أستمر أمس التصعيد على جبهة الجنوب السوري، لليوم الثاني على التوالي، وأدى قصف متبادل بين قوات النظام وفصائل المعارضة إلى مقتل وجرح 20 مدنياً بينهم أطفال، فيما بدا أن الوضع الميداني مرشح للتفاقم، إذ أعدت منظمات مدنية مخيمات للإيواء في المناطق التي تسيطر عليها. وتمدد أمس قصف النظام الذي بدا أول من أمس بريف درعا وطاول ريف القنيطرة المتاخمة للشريط الحدودي، أيضاً. وقال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام استهدفت بقذائف المدفعية، مناطق في بلدة نبع الصخر في القطاع الأوسط بريف القنيطرة، بالتزامن مع تصاعد القصف في ريف درعا الذي شهد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة على محاور في جبهة صما القريبة من الحدود الإدارية مع السويداء. وأضاف «المرصد» أن قوات النظام واصلت أمس استقدام المزيد من التعزيزات إلى محيط الريف الشمالي الشرقي لدرعا، مشيراً إلى توجه المزيد من التعزيزات العسكرية إلى خطوط التماس بين قوات النظام وحلفائها والفصائل المسلحة في المحافظة استعداداً لبدء عملية عسكرية في حال الفشل النهائي في التوصل إلى اتفاق تسوية لملف الجنوب السوري. وافيد بأن مدنياً قتل وجرح خمسة آخرون بقصف مدفعي لقوات النظام على بلدة كفر شمس شمال غربي درعا، بعدما كان قتل مدنيان وجرح آخرون الثلثاء، بقصف استهدف منطقة اللجاة والريف الشمالي الشرقي لدرعا. في المقابل، استهدفت فصائل من «الجيش السوري الحر» فجر أمس رتلاً عسكرياً لقوات النظام السوري قرب بلدة خربة غزالة شمال شرقي درعا. وقال مدير المكتب الإعلامي لغرفة عمليات «رص الصفوف» براء مفعلاني أن فصيله استهدف رتلاً ضم دبابات ورشاشات ثقيلة بقذائف الهاون والمدفعية، ما أدى إلى احتراق آليات عدة. وأوضح ناشطون أن منطقة اللجاة وبلدة المسيكة تتعرضان لقصف صاروخي ومدفعي مكثف من قوات الأسد، بالتزامن مع مواجهات عسكرية على الأرض. ولم يقتصر القصف على الريف الشرقي لدرعا، بل انسحب إلى الريف الشمالي من جهة مثلث الموت، ما أدى إلى نزوح عائلات من مدينة الحارة وكفر شمس إلى المناطق الأقل قصفاً. من جهة أخرى، أفاد قائد فصيل «أحرار العشائر» راكان الخضير (أبو حاتم) بفشل ثلاث محاولات لقوات الأسد في التقدم على المنطقة على قرية البستان ومن ولبين وحران، إضافة إلى كتيبة الدفاع الجوي. وأوضح أن مواجهات عنيفة درات، الثلثاء واستمرت أمس، في كتيبة الدفاع الجوي، والتي تعتبر خطاً فاصلاً بين الطرفين، لكن إذاعة «شام إف إم» المقربة من النظام قالت أن «قوات الأسد» تقدمت مسافة ستة كيلومترات باتجاه عمق اللجاة من محور حران دويرة وسيطرة على بعض المزارع، كما سيطرت على نقاط جديدة، لتصبح على مشارف قرى المسيكة وبصرى الحرير. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مدنىاً قتل وأصيب 10 آخرون بجروح إثر «اعتداء إرهابي لتنظيم جبهة النصرة بالقذائف على قرية جبا في ريف القنيطرة». وذكر «الدفاع المدني في درعا» أنه استنفر طواقمه في المحافظة بعد التصعيد الكبير الذي شهدته، وأبلغ المدنيين بضرورة تنفيذ تعليماته خلال القصف وكيفية الاحتماء منه. وتستعد المنظمات الإنسانية العاملة في مدينة السويداء لفتح مركز إيواء موقت، استعداداً لاستقبال النازحين في حال بدء عملية عسكرية على محافظة درعا. وعُقد أمس اجتماع ضم المنظمات وقررت فتح مركز إيواء في بلدة القريا بريف السويداء، على أن يتسع لحوالى ألف نازح. وحددت المنظمات معبراً إنسانياً من منطقة عرة باتجاه بلدة القريا، وبدأت بتجهيز كوادرها للاستجابة الطارئة. ... و تل أبيب تتمسك بحرية العمل ضد الوجود الإيراني أكد الجيش الإسرائيلي أمس تمسكه بحرية العمل ضد الوجود الإيراني في سورية، وأقر بتحطم طائرة مسيرة «درون» فوق الأراضي السورية، فيما تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن إسقاطها. وأوضح أن طائرة استطلاع من دون طيار من نوع «سكاي لارك» تحطمت بالقرب من بلدة حضر في محافظة القنيطرة (جنوب سورية). ولم يوضح الجيش الإسرائيلي سبب تحطم الطائرة، لكنّ مصادر في المعارضة السورية وناشطين تحدثوا عن إسقاط الطائرة. إلى ذلك، قال القائد العسكري لمنطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي يوئيل ستريك: إن «إيران تحاول جعل سورية موقعاً تحت سيطرتها المطلقة لمهاجمة إسرائيل، بينما يواصل حزب الله اللبناني خرق قرارات الأمم المتحدة، وإن إسرائيل ستواصل حرية العمل بأقصى حد ممكن، بداعي ضمان أمنها». جاءت تصريحات ستريك بعد يوم واحد من هجوم استهدف ميليشيا «الحشد الشعبي» شرق سورية، والذي أكد مسؤول أميركي، أن إسرائيل هي التي نفذته. وقال ستريك: إن «هذه الفترة معقدة من الناحية الأمنية، إذ تستخدم إيران تمركزها في سورية لمهاجمة إسرائيل وزعزعة الاستقرار الأمني في المنطقة كلها». وزاد: «في لبنان يواصل حزب الله خرق قرارات الأمم المتحدة، ويعزز قوته، وينشط في المنطقة الحدودية، وكأننا لا نعلم بنشاط عناصره»، مضيفاً: «لن نسمح باستهداف إسرائيل، وسنواصل تطبيق أقصى حد من حرية العمل من أجل ضمان ذلك». وادعى القائد العسكري أن «الجيش الإسرائيلي يعمل على إبعاد الحرب القادمة، وفي الوقت نفسه يعمل على تطوير جاهزيته لتلك الحرب في حال اضطر لخوض معركة على جبهة واحدة أو عدة جبهات متوزاية». في موازاة ذلك، دافع النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، عن وجود بلاده في سورية، وأكد خلال لقائه مساء الثلثاء وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل أن إيران كما كانت الى «جانب الحكومة والشعب السوريَين في مكافحة الإرهاب، ستبقى أيضاً الى جانب سورية في مرحلة إعادة البناء». وأكد ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي السورية على وجه السرعة، مشدداً على انه «لا ينبغي لأي بلد أن يوجد داخل الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية».
مشاركة :