الالتهاب الرئوي هو السبب الأول لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، خصوصاً في البلدان النامية. ولا يلقى هذا الالتهاب الأهمية الضرورية التي يستحقها من قبل المنظمات الصحية الدولية، على رغم أنه يحصد أرواحاً أكبر من تلك التي تسجلها أمراض الآيدز والملاريا والحصبة مجتمعة. وقد يترك المرض مشاكل عدة في حال إهمال علاجه. هناك ثلاثة أنواع من التهاب الرئة، وفق العامل المسبب، هي: التهاب الرئة الفيروسي، والتهاب الرئة الجرثومي، والتهاب الرئة الفطري. ويتظاهر الالتهاب الرئوي بعوارض أشهرها ارتفاع الحرارة، والإعياء العام، والسعال، وآلام في الصدر، وضيق التنفس، وخرخرة في الصدر خلال عملية الشهيق والزفير، وسرعة التنفس وهذا الأخير يعد من أكثر العوارض التي يجب أن تدفع إلى الشك بوجود التهاب الرئة. ويمكن تجنب نحو 20 في المئة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة في أنحاء العالم إذا ما اتُّبعت المبادئ التوجيهية المتعلقة بالتغذية. كما أن التصدي لعوامل الخطر الرئيسية، مثل سوء التغذية، وتلوّث الهواء داخل المباني، يساهم في شكل كبير في الوقاية من الالتهاب الرئوي، ويجب عدم إغفال التلقيح والرضاعة الطبيعية، إضافة إلى التدبير العلاجي الناجع لتأمين الشفاء العاجل من التهاب الرئة. كما لا يجوز نسيان أهمية إبعاد الطفل عن مصادر العدوي بالميكروبات، مثل الأماكن المزدحمة، والأشخاص المصابين بنزلات البرد والسعال. ولا بد من الإشارة إلى أن نزلة البرد العادية عند الأطفال الصغار يمكن أن تقود بسهولة إلى الإصابة بالتهاب الرئة القاتل، ولا يجوز للأهل إعطاء الطفل المصاب بالنزلة قطرات الأنف أو الأدوية المذيبة للمفرزات المخاطية من دون الرجوع إلى رأي الطبيب، لأن بعض الإصابات قد يحتاج إلى تحرير أدوية نوعية أو بكل بساطة إلى العلاج في المستشفى تحت إشراف طبي.
مشاركة :