مرت رحلة العائلة المقدسة التى ضمت السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار بمحطات تاريخية فى محافظة المنيا، بدأت من دير الجرنوس بمغاغة، حيث شربت العائلة المقدسة من بئر بداخل الدير ثم البهنسا ببنى مزار، فى منطقة تسمى أباى إيسوس (بيت يسوع) شرق البهنسا التى تضم شجرة قديمة علقت عليها لافتة كتب عليها «شجرة مريم» حيث استظلت السيدة العذراء بظلها هى والطفل يسوع.وتقع المحطة الثالثة بمنطقة جبل الطير بسمالوط، حيث استقرت العائلة المقدسة فى المغارة الأثرية الموجودة فى كنيسة جبل الطير، وتحتفل الكنيسة سنويا بمولد العذراء بمنطقة جبل الطير لمدة أسبوع، بحضور ما يقرب من مليونى شخص.وجاءت المحطة الرابعة بملوى، بالقرب من الجبل الشرقى بالشيخ عبادة، إلى أن وصلت إلى مدينة هرموبوليس «الأشمونين حاليا» ودير أبوحنس وكوم ماريا، لتصل إلى ديروط الشريف الذى كان يعرف بـ«فيليس» بأسيوط.وقال الأنبا داود ناشد، وكيل مطرانية سمالوط، إن كنيسة السيدة العذراء تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بسمالوط، حيث الدير الذى يضم كنيسة السيدة العذراء التى تعد من أقدم الكنائس الأثرية بالصعيد، وتضم المغارة التى اختبأ فيها الطفل يسوع وأمه السيدة مريم البتول، لمدة ٣ أيام هربا، من بطش الرومان.وأضاف «ناشد» أن تلك الرحلة التى باركت الكنيسة وجعلتها مقصدا للزائرين ليس فقط فى مصر وإنما العالم أجمع لرؤية المغارة التى اختبأ فيها الطفل يسوع ووالدته السيدة مريم من بطش الرومان، ويبلغ عمرها نحو قرن ونصف القرن من الزمان.وأكد «ناشد» أن «لهذا المكان قدسية خاصة، وله الكثير من الحكايات، ففى سنة ٣٢٨ ميلادية، جاءت إلى هنا الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول وعندما علمت من الأهالى أن العائلة المقدسة زارت هذه المنطقة واختبأت فى المغارة أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء».وأشار إلى أن الدير يضم الآن ٥ كنائس، الأولى باسم العذراء، وهى الكنيسة الأثرية والثانية باسم العائلة المقدسة، والثالثة باسم القديس يوسف النجار، والرابعة باسم القديسة سالومى، والخامسة باسم كنيسة الهروب، ليتذكر الناس تلك الرحلة الشاقة التى قطعها المسيح.المحافظ عصام البديوى استقبل لجنة من وزارة الآثار برئاسة الدكتور محمد عبداللطيف مساعد وزير الآثار، لبحث مشاركة وزارة الآثار فى الأعمال الخاصة بتطوير مسار العائلة المقدسة، خاصة بعد إدراج الدير ضمن رحلة الحج الدينية العالمية بمصر، بعد موافقة بابا الفاتيكان، لتصبح كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بسمالوط مزارا سياحيا دينيا يقصده الملايين من جميع أنحاء العالم على مدار العام.وقرر المحافظ تشكيل لجنة برئاسته لمخاطبة الجهات المعنية بأعمال تطوير منطقة جبل الطير، كما ناقش المحافظ مع مساعد وزير الآثار إمكانية تطوير المكان تطويرا شاملا ووضع تصور محدد بجدول زمنى تقوم بتقديمه وزارة الآثار، لإظهار المكان فى أجمل صوره ليس فقط على المستوى المحلى بل أمام العالم أجمع، باعتبار أنه سيكون مقصدا سياحيا عالميا.