جولة كوشنير تنتهي بطي صفحة «صفقة القرن»

  • 6/23/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

القدس – أحمد عبدالفتاح| كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع ومواكبة لنتائج جولة جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه للمنطقة جيسون غرينبلات لعدد من العواصم العربية وإسرائيل خلال الأسبوع الماضي وختمت امس باجتماع ثانٍ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد الاجتماع الاول الذي عقد الجمعة، وتواصل لاكثر من اربع ساعات أن الادارة الاميركية تفكر جدياً في طي صفحة صفقة القرن وقصر مساعيها على خطة تخفيف الازمة الانسانية لقطاع غزة. وقالت المصادر لـ القبس: إن بحثاً معمقاً جرى خلال الاسابيع الماضية بين نتانياهو والسفير الاميركي لدى اسرائيل دافيد فريدمان خلص الى اقناع الاخير ان لا فائدة من طرح صفقة القرن التي اصبحت جاهزة للاعلان في ظل الرفض الفلسطيني لها من جهة، وامتناع الاطراف العربية ذات الصلة عن قبولها علناً او ممارسة ضغط على الفلسطينيين لقبولها. لا تنازلات ووفق المصادر ذاتها، فإن نتانياهو ابلغ الجانب الاميركي انه لا يستطيع تقديم اي تنازل مهما كان ضئيلاً للفلسطينيين بالضفة الغربية بسبب رفض معظم احزاب الائتلاف الحكومي وبخاصة حزب «البيت اليهودي» بزعامة وزير التعليم نفتالي بينت الذي يمثل المستوطنين في الحكومة، وبالتالي فإن اي تنازل سيؤدي الى انفراط عقد حكومته. وقالت المصادر إن نتانياهو اخذ واقعياً من صفقة القرن ما يريد ممثلاً باعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها لها، إضافة الى سحب ملف اللاجئين من التداول، بينما الامتناع عن طرح الصفقة يعفيه من اي تنازل في الضفة الغربية، ويبقي يد الاستيطان طليقة دون حسيب او رقيب، منذ ان قررت ادارة ترامب منع توجيه اي نقد للنشاطات الاستيطانية، وقررت نشر مظلة حمايتها في المحافل الدولية على جميع الانتهاكات الاسرائيلية. وكانت تسريبات كثيرة نشرت خلال الاشهر الماضية عن ان صفقة القرن تقترح نقل نحو %10 من مساحة الضفة الغربية من المناطق المصنفة (ج) للسلطة الفلسطينية ما يرفع نسبة الاراضي التي تتبع لها اضافة الى مناطق (أ) و(ب) الى نحو %50، وهو ما ترفضه احزاب اليمين المتطرف المشاركة في الحكومة. واضافت المصادر ان فريدمان الذي يعتبر بالاضافة الى كوشنير وغرينبلات وهم يهود من اشد الموالين لاسرائيل وداعمي الاستيطان، تبنوا موقف نتانياهو، الذي طلب منهم تركيز المساعي الاميركية وقصرها فقط على تخفيف الازمة الانسانية في قطاع غزة من خلال تنفيذ خطة تستهدف اقامة مشاريع بناء محطات كهرباء، وتحلية مياه ومناطق صناعية لخلق فرص عمل، وبناء ميناء ومطار وغيرها من مشاريع يعتقد انها ستؤدي الى تخفيف حدة الاحتقان في القطاع وتبعد شبح انفجاره في وجه الاحتلال الاسرائيلي. واشارت المصادر ذاتها الى ان كوشنير وغرينبلات طلبا من الرياض والدوحة العمل على تأمين دعم مالي خليجي لتنفيذ المشاريع المذكورة، بمشاركة مصرية ستسند لها مهمة وضع اليات للرقابة على الشق الامني من خطة التخفيف من الازمة الانسانية، التي تشترط الاتفاق على هدنة طويلة الامد مع حركة حماس، وعدم تحديث وزيادة ترسانتها العسكرية، ووقف حفر الانفاق خاصة الهجومية منها، وضبط فصائل المقاومة الاخرى، ومنعها من تنفيذ اي هجمات او عمليات ضد اسرائيل. ولاحظت المصادر ان خطة التخفيف من الازمة الانسانية التي صاغها نتانياهو وتولى فريدمان تسويقها لدى الادارة الاميركية لا تشترط عودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، ولا رحيل سلطة حماس ونزع سلاحها، بل انها تفترض استمرارها، لكن في حلة جديدة، متكيفة مع الهدنة اطلويلة الامد ومتطلباتها، مضيفة ان ما صدر من تصريحات علنية من بعض قادة حماس تضمن مواقف تشير الى استعدادها للتعامل مع هذه الخطة بذريعة انهاء الحصار المضروب على القطاع وايجاد حلول لازماته، وازمتها المستعصية في حكمه. إعفاء لمختلف الأطراف وقالت المصادر ان طي صفحة صفقة القرن يعفي مختلف الاطراف من عبء رفضها او قبولها، لان لكل منهما كلفته وثمنه، ناهيك عن ان بعض الاطراف ابدت استعدادها للانخراط في انجاح الخطة البديلة الخاصة بقطاع غزة، سواء من خلال تقديم الدعم المالي او العمل مع حماس لاقناعها كي تقوم بما عليها من واجبات في اطار هذه الخطة. وخلصت المصادر الى القول ان طي صفحة صفقة القرن مثل فتحها سيلقي على كاهل الشعب الفلسطيني وقيادته اثقال فصل مصير الضفة الغربية عن قطاع غزة، مشيرة الى ان حالة الاستنفار في الاوساط الاعلامية والاكاديمية والعسكرية الاسرائيلية خلال الايام القليلة الماضية وامتداح مزايا تخفيف الازمة الانسانية في قطاع غزة تشير الى ان المؤسسة الاسرائيلية بقضها وقضيضها تقف خلفها وعازمة على تنفيذها.

مشاركة :