أبدى عدد من الكتَّاب المصريين الداعمين للنظام تململهم من أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي في إدارة شؤون البلاد، واستعجلوه في تنفيذ ما وعد به من إصلاحات، واستعانة بالأكفاء، والقضاء على الفساد، منتقدين بطئه في اتخاذ القرارات وإبقاءه على الفاشلين في مناصبهم. وقال الكاتب محمود الكردوسي، المعروف بولائه الشديد للسيسي، في مقاله بصحيفة الوطن الأحد، تحت عنوان: سيادة الرئيس: جاوبني.. بص لي.. قرب، لقد تعبنا فيك ومنك يا سيادة الرئيس. فاسمع صوت العقل قبل أن تسقط مصر في تقاطع نيران لا يبقى ولا يذر، متسائلًا: أين دولة 30 يونيو يا سيادة الرئيس؟ أين رجالها الحقيقيون؟ صوت العقل يقول: إننا أمام هجين دولة.. الفساد ما زال في عنفوانه، وصوت العقل يقول: إن الحرب على الفساد والترهل أصبحت في أهمية حربك على الإرهاب، إن لم تكن أهم. وأضاف الكردوسي أن صوت العقل يقول أيضًا: إنك تبني دولتك من الطابق الأخير، وقليلًا ما تلتفت إلى الأساس، تطلق مشروعات عملاقة، وتكافح لاستعادة هيبة مصر في الخارج.. حسنًا، لكن المواطن الغلبان يخوض معارك حياة أو موت: تعليمًا وتموينًا وتأمينًا ونقلًا وصحة، المواطن الغلبان ينام آخر اليوم، وهو يسأل نفسه: ماذا أخذت من السيسي، وأنا الذي فوضه، وأعطاه صوته، وأجلسه على مقعد الحكم؟.. فاحذر يا سيادة الرئيس: غضب هذا المواطن من غضب الله. وتابع الكردوسي: حكومتك يا سيادة الرئيس: لن أسألك من الذي اختار وزراءها وبأي معيار، إنما أسألك: لماذا لا تطهرها من الفاشلين والمرتعشين، والذين يعملون ضدك.. وهم كثر؟ حتى داخليتك أصبحت كالغراب: لا هي في مستوى تهمة متوارثة من داخلية العادلي، ولا هي في مستوى تعاطفنا معها، وهي تخوض حربك ضد الإرهاب. صوت العقل يقول: إن الأنظمة المسلحة تسبق الداخلية بخطوات بعيدة، ومن ثم تحتاج إلى تحديث يجنبنا كل هذه الجنازات اليومية. ومضى الكاتب قائلًا: مصر مليئة بالكفاءات: ليس معقولًا ولا مقبولًا أن نقول لك: هذا لا يصلح، فتقول لنا: مش لاقي!. صوت العقل يقول: إن مصر جرفت وكفاءاتها طمرت، لكن كفاءاتها أقرب إليك من كل الذين يحيطون بك ويرشحون لك، فابحث عنها بنفسك، ابذل جهدًا، ولا تنخدع في أسماء. أحط نفسك بـحكومة موازية إذا صح التعبير، واتركها تبدع وتفكر بعيدًا عن الروتين، وصخب الإعلام، واترك حكومة محلب تلهث من كوبري إلى مصنع إلى مستشفى، المخلصون في هذا البلد كثر، فالحق بهم قبل أن يُدفنوا تحت تراب اليأس والإحباط. واختتم الكردوسي مقاله قائلًا: أخشى عليك من شعب إذا جاع سيأكلك لحمًا، ويرميك عظمًا. المسافة بينك وبين شعبك تتسع يا سيادة الرئيس. وتحت عنوان: سيادة الرئيس.. وماذا بعد؟، قالت نشوى الحوفي في جريدة الوطن الأحد: سيدي الرئيس دعني أخاطبك بشكل مباشر.. جميل أن نفتتح مشروعات الطرق ومستشفى عسكريًّا، وأن نرى التغيير في بلادنا رغم انحصاره -حتى تلك اللحظة- في المؤسسة العسكرية عبر إشرافها على أعمال الشركات الخاصة في مجال المشروعات الكبرى، ولكن هل يُعقل أن ينحصر الإنجاز في أداء مؤسسة الجيش بينما تسجل الحكومة غيابها يومًا تلو الآخر؟. وأضافت: دعني آخذك لمشاهد سجلت الغياب أكثر من مرة وبشكل يطرح التساؤل: أين الحكومة وما دورها؟ الرئيس يفتتح عددًا من الكباري والطرق، الرئيس يفتتح تطوير مستشفى الجلاء العسكري، الرئيس يعد بإقامة أربع مدن لذوي الإعاقات الخاصة في افتتاح الأولمبياد الخاص بهم، الرئيس يجتمع بوزير البيئة لمناقشة كيفية استخدام المخلفات وآثار استخدام الفحم، الرئيس يوجه بإعداد تصور متكامل للمحاور المرورية في مطار القاهرة، الرئيس يأمر بتفعيل اتفاقيات التعاون مع جنوب السودان!. لا أريد أن أطيل عليك بمشاهد قمت بها، ولكن جميعها يفرض عليك إجابة الشعب عن سؤال: أين رئيس الحكومة ومعاونوه؟ هل يستشعرون غيابهم عن مجالات عملهم وبقوة؟ هل يدركون أن ما يحدث من أسلوب إدارة لا يتناسب وحجم ما ينبغي علينا مواجهته من تحديات تفوق تطهير وسط القاهرة من الباعة الجائلين وإقامة وحدات سكنية للمواطنين؟. ومضت الحوفي في تساؤلاتها: إذا كانوا لا يستشعرون تلك الأحاسيس، ولا يرون في أدائهم تقصيرًا، فهل تكفي كلماتك المعلنة لهم بضرورة انسحاب كل مقصر ومرتعش اليدين من المشهد؟ بالطبع لا يا سيدي، فلماذا تترك الناس في معاناتهم وقد ساندوك وأيدوك -لا لمنحك شرف الرئاسة، ولكن لحماية بلادهم- فكلهم ثقة فيك؟. وتابعت: تعلم سيدي أنه ليس بالمشاريع القومية الكبرى فقط تحيا الشعوب، ندرك قيمة قناة السويس الجديدة، وأهمية الطرق والكباري، واستصلاح الأراضي الزراعية. ولكن أين المصانع المغلقة منذ سنوات؟ أين خطة تشغيلها لإعادة الدولة للإنتاج؟ أين خطة الثقافة في تنمية الوعي؟ أين رؤية التعليم في تطوير بلادنا وربطه باحتياجات السوق؟. وتابعت: أين قوانين ضبط المواطن وربطه بواقع المجتمع بتحديد ساعات بدء العمل في الصباح بحسم للجميع، وساعات الانتهاء بها ليلًا بحيث لا تتجاوز التاسعة مساء؟ أين المسؤول القدوة الذي يصر على إنجاز المطلوب منه بالمتاح من إمكانات وفي أسرع وقت وبأعلى جودة؟. وأضافت: دع صدرك يتسع لي بمزيد من الصبر لأسألك: أين خطة تشغيل الشباب القابع على مقاهي القاهرة والمحافظات في انتظار سيستم الدولة ليدور بين تروس عجلة نظامها؟ أين إعلام الدولة القادر على جذب المواطن، واحترام عقله وفكره، وتقديم الحقيقة له بدلًا من تركه نهبًا لأصوات ناعقة؟. ومضت الكاتبة قائلة: لا تظن سيدي الرئيس أنني أحمّلك فوق طاقتك، ولكنني فقط أحمّلك مسؤولية اختيار مساعديك القادرين على تنفيذ رؤية الوطن الجادة نحو غد أفضل، فمسؤوليتك تحتم عليك اختيار أفضل الكفاءات لا أهل ثقة، عانينا وما زلنا من نظام مبارك حين كان لدينا أشباه كل شيء بينما مسارات الفساد أعلى منها قامة، وزارة تعليم غائبة، ومافيا دروس خصوصية قاتلة، مستشفيات غير آدمية، وعلاج خاص فقد الإنسانية، مؤسسة دينية رسمية باهتة، وإرهاب يرتع في القلوب والطرقات، حتى وصلنا ليومنا.. تدهور في الأخلاق والفكر والتعليم والعمل والصحة بعون الفساد والفشل. واختتمت مقالها بالقول: سيدي لن يفيدك عرض الرجل الواحد إن أردت صونًا لهذا الوطن، نعم تمتلك الرؤية وتفتقد العون، نستمع لكلماتك مطالبًا كل فاشل بالرحيل، ونتعجب منها؛ لأن لا أحد سيعترف بفشله، ولا أحد سيرحل ليثبت فشله. إنه قرارك ومسؤوليتك، ولا تكفي نيتك المخلصة للعبور بنا لبر الأمان.. في مصر الجديدة التي وعدتنا بها، لا مكان لوجوه أسهمت فيما آل إليه حالنا. ركز يا ريس لو سمحت. ومن جهته، قال: جمال الجمل في مقاله: احسمها يا سيسي.. مصر تعاني، في جريدة المصري اليوم الأحد: البحث عن بوابة الخروج من الأزمة المصرية يبدأ من مدى وضوح الرؤية لدى الرئيس السيسي، ومدى رغبته في بناء فريق وطني، وتوفير المناخ لتكاتف جماهيري مؤزر، وانحياز واضح للمستقبل عن طريق نبذ الأساليب القديمة المستهلكة، واعتماد معايير العلم الحديثة في انتقاء اللاعبين حسب قدرتهم على العطاء والالتزام، دون التفات إلى شلل النفوذ والمحسوبية. وأضاف الجمل: يا سيادة الرئيس، مصر تعاني من القديم المتهالك، وتنتظر منك إفساح المجال لخلق روح مصرية جديدة، لا تخضع لوحوش الفساد الذين يصارعون من أجل فرض هيمنتهم على مستقبلنا، بعد أن أفسدوا ماضينا، ودمروا حاضرنا. وتابع: بالله عليك يا ريس احسمها، واتخذ المزيد من الإجراءات العملية لتحقيق شعارك الفاصل: لا عودة إلى الوراء.
مشاركة :