التحالف بقيادة السعودية يواجه معركة صعبة للسيطرة على ميناء الحديدة

  • 6/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن انتزع السيطرة على مطار مدينة الحديدة اليمنية من الحوثيين المتحالفين مع إيران، يواجه التحالف الذي تقوده السعودية تحديا صعبا للسيطرة على الميناء البحري الرئيسي في البلاد، وهو الجائزة الكبرى في أكبر هجوم تشهده الحرب حتى الآن.وتعهدت السعودية والإمارات اللتان تقودان التحالف بعملية سريعة للسيطرة على الميناءين الجوي والبحري دون دخول وسط المدينة، لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية.ويعتقد تحالف الدول العربية السنية أنه بسيطرته على ميناء الحديدة، وهو الميناء البحري الوحيد في أيدي الحوثيين، سيتمكن من إجبار الحركة التي تسيطر على العاصمة ومعظم المناطق المأهولة في اليمن على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.وتخشى الأمم المتحدة أن يفاقم القتال العنيف أزمة إنسانية هي بالفعل الأسوأ في العالم إذ يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات بينما يُعتقد أن ما يقدر بنحو 8.4 مليون نسمة على شفا المجاعة. وبالنسبة لمعظم اليمنيين فإن ميناء الحديدة هو شريان الحياة الرئيسي.وإذا لم تتحقق انفراجة في مساعي الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سياسي، فسيكون أمام التحالف مساران مباشران إلى الميناء: الأول من المطار عبر أحياء سكنية حيث ستقوض المعارك تفوقه الجوي، والثاني هو إنزال بحري سيجعل قواته عرضة لصواريخ الحوثيين وألغامهم.وقال آدم بارون من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "حتى الآن وبعد تقييم المعركة على المطار، فيبدو أن الحوثيين سيقاتلون حتى الرمق الأخير".وأضاف "من المرجح أن يسعى التحالف لتفادي المناطق الحضرية لأقصى حد ممكن وربما يختار قطع الطرق لمحاصرة مقاتلي الحوثيين ومنعهم من إرسال إمدادات وتعزيزات".وسيطر جنود يمنيون مناهضون للحوثيين وبقيادة قوات إماراتية ودعم من الطائرات الحربية على المطار أمس الأربعاء فيما وصفه مسؤول إماراتي بأنه "ضربة عسكرية ونفسية" للحوثيين. وتعزز هذه القوات سيطرتها الآن بقصف تحصينات الحوثيين القريبة.ويتمتع الحوثيون بمركز محصن جيدا في المدينة المطلة على البحر الأحمر لحماية خط الإمداد الرئيسي إلى قلب الأراضي الشمالية التي يسيطرون عليها وبينها العاصمة صنعاء.وخارج المطار في أحياء فقيرة مثل الربصة وجليل يقبع قناصة الحوثي منتظرين كما تم زرع الألغام. ويحمل معظم الحوثيين بنادق إيه.كيه-47 لكنهم اكتسبوا خبرة جيدة في سلسلة من حروب الشوارع.ويعطيهم هذا ميزة في المعارك إذا امتد القتال إلى المناطق المكتظة بالسكان في الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص.وقال مصدر عسكري يمني مؤيد للتحالف لرويترز "الخطة هي تأمين المطار ثم التقدم على الطريق غير الساحلي من بيت الفقيه للسيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى صنعاء وكذلك طريق حجة".* حرب شوارعلكن قبل الوصول إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى صنعاء سيتعين على قوات التحالف أن تعبر وسط مناطق صناعية وسكنية لمسافة عشرة كيلومترات حيث قد تتعرض لإطلاق نار من داخل المدينة ومن بلدات مجاورة يسيطر عليها الحوثيون.وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية لرويترز بعد السيطرة على المطار إن خطة التحالف هي تضييق الخناق على الحوثيين لكنه رفض مناقشة العمليات العسكرية.وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في الحرب عام 2015 لإعادة الحكومة التي أطاح بها الحوثيون من العاصمة. واستعادت قوات التحالف سريعا مدينة عدن الجنوبية وبلدات أصغر على الساحل لكن منذ ذلك الحين لم يحقق أي طرف تقدما يذكر في الحرب التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين السعودية وإيران.وكانت الخوخة على بعد 90 كيلومترا جنوبي الحديدة واحدة من المكاسب القليلة التي حققها التحالف في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام وهي الآن واحدة من مراكز الإمداد للقوات على الجبهات.وأقامت الإمارات منشآت عسكرية كبيرة في الخوخة وفي المخا المجاورة تحرسها قوات يمنية وسودانية إلى جانب دبابات وبطاريات صواريخ باتريوت أرض جو.وتقود الإمارات الهجوم على الحديدة بقوة قوامها 20 ألف جندي مؤلفة في معظمها من يمنيين جمعتهم من انفصاليين جنوبيين أو مقاتلين من سهول البحر الأحمر أو أنصار ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.وسيطرت هذه القوات على سلسلة من البلدات الساحلية الغربية لتشكل شريطا ضيقا من القواعد إلى الميناء. لكن الطريق كثيرا ما ينقطع بسبب هجمات الحوثيين.وقال مصدر عسكري "الحوثيون يقطعون الطريق إلى الحديدة لعزل قوات (التحالف) حول المطار. ثم تتدخل طائرات الهليكوبتر الأباتشي الإماراتية لفتح الطريق. لكن بمجرد رحيلها يعود الحوثيون. إنها لعبة القط والفأر التي لا تنتهي".

مشاركة :