أكد متحدثان باسم الجيش الوطني الليبي، أمس، أن قواته فرضت سيطرتها بالكامل على منطقة الهلال النفطي بعد هجوم مكثف استغرق 40 دقيقة فقط ضد ميليشيات إبراهيم الجضران، الآمر السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية.وفيما بدا أنه بمثابة مؤشر على اعتزام الجيش تسليم المنطقة بعد تحريرها، أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش، أنه بناء على تعليمات القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، فقد اجتمع آمر غرفة عمليات الهلال النفطي العميد أحمد سالم، مع آمر حرس المنشآت النفطية اللواء ناجى المغربي لغرض إعادة تشغيل المواقع الإنتاجية، وتأمين عودة العاملين إلى مساكنهم وعملهم.وظهر حفتر وهو يجتمع مع العميد سالم، وعدد من قادة الجيش، بعد أن أعطى الأوامر لانطلاق عملية «الاجتياح المقدَّس» لتطهير منطقة الهلال النفطي.وقال مكتب حفتر إنه وضع خلال الاجتماع الذي جرى مساء أول من أمس اللمسات الأخيرة لخطة النصر، مشيراً إلى أن ما وصفه بـ«عمليات تمشيط واسعة» تجري الآن للهلال النفطي الذي عاد لأحضان الوطن.ولفت العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الوطني، إلى أن «عملية تحرير الهلال النفطي تمت خلال 40 دقيقة فقط». وقال في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، من مدينة بنغازي إن «عدد ضحايا الجيش خلال العملية أقل من 10 أشخاص»، مشيراً إلى أن هذه هي المرة السادسة على التوالي التي تحاول فيها ميليشيات مسلحة السيطرة على المنطقة.وتعهد المسماري بأن تواصل قوات الجيش تحركها باتجاه الأماكن والنقاط التي انطلق منها الإرهابيون لمهاجمة الهلال النفطي الأسبوع الماضي. وقال إن قوات الجيش «ستلاحق الإرهابيين الذين فرّوا من الهلال النفطي ولن تتوقف عن ملاحقتهم»، معتبراً أن منطقة الهلال النفطي هي مِلك كل الليبيين وتمثل مصدر قوتهم جميعاً، وأن قوات الجيش لن تسمح القوات لأي قوة دخيلة بالمساس بها.بدوره، أعلن مسؤول الإعلام في مكتب حفتر خليفة العبيدي، استعادة الجيش للسيطرة على كامل الهلال النفطي، ومختلف الحقول والموانئ النفطية والمناطق السكنية، التي يضمها، وأوضح أن «عملية عسكرية بدأت لمطاردة طاردت فلول الجماعات المارقة والإرهابية على تخوم سرت».وقال بهذا الخصوص: «قواتنا المسلحة كبَّدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وغنمت العديد من الآليات والأسلحة والذخائر بكميات كبيرة، وهو ما يبين الدعم الدولي منقطع النظير من قبل قطر وتركيا لهذه الجماعات الإرهابية».بدوره، أكد مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أن قوات الجيش الوطني استعادت السيطرة على ميناءي النفط الرئيسيين راس لانوف والسدرة، معرباً عن أمله في أن تستأنف العملية خلال «اليومين المقبلين». وأبلغ الصحافيين قبيل اجتماع «أوبك» في فيينا أن ليبيا فقدت 450 ألف برميل يومياً من الإنتاج، إثر إغلاق الميناءين بسبب اشتباكات بين الجيش الوطني وفصائل مناوئة.إلى ذلك، قال مصدر طبي إن حصيلة خسائر قوات الجيش الليبي في معركة استعادة الهلال النفطي بلغت 16 قتيلاً وأكثر من 20 جريحا. ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن مصدر بمستشفى المقريف بمدينة إجدابيا أن عدد الإرهابيين تجاوز الخمسين.من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة، وفقاً لوكالة «رويترز»، أمس، إن ناجين أفادوا بغرق نحو 220 شخصاً قبالة سواحل ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية وهم يحاولون عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا، ليبلغ بذلك عدد الوفيات على هذا المسار خلال العام الحالي أكثر من 1000.وقال متحدث باسم خفر السواحل الليبي إن القوات أنقذت 762 مهاجراً خلال اليومين الماضيين فحسب، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا في قوارب مطاطية. فيما ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن خمسة فقط نجوا من قارب غارق كان يقلّ 100 شخص يوم الثلاثاء. كما غرق في اليوم نفسه قارب مطاطي يحمل 130 شخصاً، ما أدى إلى غرق 70 شخصاً.
مشاركة :