بيرانفاند من تنظيف الشوارع إلى حماية عرين إيران

  • 6/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من تابع مباراتي ايران في بطولة كأس العالم امام المغرب واسبانيا، سيدرك جيداً ان الحارس الايراني علي رضا بيرانفاند، قدم اداءً كبيرا نال على اثره الكثير من الاشادات في مختلف وسائل الاعلام العالمية، لكن صحيفة غارديان الانكليزية سلطت الضوء على الحياة الشخصية والرياضية لهذا النجم، لتكشف للعالم قصة علي رضا، المكافح الذي ضحى بالكثير من اجل الوصول الى مبتغاه. الحارس الشاب صاحب الـ26 عاماً ولد في مقاطعة لوريستان الإيرانية التي كانت تعاني من مشاكل اقتصادية جمة، وهو ما دفع والده إلى النزوح بعيداً من قريته نحو المدن الاخرى في إيران، حتى يوفر افضل مكان تسكن به عائلته التي اعتمدت على رعاية «الماشية». واستهوت لعبة كرة القدم الطفل علي رضا بيرانفاند، وأخذ يمارسها ولكن بطريقة أخرى تدعى «دال باران» وهي لعبة تقذف بها الحجارة إلى مسافات طويلة، ولكن حاجة الأسرة إليه دفعته إلى البحث عن العمل، نظراً لشح ما تقدمه المواشي التي يمتلكها والده. ولم ينس علي رضا بيرانفاند، حبه وولعه في كرة القدم، فأكمل ممارستها ولكن سراً، بعيداً من أعين والديه اللذين كانا يمنعانه دائماً، بحجة أن الكرة ليست عملاً حقيقياً، وقام والده بحرق ملابسه الرياضية وقفازيه أكثر من مرة، ما دفعه للعب بيديه العاريتين. قال علي رضا: والدي كان يكره الكرة.. يريدني ان اصبح عاملا بسيطا.. لم يؤمن ابداً ان كرة القدم هي من ستغير حياتي. بداية المعاناة هذا الامر دفع حارس المرمى للسفر الى طهران بحثاً عن فرصة للعب، وذهب الى احد الاندية بغية الحصول على فرصة للتدرب لكن مدرب الفريق طلب منه مقابل مالي مقابل ان يشركه في تقسيمة الفريق، لكن علي لم يكن يملك الاموال ابداً.. يقول : بعد ما حدث اضطررت للنوم أمام بوابة النادي، استيقظت صباحاً لأجد الكثير من الناس الذي ظنوا أنني متسول! بعد ما حدث له سمح له المدرب بالدخول في التدريبات وطلب من اللاعبين دعمه وهذا ما حدث، حيث قام أحد اللاعبين بتوظيفه في مصنع ملابس يعود الى والده، هذا المصنع اصبح هو الملجأ الآخر للحارس العملاق، حيث اصبح مبيته في هذا المكان، كذلك استغل بعض اوقات فراغه الاخرى في غسيل السيارات، ونظراً لطوله الفارع تم تخصيصه لغسيل بعض السيارات الرياضية. موقف محرج مع دائي يقول علي رضا، انه تعرض لموقف «محرج» عندما حضر اسطورة الكرة الايرانية علي دائي، من اجل تنظيف سيارته، زملاؤه في المهنة طلبوا منه ان يحادث دائي الذي بإمكانه مساعدته واشراكه في اندية القمة الايرانية، لكنه رفض هذا الامر، مفضلاً ان يشق طريقه بنفسه. وقال علي رضا: كنت على درايه ان علي دائي انسان مهذب وخلوق وسيساعدني، لكنني كنت محرجاً، وكذلك فضلت ان اعتمد على نفسي في هذا الامر بالتحديد. علي عانى الامرين بعد ذلك حينما خرج من النادي وبدأ بالبحث عن فريق آخر يتناسب مع طموحاته، وهذا الامر دفعه للخروج من عمله ليجد عملا في مطعم مخصص للبيتزا، واثناء ذلك انضم لفريق نفط طهران ليكون تحت التجربة.. ووافق النادي أن ينام اللاعب في غرفة «المصلى» لفترة مؤقتة. يقول علي رضا: في احد الايام اثناء عملي في «البيتزا» حضر مدرب الفريق الذي لم يكن يعلم انني اعمل في هذا المكان، كنت محرجاً للقيام بخدمته، لكن صاحب المتجر اصر ان اقوم بذلك، وهو ما دفعه لترك العمل بصورة نهائية. الانفراجة بعد ذلك اضطر للعمل في تنظيف الشوارع والحدائق، وهو ما كان يرهقه بشكل كبير، ويجعله غير لائق للعب المباريات مع فريقه الجديد، ليذهب الى نادي آخر يدعى حوما، الا انه لم يتم منح عقد له، ليتصل به نادي نفط طهران مجدداً ويعرض عليه العودة، وهنا بدأ نجمه بالسطوع، حيث تألق بصورة لافته مع الفريق وتم ضمه بعد ذلك الى منتخب ايران الاولمبي عام 2015 ليقفز بعد ذلك ويصبح حارس ايران الاول، محققاً رقماً قياسيا في الحفاظ على نظافة شباكه «12 مباراة، خلال تصفيات كأس العالم 2018. ونظراً لتألقه اللافت مع نادي نفط طهران في الدوري الإيراني لكرة القدم، قامت إدارة نادي بیرسبولیس الإيراني ويعد أحد أشهر الأندية الإيرانية في البلاد بضمه في عام 2016. يقول الشاب ذو الاصول الكردية أنه تعرض للكثير من المواقف واللحظات والايام العصيبة التي كانت من الممكن ان تجعل حلمه «صعب المنال» لكنه قاتل من اجل تحقيق كل هذا.. ولن ينسى تلك الايام التي جعلت منه الشخص الذي هو عليه اليوم.

مشاركة :