مع عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الرئيس سعد الحريري، إلى بيروت عادت الحركة بقوة نحو مسار التأليف، فتحركت الاتصالات والاجتماعات لتضخ الحياة في عروق المفاوضات الحكومية، وعقد الرئيس المكلف سلسلة لقاءات، مع العديد من الأفرقاء السياسيين لتسريع الحلول، تمهيداً لوضع الحكومة على نار حامية. وأكد الحريري أن «الجميع متعاونون وقد أطلع رئيس الجمهورية ميشال عون على التشكيلة غداً (اليوم)». وشدد على أن «ليست هناك عقد خارجية وإنما داخلية، لكنها قابلة للحل، لا شيء لا يمكن حله». وكان الحريري لبى بعد ظهر أمس دعوة المنسق العام لـ «مؤتمر إنماء بيروت» النائب السابق محمد قباني إلى مأدبة غداء أقامها على شرفه في «الزيتونة باي»، حضرها الوزير نهاد المشنوق والنواب: فؤاد مخزومي، فيصل الصايغ، نديم الجميل، عدنان طرابلسي، رلى الطبش جارودي، طوني بانو، نقولا صحناوي، محمد الخواجة، جان طالوزيان، بولا يعقوبيان والنائب السابق سليم دياب وعضو المؤتمر رشيد الجلخ، ونوقشت خلالها خطط إنمائية تتعلق بالعاصمة. وسئل الحريري: هل أنت قادر على أن تجمع كل الأطياف في حكومة وحدة وطنية؟ والرئيس نبيه بري يسأل: لماذا أنت «مطنش» أو تسير ببطء؟، أجاب: «لا أنا «مش مطنش»، ولكن يحق لي أن أحظى بإجازة، وقد ذهبت لرؤية عائلتي، والآن «فاتحين التوربو» لكي نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن. وبالتأكيد سنجمع كل الناس، ومن واجبي أن أقوم بذلك، وأنا متفائل، ونستطيع خلال أيام أن ننجز كل هذه الأمور». قيل له إن بري يلفت إلى أن التأليف لا سقف زمنياً له، وهذه ثغرة في الدستور، فهل أنت حددت لنفسك مهلة أم تتمهل؟، أجاب: «كلا أنا لا أتمهل، ولكن لا أعرف لماذا نريد أن نستعجل الأمور. أولاً تم تكليفي قبل نحو ثلاثة أسابيع، وثانياً كان هناك شهر رمضان المبارك ثم العيد، ونحن نتشاور مع كل الأفرقاء السياسيين، هذا لا يعني أن لا اتصالات وتشاور مع كل الأفرقاء، بل هذا الأمر يحصل. هناك بعض العقد، لكننا نحلها من خلال الحوار والوقت. كنت أتمنى لو كان البلد في مرحلة غيابي أو في فترة العيد أكثر هدوءاً إعلامياً لكي نتمكن من تشكيل الحكومة». وأكد أن «لا عقدة في عملية التشكيل، لا مع القوات ولا مع غيرها، وهذه الأمور تحصل في أي حكومة ستتشكل، هذا أمر طبيعي، لكني متفائل، وإن شاء الله ننتهي من المسألة خلال أيام. علينا ألا نضخم الأمور لأنها بالفعل ليست ضخمة». وعن لقائه مع الوزير جبران باسيل، أجاب: «هو قال أنه كان لقاء إيجابياً، وأنا أقول كذلك». وعما إذا سيقبل بتوزير السنة من خارج تيار المستقبل، أجاب: «نتحاور مع الجميع، وحين أكون جاهزاً بالتشكيلة سأذهب إلى رئيس الجمهورية، وقد يكون ذلك غداً (اليوم)». وفي شأن مطالبة «التيار الوطني الحر» بسبعة مقاعد، مقابل خمسة لرئيس الجمهورية، أجاب: «هذه مفاوضات نقوم بها، والكل سيكون راضياً بإذن الله. الكل يعرف أننا سنشكل حكومة من ثلاثين وزيراً، يجب أن يمثلوا أكبر عدد من الكتل السياسية الأساسية. كما تعلمون، في أي مفاوضات، الكل يبدأ بسقف عال، ثم تجري المفاوضات، أنا لست خائفاً». وعن القول أن السعودية لا مصلحة لها بحكومة في الوقت الحاضر، أجاب: «من يقول ذلك تحديداً؟ أنا أسمع دائماً هذا الكلام ثم أسمع كلاماً آخر، وأنا ذهبت إلى السعودية، وهم حريصون على إنجاز الحكومة الأمس قبل اليوم، لذلك هذا الموضوع غير صحيح، والكلام ليس له أي أساس. لم يتحدث معي أحد بهذا الأمر. أنا أعمل في أسرع وقت ممكن إن شاء الله، لتشكيل الحكومة». وعندما قيل له هل يمكن أن تؤدي محاصرة القوات إلى اعتذارك عن عدم تشكيل الحكومة؟ أجاب: «لا أحد يحاصر أحداً، ولا أحد يضع فيتو على أحد. كما أقول لكم: كل من يذهب إلى مفاوضات يضع سقفاً عالياً». سئل: حتى أنه لا فيتو على حقيبة سيادية للقوات؟ أجاب: «لا فيتو لدي، وكذلك يقول التيار الوطني الحر. لذلك ما أقوله هو أن علينا أن نأخذ الأمور بإيجابية، وأتمنى على الإعلام أيضاً أن يكون إيجابياً، لأن البلد لا يتحمل خضات. أنا على ثقة بأن الجميع متعاون». من ناحية أخرى، التقى الحريري عصر أمس في «بيت الوسط» القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد بخاري الذي أوضح أنه قدم للحريري التهاني بعيد الفطر المبارك، وعرض معه الأوضاع العامة. ثم التقى الحريري الوزير علي حسن خليل، في حضور الوزير غطاس الخوري وعرض معه آخر المستجدات في ما يخص الشأن الحكومي. ومن زوار الحريري أيضاً رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس في حضور الخوري، ثم الوزير ملحم رياشي وتناول البحث موضوع تشكيل الحكومة. وكان المشنوق التقى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى لبنان حمد سعيد الشامسي، واتفقا، وفق المكتب الإعلامي للمشنوق على «أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، خصوصاً في ظلّ التصعيد الإقليمي الحاصل».
مشاركة :