قبل 30 أو 40 عاما، لكن كريستيانه كول، مديرة مستشفى الأشعة بمستشفى آخن الجامعي، ترى “أننا أصبحنا اليوم قادرين بشكل أفضل على تقييم خطر الإصابة بهذا السرطان في كل حالة على حدة وكذلك اختيار طرق التشخيص الأنسب لهذا الخطر”. ورغم أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات التي تصيب النساء في ألمانيا، بنحو 69 ألف إصابة جديدة في السنة و17 ألف حالة وفاة سنويا بسببه، يمكن الحديث عن تراجع في عدد حالات الإصابة بالمرض. وترى طبيبة النساء كارين بوك، رئيسة قسم تشخيص سرطان الثدي في منطقة جنوب غرب مدينة ماربورغ، أن برنامج تشخيص سرطان الثدي لا يزال يبدو وكأنه “قصة نجاح في عالم الصحة الألماني”. الرنين المغناطيسي يعتمد على موجات كهرومغناطيسية تشبه موجات الراديو وهي تقوم بإصدار صور مقطعية للجسم البشري وأشارت إلى أنه ليست هناك بؤر سرطانية كبيرة في الثدي لأنه يتم اكتشاف البؤر الصغيرة مبكرا، وكلما قلت أعداد الأورام الكبيرة تراجعت حالات الوفاة بالسرطان، هذا هو المنطق الذي يقوم عليه برنامج التشخيص الواسع. ومع ذلك فإنها ترى أن الوقت قد حان لتحسين البرنامج وضرورة أن يكون الهدف اليوم من التعرف المبكر هو التعرف بشكل فعال على مثل هذه البؤر السرطانية التي ربما كانت مميتة للمرأة المصابة. ترى الباحثة أنه من الضروري التغاضي عند التشخيص عن العيوب التي لا تتسبب في ضرر للمرأة، وقالت إن التصوير بالرنين المغناطيسي يتفوق في كشف هذه العيوب على التصوير بالأشعة المغناطيسية ودون تعريض المريض للأشعة. ويشدد الباحثون على أنه لا يمكن انتظار وصول المريض إلى مرحلة التشخيص بهذه الأشعة ويفضل أو من الأجدى العمل أكثر على إيجاد طرق أكثر دقة لاستباق زيادة حجم الورم. وفي انتظار الوصول إلى تلك المرحلة المتقدمة، ترى الجمعية الألمانية لاستخدام الموجات فوق الصوتية في الطب أنه من الضروري أن تستخدم الموجات لتكميل التصوير الشعاعي للثدي، وأن ذلك ربما يؤدي إلى التعرف على ما يصل إلى 45 بالمئة من الأورام السرطانية الآخذة في النمو. ويؤكد أطباء الأورام أن “المهم في كل ذلك العمل على خفض الوفيات الناجمة عن السرطان”. ويشير بعضهم إلى أن “الزيادة في التشخيص ليست مفيدة بالضرورة” ولكنهم يرون أيضا أن البرنامج الحالي ليس مخطئا بأي حال من الأحوال، فالنتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن من وراء برنامج التشخيص الإشعاعي الواسع تؤيد استمراره، لا سيما بعد عثور الأطباء على أورام سرطانية نشطة لدى النساء اللاتي لا يخضعن للفحص بشكل منتظم. بينما ساعد البرنامج منذ تدشينه في تراجع أعداد الأورام المتقدمة لدى سكان مدينة مونستر الألمانية. ويؤكد باحثون أن برنامج التشخيص الإشعاعي “هو أقل ما يجب فعله ولكنه ليس ذروة ما يجب”.ووفق آخر الإحصائيات العالمية تسبب سرطان الثدي في وفاة نحو 570 ألف امرأة حول العالم خلال عام 2015.

مشاركة :