قال الشاعر حبيب الصايغ، رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب: إن القاهرة عاصمة مصر الجميلة التي لا تتخلى عن ممارسة هوايتها المفضلة وهي جمع الإخوة والأصدقاء على الخير في أفق المحبة والمعرفة بمعناها الشامل في أن تتعرف وأن تعرف، مشددًا على أهمية أن نسعى نحو تجديد علاقة ثقافية قديمة بين حضارتين كأنهما التاريخ، لافتًا إلى أننا نحتفل بمرور 100 عام على ميلاد الشيخ زايد.وأضاف الصايغ، في كلمته بافتتاح المنتدى العربي الصيني، "أننا نرغب في مد جسور التواصل الثقافي بين الوطن العربي والصين، وذلك تجسيدًا لأمل عميق لم يغب أبدًا بين الذكرى والإصرار". جاء ذلك خلال كلمته بمنتدي الأدب الصيني العربي في دورته الأولى.وأشار رئيس اتحاد الكتاب العرب إلى أننا هنا، اليوم، لنقول: إن الاتحاد هو همزة الوصل بين جميع الكتاب فى العالم، المنتدى مشتمل على ماضي الوقت ومضارعه، ومشتمل أيضًا بالضرورة على ذاكرة المستقبل، موضحًا أننا نريد أن نطرح النموذج الأمثل لعلاقة ثقافية وأدبية وحضارية تسهم في بناء أوطاننا وتقريب المسافة بين شعوبنا، المسافة التي أوحى ببعدها ما ورد في مأثورنا العربي "اطلبوا العلم ولو في الصين".وأوضح أن الصين هناك في مكانها في التاريخ والجغرافيا، وأن الصين هنا في القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد وأبو ظبي والرباط، وأن علاقتنا الثقافية كما ملأت القلب يجب أن تملأ العقل، ونحن هنا نحو توصيف حالة راهنة ونحو اقتراح وسائل عملية تحقق هذا الفرض النبيل، وأولاها وضع صيغة لاستدامة هذا العمل بما يضمن تأثيره علي الصين، كما سيتم اقتراح توصيات تكون في مجملها ومفصلها بمثابة خارطة طريق وتلاقى مع طريق الحرير كما هو في عقلنا ووجداننا، لافتًا إلى أنه سيحقق مصلحة عامة مشتركة ويتلاقى قبل ذلك مع طريق الحكمة، والحكمة عربية، والحكمة صينية.وأكد الصايغ أن التواصل الثقافي مع الصين يفرز وجودها الاقتصادي ويعوض غيابها السياسي، كما أن ما يجسده لقاؤنا بين الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واتحاد كتاب الصين بكل ما يجسده من رمزية طاغية، عنوان ضروري ومهم، موضحًا أن التأصيل لهذا المسمي يبدأ بالتعليم وبتبادل مبادرات التعليم، وبهذا الصدد فقد قدم على يد دولة الإمارات العربية المتحدة طريقًا يمكن البناء عليه والانطلاق منه، فخلال زيارته التاريخية للصين عام 1990 قدم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان منحة مجزية لجامعة الدراسات الأجنبية لإنشاء مركز زاير بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وتم تشييد المركز بعد ذلك في بكين عام 1994، ليكون صرحًا علميًّا ينشر الثقافة العربية والإسلامية بين أوساط الأصدقاء الصينيين، لافتًا إلى أنه بعد رحيل الشيخ زايد قامت مؤسسات الدولة باستكمال ما بدأ، وفي عام 2014 تم افتتاح مركز الشيخ زايد الثقافي في مدينة ووتشونج بمنطقة هونغ سي بو التابعة لمقاطعة نيفيثيا.وطالب رئيس رابطة إتحاد الكتاب العرب بمزيد من الخطوات العلمية كهذه على الجانبين، بدءا من تأييد تعليم نظامي مدروس للغة العربية والصينية، ويمكن البدء بالتجريب في مدارس مختارة وصولا إلى تشجيع حركة التأليف والترجمة والنشر، مستدلا في كلمته على نتائج ندوة مماثلة عقدت في أبو ظبي قبل عامين وتشرفت برئاسة جانبها العربي، فيما ترأّس الجانب الصيني شانغ تشي، نائب وزير الدولة الصيني للصحافة والنشر والراديو والسينما والتليفزيون، كما أعلن أن هذا موصول بجهد آخر قريب.ودعا الصايغ الحاضرين عن استضافتهم في أبو ظبي، الشهر المقبل، بالتزامن مع زيارة الرئيس الصيني للإمارات.
مشاركة :