اضطرت إسبانيا لعدم اتباع خطتها المعتادة للتغلب على الدفاع الإيراني المحكم في مباراتهما ضمن المجموعة الثانية بكأس العالم، لكنها شعرت بالقوة عقب فوز بشق الأنفس 1 - صفر. وأكد فيرناندو هييرو، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، أن من يرغب في أن يكون بطلا، فسيكون عليه أن يتكبد المشقة. وقال هييرو عقب المباراة: «الفوز كان لاكتساب ثقة وإيمان أكبر. أشعر بأننا كنا أكثر سعادة يوم مباراة البرتغال، ولكن أمام البرتغال حصدنا نقطة واحدة، واليوم أصبح لدينا 4 نقاط. نحن نطالب أنفسنا بفعل المزيد قبل أي شخص آخر. من يود أن يكون بطلا، فسيكون عليه أن يتكبد المشقة».وعانت إسبانيا كثيرا أمام المنتخب الإيراني الذي لجأ إلى التكتل الدفاعي في الشوط الأول، ولكنه شكل خطورة كبيرة في الشوط الثاني. وأضاف المدرب الإسباني قائلا: «كنت أحذر من الصعوبات التي ستواجهنا، بدأنا بشكل جيد، وبعد ذلك حدثت بعض المعوقات، وكان من الصعب الحفاظ على الإيقاع. إيران تستقبل عددا قليلا من الأهداف، وتعتمد على الهجمات المرتدة والكرات الثابتة، كنا نعرف أننا سنتكبد عناء كبيرا». وأشاد هييرو بأداء فريقه، واستطرد قائلا: «يجب أن نثمن مجهود اللاعبين الـ23، نحن فريق واحد وسنظل هكذا حتى النهاية، هذا المونديال تتقارب فيه المستويات، ولن يكون سهلا على الإطلاق».وقال المدافع داني كاربخال بعد متابعة زميله دييغو كوستا تسديدة ارتطمت في قدمه وسكنت الشباك لتتصدر إسبانيا المجموعة متساوية مع البرتغال: «من الصعب مواجهة فريق هدفه الوحيد الدفاع، لكن هذه نوعية من المباريات تجعلك تفوز بكأس العالم. تجاوزنا أكثر من عقبة، وقاتلنا من أجل اقتناص النقاط الثلاث». ووصفت صحيفة «موندو ديبورتيفو» المباراة بأنها «مباراة الأزمة القلبية»، بينما قالت صحيفة «ماركا» اليومية: «عانينا... لكن الجدار انهار». ووصفت صحيفة «آس» الفريق بأنه «ملك متابعة التسديدات» بينما أرجعت صحيفة «سبورت» الفوز إلى وجود تقنية حكم الفيديو المساعد التي ألغت هدف التعادل لإيران بسبب التسلل، قائلة على غلافها: «يحيا حكم الفيديو المساعد».ومع تقاسم إسبانيا والبرتغال الصدارة ولدى كل منهما 4 نقاط، واحتلال إيران المركز الثالث بثلاث نقاط، والمغرب المركز الأخير دون رصيد، أشار هييرو إلى أن ذلك أثبت صعوبة المجموعة. وتلعب إسبانيا ضد المغرب في المباراة الأخيرة بالمجموعة. وقال: «نعلم أن مجموعات أخرى قد تكون أسهل... مجموعتنا صعبة للغاية. هناك 32 منتخبا رائعا في البطولة. هذه أفضل المنتخبات في العالم. الكل يعتقد أن الأمور ستكون سهلة وأن الانتصارات ستكون بمثابة نزهة، لكن هذا خطأ. هذه هي روعة كأس العالم».وأشاد هييرو بنظيره كارلوس كيروش، مدرب إيران، لقيادة الفريق إلى هذا التماسك مما دفعه للاقتراب من التعادل. لكن كاربخال كان أقل مجاملة من مدربه، وقال: «كل فريق يمكنه الأداء بالطريقة التي يريدها على المستوى الخططي. الدفاع المحكم في الخلف جزء من اللعبة، لكن إضاعة الوقت عبر ادعاء الإصابة بالنسبة لي ليس كرة قدم. هذا خيانة للعبة». وعقب التعادل 3 - 3 مع البرتغال بفضل ثلاثية كريستيانو رونالدو، اعتقد الفريق الإسباني أن المباراة الأصعب قد انتهت، لكن إيران فرضت عليه تحديا مختلفا تماما.وبينما حافظت إيران على حلمها ببلوغ أدوار خروج المغلوب في كأس العالم رغم الهزيمة أمام إسبانيا، تعهد المدرب كيروش بأن الفريق سيقدم كل ما لديه في الفرصة التالية أمام بلاده البرتغال في المباراة الأخيرة. وأشار كيروش إلى أن لاعبيه يستحقون الإشادة بعد الأداء القوي في الهزيمة بهدف غريب من دييغو كوستا وإلغاء حكم الفيديو المساعد الهدف الذي أحرزته إيران. وقال كيروش: «كنا على استعداد للمعاناة والمنافسة ومحاولة الفوز بالمباراة. كرة القدم ليست كذلك، لكن من العدل أن نقول إننا كنا نستحق نتيجة أفضل من هذه. لكنها كانت فرصتنا الأولى لو قارنا الأمر بالتنس. فرصتنا الثانية ستكون ضد البرتغال. ما زلنا أحياء ونحلم».ويجب على إيران الفوز على البرتغال لضمان التأهل لدور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخها. واعتمدت إيران على دفاعها الحديدي للبقاء في المباراة في أول 54 دقيقة، واهتزت شباكها فقط بعدما اصطدمت الكرة بركبة كوستا. وفضل كيروش عدم الشكوى من قرار حكم الفيديو المساعد بإلغاء هدف إيران بداعي التسلل ضد سعيد عزت اللهي، مفضلا التحسر على عدم وجود هذه التنقية في 2010 عندما خسر مع البرتغال ضد إسبانيا بهدف مشكوك في صحته.وانتصار إيران في المباراة الأولى على المغرب يعني أنها تتأخر الآن بفارق نقطة واحدة عن إسبانيا والبرتغال في المجموعة الثانية قبل أن تلعب ضد بطلة أوروبا في سارانسك يوم الاثنين. وقال كيروش: «لسنا خائفين، وسنحاول الفوز، ولدينا العزيمة. نعلم أن الأمر سيكون صعبا، لكننا جئنا إلى هنا ونحن نعلم أن الأمور لن تكون سهلة. نفكر في شيء واحد».وخسرت إيران بصعوبة أمام الأرجنتين قبل 4 سنوات في البرازيل بعد أداء قوي مثل الذي قدمته أمام المنتخب الإسباني، لكنها كانت مرهقة في المباراة الأخيرة ضد البوسنة لتخسر 3 - 1. وسيكون نجاح إيران في تحقيق الحلم ضد البرتغال بمثابة إنجاز، خصوصا مع اعتقاد كيروش أن الفارق بين المنتخبات الأوروبية وبقية العالم ازداد. وقال: «أعتقد أنه منذ عامين انطلقت كرة القدم في أوروبا وابتعدت بفارق كبير عن المنتخبات الأخرى. القارات الأخرى تعاني والفارق يزداد».
مشاركة :