أعلن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر السيطرة على ميناءين نفطيين إثر شنه هجوماً لاستعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي رئة الاقتصاد الليبي في شمال شرقي البلاد، التي شهدت أعمال عنف جديدة. وصرح الناطق باسم «الجيش الوطني» العميد أحمد المسماري أن «قواتنا تسيطر على منطقة راس لانوف بالكامل وعلى ميناء السدرة وتطارد العدو باتجاه الغرب». وأوضح مصدر عسكري آخر أن قوات حفتر تمشط المنطقة وأن «المعارك لا تزال جارية»، خصوصًا في حي راس لانوف السكني الذي يضم أيضاً مطاراً ومحطة لتكرير النفط ومنشأة للبتروكيماويات. وأعلن حفتر في تسجيل صوتي أُذيع أول من أمس، أن «ساعة الصفر، لحظة الانقضاض الخاطف لسحق العدو حانت»، مضيفاً: «الآن تدق الساعة معلنة انطلاق الاجتياح المقدس لتطهير الأرض واسترداد الحق». واتهم حفتر إبراهيم الجضران الذي يقود جماعات مسلحة من دون أن يسميه، بـ «التحالف مع الشيطان» وبأنه «جنى على نفسه وألقى بها إلى الهلاك حين بدأ بالغدر والعدوان». وذكرت مستشفى اجدابيا الواقعة شرق منطقة المعارك، أن 16 قتيلاً من قوات حفتر سقطوا في معارك الخميس. وكانت مجموعات مسلحة بقيادة الجضران هاجمت في 14 حزيران (يونيو) الجاري، موقعين نفطيين في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات حفتر. وتدور منذ ذلك الحين معارك متقطعة بين المعسكرين حول مرفأي راس لانوف والسدرة. لطالما تحدى الجضران (35 سنة) السلطات الانتقالية منذ العام 2011 علماً أن قبيلته «المغاربة» متواجدة تاريخياً في منطقة الهلال النفطي. وتمكن من خلال قيادته حراس المنشآت النفطية، من منع تصدير النفط من هذه المنطقة لمدة سنتين قبل أن تطرده منها قوات حفتر في سنة 2016. وتحدثت مصادر مقربة من «الجيش الوطني» عن تحالف بين الجضران و «سرايا الدفاع عن بنغازي» التي شكلها متشددون طردتهم قوات حفتر من بنغازي. وتابعت المصادر أن الهجوم على المنشآت النفطية هدف إلى «تخفيف الضغط عن الإرهابيين في درنة» (شرق) حيث تشن قوات حفتر هجوماً لطرد المتشددين. وقال المسماري إن أكثر من 1000 «مرتزق تشادي» شاركوا في القتال في الهلال النفطي مع الجضران. واعتبرت المؤسسة الوطنية للنفط أن المعارك حول منشأتي راس لانوف والسدرة أدت إلى «خسائر كارثية». وندد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله بـ «خسائر ببلايين الدولارات بسبب أعمال العنف في الهلال النفطي»، مؤكداً أن الإنتاج تراجع من أكثر من مليون برميل في اليوم إلى 450 ألفاً في اليوم منذ هجوم الخميس الماضي. وقال الناطق باسم المؤسسة خليفة العبيدي إن القوات الموالية لحفتر ستتولى «تأمين المنطقة (الهلال النفطي) قبل تسليم المنشآت النفطية للمؤسسة الوطنية للنفط حتى تتمكن من استئناف الإنتاج وإصلاح الأضرار». وأتت العملية التي أطلقها حفتر أول من أمس، بعد بضع ساعات على تنديد أميركي بالهجوم الذي شنه الجضران. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مقتضب، أن «الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات بالهجمات الأخيرة على ميناءي راس لانوف والسدرة وتدعو إلى وضع حد فوري للعنف الذي يضر بالبنية التحتية الوطنية الحيوية في البلاد». وأضاف البيان: «نطلب من كل الجهات المسلحة وقف الأعمال العدائية والانسحاب فوراً من منشآت نفطية لتفادي المزيد من الأضرار». إلى ذلك، ناقش مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أول من أمس، تطورات الملف الليبي وآخر المستجدات التي طرأت عليه.
مشاركة :