أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن في موسكو أمس، أن سيول هي أحد أبرز شركاء بلاده في المنطقة، فيما اتفقت الكوريتان على استئناف برنامج للمّ شمل عائلات فرّقتها الحرب الكورية (1950-1953). وبعد مراسم استقبال خاصة في الكرملين، أكد بوتين لمون أن روسيا «عملت وستعمل لتقديم مساهمة مجدية لتسوية الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية»، لافتاً إلى أنها «دعت دوماً إلى تطبيع الأوضاع مع كوريا الشمالية». وأشار إلى إنه يتفق مع ضيفه على أن القمة التاريخية التي جمعت في سنغافورة الأسبوع الماضي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ستساهم في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، معتبراً أن الأوضاع فيها تتحسّن تدريجاً. في المقابل، أشار مون إلى أهداف مشتركة مع بوتين، في ما يتعلّق بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، وتابع: «سنستمر في التعاون الوثيق مع الحكومة الروسية، لكي تُنفِذ بيونغيانغ وواشنطن كل الاتفاقات» المُبرمة خلال القمة. ودعا بوتين مون إلى المشاركة في ايلول (سبتمبر) المقبل في منتدى اقتصادي في روسيا يحضره رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وُدعي إليه كيم والرئيس الصيني شي جينبينغ. وقال في ختام لقائهما: «سيكون من دواعي سرورنا رؤية الرئيس الكوري الجنوبي ضيف شرف» في المنتدى الاقتصادي للشرق الذي يُعقد في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي. ولفت إيغور مورغولوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن الرئيسين سيناقشان مشاريع اقتصادية محتملة بين روسيا والكوريتين، بعد اقتراح موسكو تشييد خط سكك حديد يربط بين روسيا والكوريتين، وكذلك خط أنابيب للغاز الطبيعي، ضمن مساعٍ ترى أنها يمكن أن تساهم في تعزيز السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وفي السياق ذاته، أعلنت ناطقة باسم الخارجية الأميركية أن الوزير مايك بومبيو يعتزم الاجتماع بمسؤولين كوريين شماليين «في أقرب موعد ممكن»، لترجمة نتائج قمة ترامب- كيم. وأشارت إلى اتصالات مع بيونغيانغ بعد القمة. إلى ذلك، اتفقت الكوريتان على استئناف برنامج للمّ شمل العائلات التي فرّقتها الحرب الكورية، في خطوة هي الأولى منذ العام 2015. وبعد اجتماع بين منظمتَي الصليب الأحمر لدى الكوريتين، في جبل كومكانغ على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية، نشرت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية بياناً مشتركاً، ورد فيه أن «اللقاءات (بين أفراد العائلات) ستُعقد من 20 إلى 26 آب (أغسطس) المقبل، في جبل كومكانغ»، مشيراً الى «اختيار مئة من كل جانب» للمشاركة فيها. وقال رئيس الوفد الكوري الجنوبي بارك كيونغ سيو: «لنسعَ الى إنجاح هذا الاجتماع من خلال عقده من وجهة نظر إنسانية. نجتمع لمناقشة إعادة توحيد الأشخاص الذين قُسِمت عائلاتهم وأقاربهم، وهذا أمر ذو مغزى عميق». وعلّق رئيس الوفد الكوري الشمالي باك يونغ إيل قائلاً إن «مجرد اجتماع الشمال والجنوب لإجراء محادثاتهما الأولى في جبل كومكانغ، مسألة بالغة الأهمية»، داعياً «كل طرف إلى العمل لإنجاح المحادثات». ويأتي القرار ضمن اتفاقات أُبرمت خلال قمة جمعت كيم جونغ أون ومون جاي إن في نيسان (أبريل) الماضي، اتفقا خلالها على مسائل، بينها استئناف لقاءات لمّ شمل العائلات. معلوم أن النزاع الذي سبّب تقسيم شبه الجزيرة، أدى إلى انفصال ملايين الكوريين قبل نحو 70 سنة، مات معظمهم من دون أن يتمكّنوا من رؤية ذويهم، ولا الحصول على أخبار عنهم. ولا يزال 57 ألفاً فقط منهم أحياء ومسجّلين لدى الصليب الأحمر الكوري الجنوبي، تفوق أعمار معظمهم 70 سنة.
مشاركة :