قادة شرق أفريقيا يجددون مساعي السلام في جنوب السودان

  • 6/22/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اجتمع قادة شرق أفريقيا في إثيوبيا، أمس، على أمل إنعاش المحادثات المتوقفة للسلام في جنوب السودان، عقب اجتماعٍ وجهاً لوجه بين الرئيس سلفا كير وخصمه زعيم التمرد نائبه السابق رياك مشار. وعقد كير ومشار أول محادثات مباشرة منذ نحو العامين، الأربعاء، بوساطة رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد. لكن مشار فاجأ الصحافيين قبيل الاجتماع بتأكيده أن هناك حاجة لمزيد من الوقت لتحقيق سلام دائم في البلاد، وأنه سيكون من الضروري التطرق إلى جذور الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب الأهلية. وقال في بيان «لا توجد طريق مختصرة إلى السلام». كما وجه انتقادات لنهج الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد) التي تقوم بالوساطة لحل الأزمة في بلاده، مشدداً على أن فرض اتفاق السلام بالقوة لن ينجح، في وقت أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور آبيي أحمد عن تفاؤله بتحقيق السلام والاستقرار عبر المحادثات المباشرة بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار. وعقد زعيما جنوب السودان المتخاصمان، الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، سلسلة اجتماعات مباشرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمناقشة القضايا العالقة في تنفيذ الفصل الخاص بتوزيع السلطة في اتفاق السلام الموقع في أغسطس (آب) 2015، وذكرت مصادر قريبة من المحادثات أنه من المبكر الحديث عن تحقيق تقدم حول القضايا المطروحة. وقال رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في المعارضة المسلحة مبيور قرنق، في بيان، أمس، اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، إن الاجتماع الذي ضم رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت وزعيم المعارضة رياك مشار كان ودياً، مشيراً إلى أنهما ناقشا آفاق تحقيق السلام بشكل عام، وقال إن «مشار وجه انتقادات لنهج المفاوضات والنموذج الذي قدمته هيئة (الإيقاد) بعقد ورش عمل لأطراف النزاع، وهو على الرغم من نجاحه لكنه غير واقعي، لأنه يقدم مقترحات تطلب الموافقة عليها فرضاً لأن الحرب ليست قائمة بسبب عدم وجود خبراء فنيين، وورش العمل لن توقف الحرب»، وأضاف: «فرض الاتفاق على الأطراف لن ينجح، ولقد سبق أن رفضت جماعات المعارضة المختلفة وثيقة هيئة (الإيقاد)، التي سمتها بسد الفجوة، لأنه لا يعكس أياً من مواقفنا ورؤى الحركة... وهو منهج قائم على فرض الاتفاق». وقال مبيور إن زعيم التمرد دعا إلى وضع نهج شامل لتحقيق السلام في جنوب السودان، وأضاف في بيانه أن فرض اتفاق على الأطراف لن ينجح، وتابع: «أي حوار جاد يجب أن يتم في سياق تسوية سياسية شاملة عندها سيتوقف دوي الرصاص وتصبح الأجواء مواتية لإجراء حوار»، وأضاف أن مشار قدم مقترحاً لإعادة النظر في المنهج، وأن الهيئة يمكنها استخدام نموذج المحادثات التي جرت بين الحكومة السودانية و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» في اتفاق «نيفاشا» الكينية، الذي أدى إلى توقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005. وتابع: «نموذج اتفاق نيفاشا الشامل أتاح للأطراف المتحاربة أن تناقش فيما بينها المشاكل واتخاذ القرارات الممكنة مع قيام هيئة (الإيقاد) بتسجيل الموضوعات التي يتم الاتفاق عليها بين الأطراف»، وقال: «لا توجد طريق مختصرة إلى السلام». وقالت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» من أديس أبابا، إن نقاط خلافات عديدة ظهرت في اجتماع كير ومشار في القضايا العالقة، وأضافت أن الرئيس سلفا كير أكد على تمسكه بإمكانية تعيين نائب أول له من حركة التمرد، لكن لن يكون مشار. من جهة أخرى عقد مجلس وزراء هيئة «الإيقاد» اجتماعاً طارئاً أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لبحث مقترح «الإيقاد» حول عملية إحياء تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، وتزامن اجتماع الوزراء مع اللقاء الذي جمع الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، الذي بدأ منذ أول من أمس. وقال وزير الخارجية الإثيوبي ورقينه جيبو للصحافيين، إن اجتماع وزراء خارجية «الإيقاد» بحث القرار النهائي حول المقترح الذي قدمته الهيئة للأطراف المتحاربة في جنوب السودان، مشيراً إلى أن المنظمة الإقليمية بذلت جهوداً كبيرة لإحياء اتفاق السلام، وقال: «لقد سعينا في الفترة الماضية إلى تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع»، مؤكداً أن جلسات المشاورات التي عقدتها وساطة «الإيقاد» بين المتخاصمين في جنوب السودان، الأسبوع الماضي، تكللت بتجسير الهوة حول مقترح السلام الذي قدمته الوساطة.

مشاركة :