«ابتدا الماتش أحبائي الكرام 90 دقيقة أشغال شاقة كروية هيؤديها لاعبو الفريقين»، كانت الجملة الأبرز والأشهر لزعيم التعليق الكروي بمصر، ميمي الشريني، عند تعليقه على كل مباراة حتى ارتبطت تلك الجملة الشهيرة به لتتحول إلى أيقونة خاصة به بجانب بعض التعليقات الشهيرة التى دائما يرددها البعض عند كل مباراة.وعلى الرغم من ابتعاد المعلق الكبير عن التعليق الرياضي لفترة كبيرة تجاوزت عدة سنوات، إلا أنه مازل الحاضر الغائب بين مشجعي الكرة المصرية والذين ارتبطوا بصوته المميز بين المعلقين الرياضين، بجانب الراحل محمود بكر، ولطيف كونه من جيل كبار المعلقين الرياضيين، لكنه قرر الابتعاد بشكل كبير عن الساحة الرياضية وتفرغ لقضاء ما تبقى من عمره داخل منزله بمصيف جمصة والذي يسكنه منذ فترة طويلة.«البوابة نيوز» انتقلت إلى منزل الكابتن ميمي الشربيني لمتابعة مباراة المنتخب المصري والروسي، والتى انتهت بهزيمة الأول بثلاثية مقابل هدف لتعيش معه قصة 90 دقيقة أشغال كروية شاقة، أراد المعلق الكبير رؤيتها بعد غياب استمر لأكثر من 28عامًا.عند وصولنا إلى المدينة والتي تقع شمال محافظة الدقهلية وتطل على البحر الأبيض المتوسط، حاولنا الاتصال بالكابتن ميمي الشربيني إلا أن هاتفة دائمًا ما بين مغلق أو عدم الرد، لنبدأ رحلة البحث عن منزله عند وصول المدينة، وما أن تبدأ تسأل بعض القاطنين لتجد كلا منهم يتسابق ليبلغك بمحل إقامته ومكان منزله حتى استطعنا الوصول.ما إن وصلنا إلى منطقة العاشر بالمدينة، حيث يسكن الكابتن ميمي الشربيني تجد منزلا من ثلاثة طوابق مطل على البحر مباشرة في الطابق الأرضي منها يعيش الكابتن ويرافقه صديق العمر نبيل ثابت، والذي قرر أن يؤانس زميل العمر فى معيشته ويتقاسمون طعامهما وشرابهما، ولكنهما بسبب عدم زواج كلا منهما قررا الاستعانة بسائق وخادمتين يتوليان الإشراف على المنزل ومتابعة، متطلباته وتجهيز كل ما يريدون.بعد أن دخلنا إلى المنزل أبلغنا الكابتن ميمي بهويتنا والمهمة المكلفين بها حول مشاهدة مباراة المنتخب المصري والروسي، بصحبته لنفاجئ بأنه لا يمتلك ريسفير للقناة الناقلة للمباراة بسبب الحق الحصري لها في بث المبارايات، لنقضي فترة نفكر كيف يمككننا متابعة تلك المباراة المهمة حتى جاءت الخادمة لتبلغنا أن إدارة شبكة القنوات الناقة لكأس العالم قررت بثها عبر القناة المفتوحة لنبدأ معاناة جديدة وهى البحث عن تردد تلك القناة ومشاهدتها.جلس الكابتن الكبير أمام شاشة التلفاز منصتا لما يعلنه ملعق المباراة حول تشكيل المنتخب المصري، لتنطلق بعدها صافرة انطلاق الشوط الأول لتبدأ سيطرة المنتخب المصري بشكل جيد وظهوره بأداء قوي خلال الدقائاق الأولى وسط إشادة كبيرة من "الشربيني" واصفًا البداية بأنها قوية وستشهد المباراة عدة أهداف لكنها ستكون للمنتخب الروسي بسبب قلة الخبرة للهجوم المصري وهو ما تحقق في نهاية المباراة.تشير عقارب الساعة إلى مرور أكثر من 15 دقيقة من زمن المباراة حالة من الندية بين الفريقين أداء قوي وممتع إلا أن الشربيني لما يكن متفائلا بأداءالمنتخب ليؤكد أن سرعة لاعبي روسيا، قد تتسبب فى أخطاء دفاعية قاتلة حتى وصلت الدقيقة 46 من زمن المباراة ويحدث ما توقع "أحمد فتحي يسجل هدفًا خاطئا فى مرمي الشناوي" ليؤكد المعلق الكبير أن المنتخب المصري يلعب بشكل مغاير تمامًا عن مباراة أوروجواي في الشق الدفاعي والأخطاء الدفاعية ستتكرر أمام الهجوم الروسي سواء على الطرفين أو قلب الملعب.