تنطلق فعاليات الدورة الثامنة من فعاليات سوق عكاظ يوم 23 من شهر صفر الجاري، ويستمر حتى السابع من شهر ربيع الأول، بمشاركة مجموعة كبيرة من المثقفين والأدباء العرب. وحظي سوق عكاظ باهتمام قادة هذا البلد المعطاء ، وما ذلك إلا امتداد لحرص ولاة الأمر - أيدهم الله - على كل ما يدفع بمسيرة الثقافة والوعي والأدب في المملكة العربية السعودية، إيماناً منهم بالقيمة الثقافية الريادية لسوق عكاظ وما يمكن أن يمثله السوق للحركة الثقافية والأدبية في هذا الوطن . وتأتي أهمية سوق عكاظ اليوم كونه ملتقى شعرياً وفنياً وتاريخياً فريداً من نوعه، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة ، وكان الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - أول من اهتم بتعيين وتحديد مكان سوق عكاظ عندما كلف الدكتور عبدالوهاب عزام - رحمه الله - بزيارة المنطقة والتحقق من موقع السوق وآثاره الباقية ، فقام بالمهمة وألف كتابه المعروف بعنوان :" عكاظ " ، وكان لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - جهوداً في الدعوة إلى إحياء سوق عكاظ، وفي ذلك يقول الشاعر محمد حسن عواد : وقال الشعر لــ " ابن الفهد " : يا " ابن الفهد " مفخرة .. لقد أحييت مأثرة تدوم هنا منشرة ... على الدنيا .. وقد أبدعت ما أبدعت بعد إثارة الأحياء في الرؤيا ... فمعذرة عن الإيجاز .. والإسهاب طوع يدي فمهما يدفع الإطناب والأقوال صادقة .. ومهما يعلن الأفعال من كفيك ناطقة ومهما يهتف الراوون : هذا الشبل من ذيالك الأسد ... وأنك حاشد العلياء في " العلياء والسند "وموجد أمة في " دار مية " ضخمة العدد .. تذكرنا بغابرة طواها " سالف الأمد ". واستمرت الدعوة إلى إحياء سوق عكاظ والمطالبة إلى إعادة مجده وسابق عهده ، حتى كان ذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - عام 1428 هـ بعد غياب استمر حوالي " 1300" سنة ، و افتتحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، واستمر هذا المشروع في كل عام يظهر تطوراً جديد في فعالياته وينتظر اكتمال عناصر المدينة الثقافية السياحية لسوق عكاظ .
مشاركة :