الشيخة موزا: الأطفال غير المتعلمين بسبب الحرب قنبلة موقوتة

  • 6/22/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - وكالات: أكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة «التعليم فوق الجميع» أن الأطفال غير المتعلمين بسبب الحرب قنبلة موقوتة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا مطالبة بتحرك دولي لتوفير التعليم للاجئين والأطفال النازحين ممن تركوا مدارسهم. وقالت سموها في مقال لها نشره موقع Trust التابع لمؤسسة Thomson Reuters الخيرية البريطانية أن الصراعات حول العالم تخلق رقما قياسيا من اللاجئين والنازحين حيث تحدث المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن وجود 65.5 مليون نازح في أرجاء العالم وهو رقم قياسي حتى الآن. وأضافت في المقال الذي حمل عنوان «اللاجئون والتعليم.. القنبلة الموقوتة»: معظم هؤلاء اللاجئين والنازحين هم من الأطفال حيث تشير تقديرات منظمة اليونسكو (منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) إلى أن الأطفال اللاجئين يشكلون نسبة كبيرة من ضمن 63 مليون طفل حول العالم ممن هم خارج أسوار المدرسة. وأكدت سموها أن معظم هؤلاء الأولاد والبنات كانوا مسجلين في مدارس ملائمة ولهم مدرسون وسبورات وكتب دراسية إلى أن جاءت الصراعات فأعاقت تعليمهم وحياتهم معتبرة أن الفئة الأصغر سنا منهم تأثرت حياتهم بالحرب حتى قبل وصولهم إلى سن المدرسة فهم لم يروا أبدا كيف يبدو الصف الدراسي. ولفتت سموها النظر إلى أن المنظمات الدولية جاءت لتقدم يد المعونة لهؤلاء الأطفال وعوائلهم وأمدت من يحاول البقاء في أماكن الحروب ومخيمات اللاجئين بالغذاء والماء والمأوى حين يكون ذلك ممكنا وأحيانا انطوى ذلك على مخاطرة كبيرة. واستدركت سموها: لكن الماء والغذاء والمأوى توفر الإغاثة على المدى القصير فقط وليس الحاجة الأساسية الوحيدة فبالنسبة للشبان الذي يأملون في أن يصبحوا أصحاء ومنتجين وبالغين مستقلين فإن التعليم مهم بشكل لا يقل أهمية. وقالت: إن البحث يخبرنا أن قسما كبيرا من الأطفال المهمشين الخارجين عن أسوار المدرسة لن يكونوا قادرين لدى بلوغهم على إيجاد وظائف أو تكوين عائلة فالعديد منهم إن لم ينالوا نصيبهم من التعليم فسيصبحون عبئا اجتماعيا واقتصاديا على مجتمعاتهم أو على الدول التي تستضيفهم ومن المرجح أن بعضهم بسبب الإحباط والأسى سيتحولون الى التطرف العنيف. وأضافت سموها: بهذه الطريقة نجد أن الأطفال غير المتعلمين بسبب الحرب هم بمثابة قنبلة موقوتة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وهنا بمقدورنا تفادي كارثة مستقبلية فقط لو تحركنا الآن لتوفير تعليم أولئك اللاجئين والأطفال النازحين ممن تركوا مدارسهم. وقالت صاحبة السمو: نعلم أنه من الصعب دعم التعليم لهؤلاء الأولاد والبنات فبعد عقود من الحرب فإن مشاعر العالم استنفدت من شدة إرهاق المشاعر وانخفضت معها حماسة تقديم مبادرات لتخفيف معاناة لجوئهم لكن الوقت الآن ليس للاستسلام وللتخلي عن الأمل فخبرتنا السابقة ضمن مبدأ (التعليم فوق الجميع) تفيد أن المطلوب هو أن وضع التعليم كأولوية واعتباره أكبر حاجة إنسانية أساسية مثل الطعام والماء والمأوى. وأضافت سموها: تعلمنا أن علينا إزالة الحواجز التي تقف في طريق التعليم في مناطق الصراعات ومخيمات اللجوء بما فيها الحواجز الفعلية مثل غياب شهادات الميلاد وشهادات المدارس وأوراق الجنسية وكذلك الحواجز النفسية مثل الخوف من العودة من مدرسة سبق أن تعرضت للقصف. وقالت صاحبة السمو: نعلم أنه من المهم للغاية حماية المدارس والمعلمين والطلبة في مناطق الحرب ومحاسبة مهاجميهم وشخصيا رأيت كيف تبنى مدارس بنيناها بعد أن دمرتها الحرب. واعتبرت أن المجتمع الدولي تقع على كاهله مسؤولية أخلاقية تتمثل في توفير التعليم للعدد المتزايد من الأطفال اللاجئين والنازحين ممن فقدوا الفرصة للذهاب إلى المدرسة، بسبب الظروف الخارجة عن إرادتهم، والدول المستضيفة يجب أن تمنح الأولوية في التعليم للأطفال اللاجئين وإلا فإنها ستخلق مشاكل مستقبلية ستنال من التحديات التي يواجهونها. وأكدت سموها أن أطباء ومهندسين وقادة الأعمال وشعراء الغد سيأتون من الصفوف المدرسية التي نبنيها وسنقطف ثمار حمايتهم اليوم وتعليم هؤلاء الأطفال يجب أن تكون أول أولوياتنا، ومن أجل مصلحتهم ومصلحتنا لا يجب أن نسمح لهم بأن يصبحوا قنبلة موقوتة، يجب أن نتحرك الآن لحماية حقوقهم في التعليم الجيد من أجل تأمين مستقبل أكثر أمنا وازدهارا لنا جميعاً.

مشاركة :