وصف تقرير حقوقي الأوضاع في مخيمات النازحين في شمال سورية بـ «الكارثية» ملمحاً إلى أنها باتت «قنابل موقوته». وأوضحت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، في تقرير موجز أصدرته أمس، رصدت فيه حال المهجرين قسراً إلى الشمال السوري من بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم ومخيم اليرموك في جنوب دمشق، والذي بلغ عددهم حوالى 8500. وأضافت: «استقر وفق تقديراتنا حوالى 5 آلاف من هؤلاء المشردين في مخيم دير بلوط بريف حلب الشمالي». وأشارت إلى أنه «وفقاً لعدد كبير من سكان هذه المخيمات تحدثوا عن أوضاع معيشية كارثية حيث تفتقر هذه المخيمات إلى أدنى مقومات الخدمات الأساسية فضلاً عن الشح وعدم الانتظام في المساعدات الغذائية التي تصل إليها وما يزيد الوضع سوءاً أن معظم النازحين من الأطفال والنساء إضافة إلى وجود عدد من الجرحى بقصف النظام على مناطقهم». وزادت: «ونظراً للتدفق الرهيب لموجات النازحين قسرياً من مناطق عدة إلى مخيمات الشمال السوري وعدم وجود مخيمات جديدة أو مناطق بإمكانهم الذهاب إليها يقع القائمون على هذه المخيمات بين نار رفض استقبال مشردين جدد نظراً لأن المخيمات ممتلئة أو ترك المشردين ببيوت في العراء». إلى ذلك، كشف قائد وحدة طبية تابعة لقوات المظلات الروسية، المقدم رومان غراتشوف، في تصريحات إلى الصحافيين أمس أن وحدته عملت في سورية. وتحدث طبيب عسكري روسي عن مهمته، مشيراً إلى «إنقاذ أطباء الوحدة أثناء وجودهم في سورية أكثر من ألفي شخص بينهم أكثر من 200 طفل، وأجروا أكثر من 130 عملية جراحية. وأدوا مهمتهم متحدين ظروفاً قاسية». وأوضح قائد الوحدة التي عادت إلى روسيا من سورية أخيراً: «أنهم قدموا الخدمات العلاجية وأجروا العمليات في ظل الحرارة الشديدة حتى عندما بلغت درجة حرارة الهواء في الظل 45 درجة مئوية. وعملت الوحدة في مختلف مناطق سورية، ولم ترفض تقديم العلاج لأحد». وكان الأطباء العسكريون الروس يسعفون جرحى القصف أيضاً. وقال غراتشوف: إن «السوريين يعلقون آمالاً كبيرة على الأطباء العسكريين الروس وينظرون إليهم على أنهم مُنقذون». من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن روسيا سجلت 8 انتهاكات لنظام وقف النار خلال الـ24 الساعة الماضية، في إطار عمل لجنة الهدنة الروسية- التركية في سورية، في محافظات: حلب، وحماة واللاذقية. بينما لم يرصد الجانب التركي أي انتهاكات. وأشارت إلى أن مركز المصالحة الروسي نفذ عمليتين إنسانيتين في المناطق التالية: حلبية بمحافظة حلب، ومنطقة سقبا في ريف دمشق، وتم توزيع 650 مجموعة من المساعدات الغذائية. كما تلقى 173 شخصاً مساعدات طبية.
مشاركة :