بنغازي (وكالات) أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أمس، السيطرة الكاملة على ميناءي السدرة ورأس لانوف في هجوم خاطف وحاسم على المجموعات المسلحة التي كانت تهدد المنشأتين في منطقة الهلال النفطي شمال شرق ليبيا. وقال المتحدث باسم الجيش الوطن العميد أحمد المسماري «قواتنا تسيطر على منطقة رأس لانوف بالكامل وأيضاً على ميناء السدرة وتطارد العدو باتجاه الغرب وتكبده خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتغنم آليات وأسلحة وذخائر بكميات كبيرة». وقال المسماري، لـ«سكاي نيوز عربية» «إن قوات الجيش تمكنت من طرد الميليشيات المسلحة في الميناءين، في غضون 40 دقيقة». وأكد إحكام السيطرة على المنطقتين الصناعية والسكنية في رأس لانوف، بإسناد من الطائرات العسكرية التي رافقت القوات البرية. وأضاف إن القوات الليبية لم تواجه أي مقاومة من قبل الميليشيات. وأشار إلى أن الفرق الهندسية تقوم حالياً بتمشيط المواقع». وتابع قائلاً «المعركة الرئيسية انتهت، وكل ما تبقى هو عمليات مطاردة لفلول الميليشيات وتفتيش داخل المنشآت النفطية والمناطق السكنية المجاورة لها». مؤكداً أن الجيش سيسلم الميناءين إلى المؤسسة الوطنية للنفط في غضون يوم أو يومين، ومرجحاً أن يستأنف العمل فيهما خلال الأيام القليلة المقبلة. وأوضح مصدر عسكري آخر أن قوات حفتر تمشط المنطقة، وأن المعارك لا تزال جارية، خصوصاً في حي راس لانوف السكني الذي يضم أيضاً مطاراً ومحطة لتكرير النفط ومنشأة للبتروكيميائيات. وقال مسؤولون عسكريون، إن المسلحين فروا باتجاه الغرب والجنوب إلى الصحراء، وتكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. بينما نسبت «رويترز» إلى مصادر طبية وعسكرية تأكيدها مقتل سبعة من قوات الجيش الذي تمكن من جانبه من تحرير ثلاثة كانوا محتجزين. وقال حفتر في تسجيل صوتي في وقت سابق «حانت ساعة الصفر، لحظة الانقضاض الخاطف لسحق العدو»، مضيفا «الآن تدق الساعة معلنة انطلاق الاجتياح المقدس لتطهير الأرض واسترداد الحق». واتهم حفتر دون أن يسميه إبراهيم الجضران الذي يقود الجماعات المسلحة بـ»التحالف مع الشيطان» وبانه «جنى على نفسه وألقى بها إلى الهلاك حين بدأ بالغدر والعدوان». وكانت مجموعات مسلحة بقيادة الجضران هاجمت في 14 يونيو موقعين نفطيين في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات حفتر، ودارت منذ ذلك الحين معارك متقطعة بين المعسكرين حول راس لانوف والسدرة. وتحدثت مصادر مقربة من الجيش الوطني بن قيام تحالف بين الجضران و»سرايا الدفاع عن بنغازي» التي شكلها مقاتلون طردتهم قوات حفتر من بنغازي بهدف تخفيف الضغط عن الإرهابيين في درنة. وجرى إجلاء العاملين في الميناءين الرئيسيين وتوقف التصدير منذ أسبوع. وتعرض صهريجان لتخزين النفط للتدمير أو لأضرار بالغة بسبب الحرائق أثناء الاشتباكات. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، إن المعارك حول منشأتي رأس لانوف والسدرة أدت إلى خسائر كارثية. وندد رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله بـ»خسائر بمليارات الدولارات بسبب أعمال العنف في الهلال النفطي»، مؤكداً أن الإنتاج تراجع من أكثر من مليون برميل إلى 450 ألفاً في اليوم منذ هجوم الخميس الماضي. لكنه قال إنه يتوقع استئناف الإنتاج سريعاً. وقال مسؤول في قطاع النفط، إن إنتاج شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو)، التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط ويقع مقرها في الشرق، تراجع من حوالي 250 ألف برميل يومياً إلى 180 ألف برميل جراء مشكلة في الطاقة الكهربائية وتوقف الإنتاج في رأس لانوف. وقال صنع الله للصحفيين في فيينا «الإنتاج الليبي منخفض للغاية لكننا سنعاود العمل قريبا جدا»، وأضاف «بعد نحو يومين سوف نعاود العمل، من المأمول أن نبدأ عملياتنا». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مقتضب أن الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات الهجمات الأخيرة على ميناءي رأس لانوف والسدرة وتدعو إلى وضع حد فوري للعنف الذي يضر بالبنية التحتية الوطنية الحيوية في البلاد». وأضافت «نطلب من كل الجهات المسلحة وقف الأعمال العدائية والانسحاب فوراً من منشآت نفطية لتفادي المزيد من الأضرار». وتابعت «المنشآت النفطية والإنتاج والعائدات تخص الشعب الليبي. وتعتقد الولايات المتحدة أن هذه الموارد الليبية الحيوية يجب أن تبقى تحت السيطرة الحصرية للمؤسسة الوطنية للنفط والرقابة الوحيدة لحكومة الوفاق الوطني، على النحو المبين في قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2259، 2278، و2362».
مشاركة :