لم تمر دقائق معدودة عن إحراز المنتخب الروسي لهدف الأول لتحل الدقيقة 59 من زمن المبارة بهدف اخر للمنتخب الروسي ليزيد من الأمور تعقيدًا ليبدأ بعدها المعلق الرياضي الكبير فى الدخول فى حالة من الغضب والحزن على عدم التمثيل بشكل جيد فى بطولة كأس العالم، لتمر بضع ثوان ليحرزاللاعب "دزوبا" الهدف الثالث لفريقه في مرمى منتخب مصر، في الدقيقة 62 من عمر المباراة.في ظل الأهداف المتتالية للمنتخب الروسي توارت علامات الحزن والغضب على وجه المعلق الكبير لنقرر نحن من حولة الدخول فى حالة صمت وعدم التحدث نهائيا إلى أن تنتهي المباراة حتى نجد رد فعل غير مناسب ليبدأ في النظر إلينا موجها حديثه "أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي وعلي جبر السبب فى إحراز الروس ثلاثة أهداف متتالية وطارق حامد مش جاهز كويس ولياقته البدنية قليلة أوي.ويتابع المعلق الشهير حديثة قائلا:" دفاع المنتخب المصري أخطأ بشكل كبير في التمركز أمام الكرات الطولية التي لعبها المنتخب الروسي في بعض الأوقات إلى جانب سوء الرقابة مع مهاجم بطول دزيوبا".وأضاف الشربيني: "كان واضح أوي طول الشوط الأول تلك الأخطاء ولا أعلم إصرار كوبير على الاستكمال خلال الشوط الثاني دون أي تعديل، ومع استمرار الكابتن ميمي الشربيني فى تحليله لنفاجأ خلال الدقيقة 73 من زمن المباراة صيحات الجماهير تتعالى عبر التلفاز إذا باحتساب الحكم لضربة جزاء بعد أن حكم المباراة لتقنية الفيديو، ليتقدم صلاح نحول مرمى المنتخب الروسي محرزا هدف مصر الأول ليرد "الشربيني قائلا": خلاص كده يا مجدي ياعبدالغني مفيش كلام عن كأس العالم منك تاني".تمر الدقائق وينظر الكابتن ميمي الشربيني إلى المباراة بتركيز شديد، أمل داخلة يوحي بقدرة الهجوم المصري على إحراز هدفين خلال الدقائق المتبقية، إلى أن أطلق حكم المباراة صافرة النهاية لتبدأ تزرف الدموع من أعينه حزنا على الأداء السيئ للمنتخب المصري.ليبدأ المعلق بالاستدارة نحونا والحزن يملأ عينيه وسط ترديده كلمات: "خلاص الحلم انتهي، مفيش أنياب هجومية لأن دي اللي بتكبرك كفريق ولا توجد نواحي هجومية، سواء من لاعبي خط الوسط أو المهاجمين وأسلوب لعب المنتخب الروسي كان واضحًا منذ البداية بتشكيل جبهات ثنائية على الأطراف والكرات العرضية نقطة الضعف الواضحة للمنتخب المصري والتي كادت أن تسفر عن هدف في أكثر من مناسبة".وأضاف الشربيني أن عبد الله السعيد المسئول دائمًا عن إمداد الجناحين بالكرات والمساعدة في تطبيق الهجمات المرتدة لكنه لم يظهر تمامًا طوال المباراة ولم يفلح في تقديم أي إضافة هجومية لكن يوري جازينسكي فرض رقابة صارمة على عبد الله السعيد في كل أنحاء الملعب ولم يفلح في التخلص منها.وأوضح أن عبد الله السعيد ابتعد بشكل كبير عن مستواه للمباراة الثانية على التوالي ما أفقد المنتخب المصري جزءًا كبيرًا من قوته ليضطر الثلاثي محمد صلاح وتريزيجيه ومروان محسن العودة حتى خط المنتصف لاستلام الكرة وبالتالي افتقد المنتخب المصري فرصة المباغتة بالهجمة المرتدة.وأشار إلى أن اللاعب محمد صلاح، عنصر مؤثر في أي مباراة قائلا: "لو كان المنتخب المصري استطاع العودة إلى المباراة سريعًا عقب هدف المنتخب الروسي لتغير الأمر كثيرًا".وتابع المعلق الكبير تصريحاته قائلا: "الفرق الكبري لابد وأن يكون لديها أنياب هجومية وكنا بعيدين كل البعد عن المباراة ولم يكن لاعبي المنتخب على قدر الحدث الرياضي الكبير والمشاركة في بطولة كأس العالم".وأكد الشربيني، أن وجود المنتخب المصري بعد مضي أكثر من 28 عامًا ضمن مباريات كأس العالم كان حلم كبير، طال انتظاره وكنا ننتظر أداء قويا يشرف الكرة المصرية والعربية والإفريقية إلا أن ماحدث دروس استفاد منه لاعبو المنتخب.
مشاركة :