تحوّلت أحلام أرتيم دزيوبا إلى حقيقة

  • 6/22/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عقب انتهاء مباراة روسيا ومصر، كان الطلب على تصريحات المهاجم أرتيم دزيوبا كبيراً، ولذلك أجرى مقابلات سريعة وأجاب على أسئلة تلفزيون FIFA، ثم أمضى بعض الوقت في المنطقة المختلطة متحدثاً لوسائل الإعلام أكثر من أي لاعب آخر. وقال مبتسماً: “أشعر بالتعب، ولكنه إنهاك جميل.” ليس مُفاجئاً أن يشعر بالتعب، فهو المهاجم الروسي الذي نجح بهزّ الشباك في كل مباريات منتخبه في كأس العالم FIFA الذي تستضيفه بلاده. وقد سبق لهذا المهاجم التألق أن تحوّل إلى بطل المنتخب خلال تصفيات كأس الأمم الأوروبية، حيث قدّم مساعدة كبيرة لفريق بلاده الأول مسجلاً 8 أهداف، بما فيها أحد أهم أهداف المنتخب وذلك في شباك المنتخب السويدي. وفي تلك المرحلة، كان أداؤه يُجاري بجودته أداء زلاتان إبراهيموفيتش، ولكن الأمور تغيّرت لاحقاً. فقد أتت المشارَكة في البطولة النهائية في فرنسا مخيبة للمنتخب الروسي، وكانت تبعات ذلك عدم استدعائه لصفوف المنتخب طيلة سنتين باستثناء لقاء وديّ مع كوستاريكا سجّل فيه هدفين وانتهى بهزيمة الروس بنتيجة 3-4. أما بالنسبة إلى كأس القارات روسيا 2017 FIFA، فقد غاب دزيوبا عن المنافسات بداعي الإصابة. وفي وقت لاحق، واجه دزيوبا بعض المشاكل مع مدرب زينيت سان بطرسبيرج الذي لم يمنحه أي دقائق لعب تقريباً. أصبحت منافسات كأس العالم FIFA على الأبواب، وكان اللاعب ابن التاسعة والعشرين عاماً بحاجة للقيام بشيء ما لكي يضمن مركزاً في تشكيلة المنتخب. اتخذ أرتيم قراراً جريئاً بالإنتقال إلى نادي آرسنال تولا. كانت تلك خطوة ممتازة بالنظر إلى أنه خاض 10 مباريات مع الروس وسجّل 6 أهداف. وقد أشاد مدرب المنتخب الروسي ستانيسلاف تشيرتشيسوف بهذا الإنجاز حيث كان المدرب يُواجه في تلك المرحلة فترة عصيبة، بعدما كان المنتخب يخسر لاعباً تلو آخر. فقد تعرّض أفضل هداف في الدوري الروسي، أليكساندر كوكورين للإصابة، ولذلك تم استدعاء دزيوبا في اللحظة الأخيرة قبل انطلاق روسيا 2018 لمساندة فيدور سمولوف الذي كان المهاجم الروسي الوحيد الذي يتمتّع بكامل لياقته ويهزّ الشباك بشكل منتظم. وسرعان ما تلقّى دزيوبا توبيخاً من المدرب بعد أن أخبر وسائل الإعلام بأنه لاعب احتياط وأن ذلك يسعده بالمقدار الكافي، فكان الدرس الذي تلقاه آنذاك أن المدرب هو الشخص الوحيد الذي يقرّر هوية من يدخل المستطيل الأخضر. وقد كان المدرب على حقّ في ذلك، فقد استهلّ هذا اللاعب المخضرم مشوار البطولة من دكّة البدلاء، ولكنه دخل في الشوط الثاني من المباراة الإفتتاحية أمام السعودية، وهزّ الشباك بعد ذلك بدقيقتين، مثبتاً علوّ كعبه على المسرح الكروي الأهم في العالم. وعقب تسجيله هدفه الأول في كأس العالم FIFA، قال دزيوبا: “أشعر أني في النعيم. أنطوى الطريق على تحديات. أودّ القول أن ذلك لم يحصل سدى. أشعر بذلك حقاً. أردتُ تحقيق هذا بكلّ جوارحي. كان عليّ أن أتجاوز الكثير من العقبات.” بدأ حملته المشرفة منذ ذلك التاريخ، ففي اللقاء أمام مصر، اكتسح الميدان وشارك في الفرص التهديفية الثلاث واقتنص لنفسه هدفاً رائعاً ألهب حماسة الجماهير الروسية. هزّ دزيوبا الشباك في سان بطرسبيرج مع المنتخب الروسي هذه المرة ليُكمل مشواراً أدخله في كتب التاريخ الكروي من بابه الواسع. وتحوّل بسرعة إلى بطل قومي في قصة كروية خيالية لا يرد لها أن تنتهي. وقال دزيوبا “حققنا أقلّ ما يمكن، ولا يزال هناك الكثير في رحلة كأس العالم. قد يبدو وكأن الأمر ينطوي على ادعاء مفرط، ولكننا نريد أن نحتلّ المركز الأول في المجموعة. كنا محظوظين، ولكننا حصدنا ذلك بجهودنا وأسلوبنا.” وأضاف “كنا نُقاتل من أجل بعضنا البعض، وكانت البلاد برمّتها تساندنا. نستحق هذا الإنتصار لأننا رفضنا أن نفرّط بإنش واحد للمصريين. سنعبر الجسر عندما نصل إليه وأنا سعيدٌ جداً بالتواجد هنا واللعب وتسجيل الأهداف، كان ذلك حلم حياتي.”

مشاركة :