دائماً ما تكون مباريات كأس العالم مميزة من خلال العروض الفنية التي تقدمها المنتخبات العريقة ذات الصولات والجولات في تاريخ كرة القدم لكن في مونديال روسيا للعام الحالي باحت الجولة الأولى من دور المجموعات بالمفاجآت واستطاعت المنتخبات المتوسطة والصغيرة من قول كلمتها، وتمكنت من إحراج وهزيمة الكبار. في لقاء المنتخب الفرنسي أمام نظيره الأسترالي استطاعت كتيبة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك من تقديم عرض فني مميز خلال مجريات اللقاء الذي عانى فيه منتخب «الديوك» من الوصول إلى مرمى الحارس الأسترالي ماثيو رايان، في المقابل كان «الكنغر الأسترالي» على أداء تكتيكي عالٍ صعّب من مهمة المنافس الذي حصل على ضربة جزاء بعد مرور 58 دقيقة بمساعدة تقنية الفيديو، واستطاع أنطوان جريزمان من وضع منتخب بلاده في المقدمة قبل أن يعدّل الأستراليون بضربة جزاء بأقدام ميلي جيديناك في حين ارتكب المدافع الأسترالي عزيز بيهيتش خطأً وسجل في مرمى منتخب بلاده. وفي المجموعة الثالثة تعادل المنتخب الأرجنتيني بهدف لمثله مع نظيره الأيسلندي، والذي يشارك للمرة الأولى في كأس العالم عبر التاريخ، في مباراة شهدت عرضاً مثالياً على الجانب الدفاعي من قبل المنتخب الأيسلندي الذي لعب مباراة بطولية على الرغم من قلة خبرته الدولية، بالإضافة إلى أن شباكه تلقت هدفاً مبكراً إلا أنهم عادوا للتسجيل بعد مرور أقل من خمس دقائق وواصلوا في إحراج منتخب «التانغو» الذي سيطر على مجريات اللقاء بشكل كامل لكن دون خطورة تذكر على مرمى الأيسلنديّين. وفي المجموعة السادسة فجّر المنتخب المكسيكي المفاجأة الكبرى في مونديال روسيا، حين نجح بالفوز على حامل اللقب ألمانيا بهدف نظيف، بعد ما بدأ المنتخب المكسيكي المباراة برتم عالٍ وشكّل خطورة في أكثر من لقطة على مرمى الحارس مانويل نوير إلى أن أسفرت تلك المحاولات لهدف جاء بعد هجمة مرتدة نموذجية استطاع من خلالها لاعب الوسط إيرفينغ لوزانو من تسجيل هدف المباراة الوحيد بعد فاصل مميز من المراوغات، في المقابل لعب المنتخب الألماني كرته المعتادة بالاستحواذ على الكرة والسيطرة في منتصف الملعب وتكرار المحاولات الهجومية التي باءت بالفشل على مرمى المنتخب المكسيكي في ظل الاستماتة والصلابة الدفاعية. وإلى أحد المنتخبات المرشحة للفوز بكأس العالم، ظهر المنتخب البرازيلي بشكل خجول في مباراته الافتتاحية أمام سويسرا وتعادل بهدف لمثله بعد أن تقدم عند الدقيقة 20 من الشوط الأول بهدف مميز سجله كوتينهو وعادل السويسريون مع بداية الشوط الثاني بعدة دقائق برأسية زوبير. وخلافاً لعروضها في المباريات الودية الإعدادية حيث تألقت بشكل لافت، قدمت البرازيل عرضاً مخيباً لأنصارها التي كانت تعوّل كثيراً في الظهور الأول بشكل مميز، كما أن نجمها نيمار، العائد إلى المنافسة مؤخراً بعد غياب 3 أشهر بسبب كسر في مشط قدمه اليمنى، بدا بعيداً عن مستواه، وباءت جميع محاولاته بالفشل إن كان في صناعة اللعب أو التسديد نحو المرمى. وفي آخر مفاجآت الجولة الأولى، نجح المنتخب الياباني بتفجير مفاجأة من العيار الثقيل عقب اسقاطه منتخب كولومبيا بهدفين لهدف في مباراة شهدت بداية قوية من قبل «الساموراي» ومحاولة الضغط على حامل الكرة إلى أن نتج عن ذلك هجمة مرتدة يابانية استطاع الحارس ديفيد أوسبينا من التصدي في المرة الأولى قبل أن يقوم المدافع كارلوس سانشيز بالتصدي لها في المرة الثانية؛ ليحصل على بطاقة حمراء «9» ويتقدم «الساموراي» عن طريق ضربة جزاء، في حين تمكنت كولومبيا من التسجيل بواسطة ضربة حرة نفذها خوان فرناندو كوينترو، ورجحت رأسية يويا أوساكو كفة اليابان في الشوط الثاني.
مشاركة :