البعيجان في خطبة الجمعة: إن العالم الإسلامي يتطلع إلى تحقيق السلام بين إخوتنا الأفغانيين

  • 6/22/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان في خطبة الجمعة اليوم على ضرورة تقوى الله تعالى وبادروا أعماركم بأعمالكم وقال فضيلته :عباد الله قد ودعتم شهر رمضان ,موسم الفضل والطاعة والغفران, فليت شعري من المقبول فنهنيه, ومن المردود فنعزيه, تقبل الله طاعتكم, وغفر ذنوبكم, وضاعف لكم الأجر. وأوصى فضيلته: فحافظوا على الفرائض, ولا تهجروا القرآن, واحرصوا على قيام الليل, وصيام الهواجر, فعن سفيان بن عبدالله الثقفي, قال: قلت: يا رسول الله, قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك قال: “قل: آمنت بالله ثم استقم”, ألا وإن من هدي نبيكم صيام ستة من شوال, فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه, أنه حدثه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال , كان كصيام الدهر ) ومعنى ذلك: أن الحسنة لما كانت بعشر أمثالها, كان صيام شهر رمضان بعشرة أشهر, وصيام ستة بشهرين ,فذلك صيام سنة. وذكر فضيلته: معاشر المسلمين.. الزمن كالمال كلاهما يجب الحرص عليه والاقتصاد في إنفاقه وتدبير أمره, وإذا كان المال يمكن جمعه وادخاره بل وتنميته فإن الزمن عكس ذلك, فكل دقيقة ولحظة ذهبت لن تعود إليك أبدا, ولو أنفقت ما في الأرض جميعاً, ألا وإن أعظم المصارف وأجلها طاعة الله عز وجل, فكل زمن أنفقته في تلك الطاعة لن تندم عليه أبداً. وقال فضيلته: إن الإجازة الصيفية التي تعيشونها فرصة للراحة ولقضاء الحقوق والفوائت, والتزود للمستقبل العاجل والآجل, وليست إجازة لتعطيل الواجبات وإضاعة الحقوق والاستغراق في الشهوات فاتقوا الله في أهليكم وأولادكم ربوهم على الحرص على الوقت وبذله في ما ينفع من علم أو عمل. وأكد فضيلته: إن الله سيسألكم عن أوقات العمر فيم أفنيتموها, فلن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه, وعن عمره فيما أفناه, وعن ماله من أين اكتسبه, وفيما أنفقه, وعن علمه ماذا عمل فيه, فيجب أن يتساءل كل واحد منا إذا وجه له هذا السؤال ما ذا سيخطر بباله؟, ما هو العمل الذي قد هيأه طيلة شبابه ومدى عمره وادخره لهذا الجواب؟, فأعدوا عباد الله للسؤال جوابا, وللجواب صوابا. وبين فضيلته: إن العاقل لا يرضى أن يضيع لحظات أنفاسه وهي تنقص من عمره تضيع سبهللا, لا في أمر الدنيا ولا في أمر الأخرة, وإن الفراغ نعمة إذا حسن استغلاله, ونقمة إذا ضاع استعماله, فتبذير الأوقات غبن ونقص في الدين, وضعف وسخافة في الرأي, قد ابتلي فيه كثير من الناس, فاتقوا الله في أنفسكم ورعيتكم, واغتنموا الفرص واحرصوا عليها, عن ابن عباس, رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك ,وغناءك قبل فقرك ,وفراغك قبل شغلك ,وحياتك قبل موتك”. وذكر فضيلته : إن ما يجري بين المسلمين من الشقاق والتنافر ,والصراع والتناحر, من أعظم المواجع ,وأفظع المصائب والفواجع ,وأشد الخطوب ,وأثقل الكروب على القلوب .وإن حقن دماء المسلمين وصيانة أعراضهم وأموالهم من مقاصد الشرع , ومسلمات الدين القويم ,ومقتضيات المنطق السليم . وأشار فضيلته إن العالم الإسلامي يتطلع إلى تحقيق السلام بين إخوتنا الأفغانيين ويرحب بالهدنة بينهم . واختتم فضيلته :أيها الإخوة الأفغان الصلح خير ,فاتقوا الله وأصلحوا, واعفوا واصفحوا, (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم), (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور), فالتنازل عن المصالح من أجل حقن دماء المسلمين فضل عظيم, ومصلحة كبيرة, وشجاعة وبطولة فائقة, فاحقنوا دماء شعبكم وأمتكم, وأصلحوا ذات بينكم, وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.

مشاركة :