منى الحمودي (أبوظبي) نجح الفريق الطبي في مستشفى المفرق في المحافظة على حياة طفلة ولدت بالأسبوع 23 من الحمل، بوزن 400 جرام، والذي يعتبر أقل وزن تم تسجيله على مستوى إمارة أبوظبي. وأكدت الدكتور فاطمة هاشم إبراهيم استشاري طب المواليد والخدج استعداد مستشفى المفرق التابع لشركة «صحة» لاستقبال الأطفال حديثي الولادة (الخدج)، وتقديم الرعاية الطبية الشاملة بالسرعة المطلوبة، مما يجنب الأطفال الخدج الإعاقات الدماغية والجسدية التي تبقى آثارها مدى الحياة. وأوضحت أن الطفلة احتاجت لعناية مكثفة لمدة طويلة كونها ولدت بوزن أقل من ربع الوزن الطبيعي لحديثي الولادة، والذي يقلل فرص بقاء المواليد على قيد الحياة، حيث إن الطفل بهذا العمر يعاني ضعف المناعة وصعوبة بالتنفس بسبب عدم اكتمال نمو الرئة، لافتةً إلى أن المولودة اعتمدت على التنفس الصناعي والأدوية التي تساهم في تحسين عمل الرئة والحفاظ عليها، وتحسين التنفس وخصوصاً أن الحويصلات الهوائية في طور النمو. وقالت: إن وحدة العناية الفائقة لحديثي الولادة في مستشفى المفرق لديها التأهيل الطبي الشامل للمواليد الخدج من ناحية العلاج الطبيعي لمنع حدوث ضمور في العضلات، كون الطفلة نائمة طوال الوقت، كما تم التعامل مع مشكلة البلع لديها، بسبب اعتمادها على جهاز تنفس صناعي والذي يتطلب وجود أنبوب التنفس طوال الوقت. وأضافت الدكتورة فاطمة إبراهيم: واجه الفريق الطبي عدة تحديات في علاج المولودة، منها احتمالية حدوث نزف في المخ بسبب الضعف الشديد للأوعية الدموية في هذا العمر والوزن، ومع المتابعة والمراقبة المركزة استطاعت المولودة اجتياز هذه المرحلة. وكانت هنالك خطورة حول الإصابة بالالتهابات بسبب ضعف المناعة، حيث تعرضت المولودة لالتهاب شديد في الدم، وتم علاجها بالمضادات الحيوية المناسبة حتى شفيت منه تماماً، كما تعرضت الطفلة لمشكلة في العينين، وساهم التدخل السريع من قبل الفريق الطبي في أن يحول دون حدوث مشكلة في الشبكية. وذكرت الدكتورة فاطمة أن مستشفى المفرق باعتباره صديقاً للأمومة والطفولة، اعتمد على تغذية الطفلة من حليب الأم الطبيعي، وكان لتعاون الأم الدور الكبير في ذلك، والتي كانت تقطع مسافة من منطقة الرويس لمستشفى المفرق لتوفر الحليب الطبيعي لطفلتها، ما ساعد على نموها بشكل سليم حتى وصلت لوزن 2.315 كيلو جرام، ومنع حدوث الالتهابات في الأمعاء. ولفتت إلى أن الطفلة، ولله الحمد، لم تحتج لأي تدخل جراحي، وتمت رعايتها على مدار الساعة من قبل فريق طبي متخصص وكوادر تمريضية من ذوي المهارات العالية خلال إقامتها التي امتدت لخمسة أشهر في المستشفى حتى غادرت الأسبوع الماضي وهي بحالة صحية جيدة. وأشارت إلى أنه ستتم متابعة حالة الطفلة صحياً في العيادات لمراقبة النمو العقلي والجسدي لها بشكل مستمر، وذلك بوجود الخبرات الطبية لمختلف الأقسام.
مشاركة :