ينتقل صراع بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس والألماني سيباستيان فيتل سائق فيراري إلى أرض مجهولة حين تستقبل حلبة بول ريكار دو كاستيليه، جائزة فرنسا الكبرى، المرحلة الثامنة من بطولة العالم للفورمولا واحد، خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي. وتدخل بطولة العالم برنامجاً مضغوطاً مع تنظيم ثلاثة سباقات متتالية في الأسابيع الثلاثة المقبلة، وخمسة في غضون ستة أسابيع بدءاً من موعد السباق الفرنسي العائد إلى الروزنامة بعد غياب استمر عقداً من الزمن. وبقيت حلبة بول ريكار ضمن رونامة بطولة سيارات للمقعد الأحادي حتى عام 1990 حين أحرز بطل العالم أربع مرات الفرنسي آلن بروست سائق فيراري حينها آخر نسخة من السباق. وبعد مضي 7 مراحل من أصل 21 لهذا الموسم، أي الثلث، يبدو واضحاً أن الصراع على اللقب سينحصر بين البريطاني والألماني إذ يتصدر الأخير بنقطة واحدة فقط، علماً أن الفنلندي فالتيري بوتاس زميل هاميلتون يبتعد عن الأخير بـ 34 نقطة. ولا شك أن التحدي المزدوج ،الذي ستواجهه الفرق، بداية مع التسابق على حلبة أعيد تصميمها كلياً، والتي كانت تستخدم فقط للتجارب، ثم السفر لخوض سباقي النمسا وبريطانيا دون فترة من الراحة، سيكون أبرز اختبار، مع العلم أن الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) اعتمد برمجة المواعيد الثلاثة في ثلاثة أسابيع متتالية تلافياً لحدوث صدام مع المباراة النهائية لمونديال روسيا التي ستقام في 15 يوليو المقبل. وقال النمسوي توتو وولف مدير فريق مرسيدس متحدثاً عن الحلبة الفرنسية، "من المتوقع أن تكون جائزة كبرى مثيرة للاهتمام". وتابع "لا نتسابق هنا كثيراً، لذا لدينا معلومات وبيانات تاريخية قليلة أو معدومة. هذا ما يجعل تحضيراتنا أكثر تعقيداً من العادة، لكن عامل عدم المعرفة يضيف المزيد إلى التحدي". وأكد وولف في الوقت ذاته، أن "التحدي الثلاثي سيختبر فرق الفورمولا واحد حتى قدراتها القصوى، لكنه سيمنح أيضاً فرصة لحصد الكثير من النقاط خلال الأسابيع الثلاثة، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه". في المقابل، يسعى هاميلتون للحصول على دفعة قوية وإلى أن تكون سيارته مرسيدس على قدر كبير من الموثوقية من أجل مواجهة فيتل وسيارته الحمراء. وكان البريطاني مع زميله بوتاس خارج دائرة الفوز في جائزة كندا الكبرى، المرحلة السابعة من المنافسات، حيث نجح بطل العالم أربع مرات فيتل، منافس هاميلتون المباشر على اللقب، في احتلال المركز الأول على حلبة جيل فيلنوف محققاً انتصاره الخمسين في مسيرته والثالث له هذا العام بعد سباقي أستراليا والبحرين، كما انتزع مجدداً صدارة الترتيب العام الموقت للسائقين من سائق مرسيدس بفارق نقطة يتيمة (121 مقابل 120). وحصلت فيراري وريد بل في مونتريال على محركات أدخلت عليها تعديلات، في حين تابعت مرسيدس استخدام المجموعة الدافعة ذاتها التي بدأت فيها الموسم. ورجح المحرك الجديد كفة فيتل، الذي سيطر على السباق الكندي أمام وصيفه بوتاس، في وقت صارع هاميلتون، الفائز بسباقي أذربيجان وإسبانيا هذا العام، للوصول في المركز الخامس، ورغم ذلك حافظ على سلسلته القياسية في الدخول ضمن ترتيب النقاط للمرة الـ 32 توالياً. وقال هاميلتون، الذي عانى جراء خسارته لقوة محركه في كندا "بعد ذلك، أنا سعيد لحصد النقاط التي يمكن أن تكون مفيدة لاحقاً، ولكن أريد حقاً العودة بقوة في فرنسا". وتابع "تشاهدني الناس أقوم بالعديد من الأمور، وأنا أعرف ذلك، لكني بحق متحفز. في صميمي، التسابق هو فوق كل شيء"، معتبراً أن "الكثير من التفاني والتضحيات أوصلاني الى ما أنا عليه الآن. أحب ما أقوم به، وأحب المنافسة والتحدي". وفي سن الـ 33 عاماً، وجد هاميلتون قدراً أكبر من الهدوء ساعده للوصول إلى المزيد من الأرقام القياسية. وفي حال أحرز سائق فريق "الأسهم الفضية" فوزه الـ 65 في فرنسا، فسيحقق رقما قياسياً جديداً من ناحية عدد الانتصارات في سباقات مختلفة، ليرفع رصيده إلى 23 سباقاً ويتقدم بفارق انتصار واحد عن صاحب الرقم القياسي الأسطورة "البارون الأحمر" مايكل شوماخر (22).
مشاركة :