تعتبر مدينة كالينينجراد أكثر المدن غرابة في تاريخ كأس العالم وربما روسيا، أولا من حيث موقعها الفريد، فعندما ترغب في الذهاب إليها تحتاج أن تغادر روسيا وتعبر على الأقل من خلال دولتين وربما ثلاث أو أربع دول، للوصول إليها.وبحسب ما ذكره موقع "USA Today" في تقرير له، قال إيفان ساجيفيتش، المشجع الكرواتي بعد مشاهدة فوز بلاده أمام نيجيريا: "إنك تشعر داخل موسكو بأنك في حفلة، بينما تشبه كالينينجراد المكتبة إلى حد بعيد".وأضاف الموقع أنه بالإضافة إلى استضافة كالينينجراد لمباريات كأس العالم، تصدرت المدينة عناوين الصحف في الآونة الأخيرة، بعدما أفاد اتحاد العلماء الأمريكيين بأن روسيا قامت بترميم وتجديد مخبأ ضخم لتخزين الأسلحة النووية في المدينة بإحدى أهم المناطق العسكرية التابعة للجيش الروسي.وأوضح أنه بالنظر إلى قرب كالينينجراد من أوروبا الغربية، حيث تقع بالقرب من بولندا وليتوانيا، وهما عضوان في حلف الناتو، فإن هذا التطور قد أثار الدهشة في جيمع أنحاء العالم.هذه الأخبار لا تعد مفاجأة، فللرئيس الروسي فلاديمير بوتين تاريخ في استخدام الرياضة كعامل للإلهاء، بينما يقوم بأشياء أخرى قد لا تحظى بشعبية كبيرة.في عام 2014، شن الكرملين هجوما ضم به شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، بعد أيام فقط من اختتام دورة ألعاب سوتشي الشتوية.وخلال الأسبوع الاول من انطلاق كأس العالم، رفع بوتين سن التقاعد بالبلاد، كما أمر وسائل الإعلام بعدم التطرق إلى أخبار الجرائم خلال كأس العالم.وقال بريان تايلور، خبير السياسة الروسي في جامعة سيراكيوز ومؤلف كتاب "قانون البوتينية"، إن "فلاديمير بوتين يرى أن كأس العالم فرصة أخرى لتعزيز حملته لاستعادة مكان روسيا الصحيح في العالم".ويعتبر موقع كالينينجراد التي تقع في قلب وسط أوروبا شمال بولندا، نوعا من الخطأ الجغرافي الذي يشبه الاسم المضلل، حيث لا تبذل أي جهد لاستيعاب جيرانها من المدن الروسية نفسها، فكانت مدينة مغلقة تحت الحكم السوفييتي، وكانت في السابق جزءا من ألمانيا، حين كانت تعرف بـ"كونيجسبرج"، حتى تم ضمها إلى روسيا في نهاية الحرب العالمية الثانية.سيجد المشجعون الإنجليز الذين يسافرون إلى كالينينجراد في مباراة فريقهم مع بلجيكا الأسبوع المقبل أنفسهم في منتصف الطريق إلى موسكو بالقرب من بلدهم، ولا توجد طرق عديدة للوصول إلى هناك أيضًا.ووجد تيم ريتش، وهو كاتب رياضي بريطاني في صحيفة "إندبندنت"، أنه يتعين عليه للسفر إلى كالينينجراد من مانشستر، أن يذهب عبر أمستردام وريجا، عاصمة لاتفيا، وعندما تم إلغاء المرحلة الأخيرة من تلك الرحلة، تمت إعادة توجيهه عبر براج ثم موسكو.وقال: "إنها بالتأكيد أغرب مدينة في كأس العالم، هناك بعض أصداء الماضي الجميلة، ومحطة السكك الحديدية الجرمانية القديمة والكاتدرائية في جزيرة جميلة، هناك أجزاء منها تبدو أكثر غرابة من أي مدينة روسية أخرى، لكنها لا تشعر بذلك دائمًا".تعتبر كالينينجراد المدينة رقم 40، فقط من حيث عدد السكان في روسيا، وليس لها تاريخ عظيم في كرة القدم. الفريق المحلي "باليتكا"، خارج دوري الدرجة الأولى الروسي الممتاز، ومع ذلك ، فإن كأس العالم هناك، ولا أحد يعلم ما إذا كان السكان المحليون يشعرون بسعادة غامرة حيال ذلك أم لا ، والأسباب متجذرة في الجغرافيا والسياسة وبوتين.
مشاركة :