كان بيار كوركي الأستاذ القادم من جنوب أفريقيا، يستعد لاستعادة حريته بعد احتجازه رهينة لدى تنظيم القاعدة في اليمن منذ مايو 2013، لكنه قتل السبت، في العملية الفاشلة التي شنها الجيش الأميركي. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، في بيان: إن بيار كوركي ولوك سومرز المصور الصحافي الأميركي الذي خطف قبل أكثر من عام في اليمن "قتلا بأيدي إرهابيي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال هذه العملية". وكان بيار كوركي (57 عاماً) المتحدر من مدينة بلومفونتين في وسط جنوب أفريقيا، يدرس في اليمن منذ أربع سنوات مع زوجته يولاند (44 عاماً) عندما خطف في مدينة تعز من قبل عناصر في القاعدة. وأفرج عن يولاند في العاشر من يناير 2014 وعادت إلى جنوب أفريقيا للبقاء مع ابنيهما، وهما صبي وفتاة في سن المراهقة. وبعد أشهر من المفاوضات بوساطة لقبائل اليمن، كان يفترض أن يتم الإفراج عن بيار كوركي، الأحد، كما قالت المنظمة غير الحكومية الجنوب أفريقية المكلفة المفاوضات. وقالت منظمة "غيفت فور غيفرز" غير الحكومية المسلمة في بيان: "تلقينا بحزن نبأ مقتل بيار في محاولة للقوات الخاصة الأميركية في الساعات الأولى من الصباح لتحرير رهائن في اليمن". صدمة وأكدت المنظمة أن زوجته "يولاند وعائلته أصيبوا بصدمة نفسية وعاطفية لأنهم كانوا يعرفون أن القاعدة ستفرج عن بيار الأحد". وتابعت، أن "قبل ثلاثة أيام قلنا لها (يولاند): إن بيار سيعود إلى منزله في عيد الميلاد". وكان الخاطفون يطالبون بفدية تبلغ ثلاثة ملايين دولار، لكنهم فكروا مؤخراً في خفض هذا الطلب. وكان الرهينة بيار كوركي يعاني من وضع صحي سيئ ويعاني من فتق. وقد توقفت الاتصالات عدة مرات مع الخاطفين الذين هددوا بإعدام رهينتهم. وقالت المنظمة غير الحكومية نفسها: إن "الاستعدادات اللوجستية كانت جاهزة لنقله بالطائرة من اليمن سالماً تحت غطاء دبلوماسي من أجل لقاء أفراد عائلته في بلد (آمن)". معرفة أمريكية من جهته، صرح امتياز سليمان رئيس المنظمة الخيرية المسلمة في جنوب أفريقيا "غيفت ذي غيفرز": إن الأميركيين كانوا يعرفون أن الإفراج عن الرهينة الجنوب إفريقي كان وشيكاً بعد مفاوضات استغرقت أكثر من عام مع الخاطفين. وقال سليمان، في لقاء مع صحافيين في جوهانسبرغ، السبت: "إنني متأكد من أنهم كانوا على علم بذلك (...) لا أستطيع أن أقول لكم: إن الأميركيين كانوا يعرفون مكان وجوده (...) لكن كثيرين كانوا يعرفون أنه سيتم الإفراج عنه". وأضاف: إن الجيش الأميركي تدخل لتجنب قتل الرهينة الأميركي كما كان يهدد تنظيم القاعدة. وتابع سليمان: "إن ممثل المنظمة غير الحكومية في اليمن أمس وجه لي رسالة (الجمعة). سألته (هل لديك المعلومات نفسها التي تفيد ان تنظيم القاعدة يهدد بإعدام الرهينة الأميركي؟). قلت له: إن هذا ما يثير مخاوف كبيرة لدي وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك (...) والخوف الأكبر هو أن تهاجم القوات الأميركية قبل أن يفعلوا ذلك وسيموت بيار بذلك". وتابع: "طلبت منه أن يقول للزعماء القبليين: إنه لا يمكننا أن ننتظر إلى الأحد، ويجب أن يخرج، الأحد"، مشيراً إلى المدرس بيار كوركي (57 عاماً) الذي قتل السبت. وقال سليمان: "لا يمكننا إلقاء اللوم على أحد. إنها عملية احتجاز رهائن وأزمة، وكل يعمل من أجل مصالحه (...) كانوا (الأميركيون) على الأرجح تحت ضغط العائلات التي كانت تطالبهم بإخراج مواطنيهم". وأكد أنه "لا يمكن لوم أحد، وما حدث أمر سيئ". ولم تصدر سلطات جنوب أفريقيا أي رد فعل بعد إعلان مقتل كوركي. وقال سليمان: إن اتصالات جرت مع تنظيم القاعدة مباشرة ثم توقفت المفاوضات قبل أن تتسارع في الأسابيع الأخيرة عبر وسطاء قبليين ومقابل مساعدة تبلغ قيمتها 200 ألف دولار لم تدفع في نهاية المطاف. وأعلنت منظمة غير حكومية أن بيار كوركي وهو مدرس من جنوب أفريقيا محتجز رهينة منذ مايو من السنة الماضية في اليمن، قتل السبت، خلال عملية للجيش الأميركي لتحرير رهائن، وذلك عشية الإفراج عنه بعد مفاوضات طويلة. وقالت منظمة "غيفت اوف ذي غيفرز" غير الحكومية التي كان يعمل فيها كوركي وكانت تحاول التفاوض لإطلاق سراحه في بيان. ولقي المصور الصحافي الأميركي لوك سومرز مصرعه أيضاً خلال العملية الأميركية. وكان كوركي هو معلم لا يتمتع بصحة جيدة، ويتحدر من بلومفونتين (وسط جنوب أفريقيا) وزوجته يولاند يتوليان التدريس منذ أربع سنوات في اليمن عندما خطفا في مدينة تعز (جنوب غرب) على يد أعضاء من تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في 27 مايو 2013. إدانة دولياً، دان الاتحاد الأوروبي مقتل الصحفي الأمريكي والمدرس الجنوب الأفريقي، من قبل عناصر تنظيم القاعدة أثناء عملية إنقاذهما. وجدد الناطق الرسمي باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية مايكل مان، في بيان أصدره الليلة قبل الماضية في بروكسل، التزام الاتحاد الثابت واستمراره في الإسهام إلى جانب جهود المجتمع الدولي للتعامل مع عنف الإرهاب في اليمن، وفي المنطقة على نطاق أوسع، معتبراً ما حدث مثالا آخر مريعا على عنف الإرهاب الذي لا معنى له.
مشاركة :